

الأدب


الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر


النقد

النقد الحديث

النقد القديم


البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
السّميسر
المؤلف:
شوقي ضيف
المصدر:
عصر الدول و الإمارات ،الأندلس
الجزء والصفحة:
ص223
24-7-2016
4863
هو خلف بن فرج الإلبيري، من أعلام الشعراء في زمن أمراء الطوائف، اشتهر بالشعر و خاصة إذا هجا و قدح، و كأنما تخصص بالقدح و الهجو في أهل زمنه، حتى ليكتب في هجائهم كتابا في مجلدات سماه «شفاء الأمراض في أخذ الأعراض» . و كانت كورته إلبيرة و عاصمتها غرناطة بيد الأمير عبد اللّه بن بلقين الصنهاجي منذ سنة 46٧ و كان السميسر ينظر حوله، فيجد أمراء الطوائف غارقين في ملاهيهم بين الكاس و الطاس متنابذين متخاصمين، بينما أفواه ألفونس و ملوك النصارى فاغرة تريد أن تلتقم بلدانهم، و إنهم ليرهبونهم حتى ليدفعون لهم الإتاوات، مما جعله يهتف بهم قائلا:
ناد الملوك و قل لهم ماذا الذى أحدثتم
أسلمتم الإسلام في أسر العدا و قعدتم
وجب القيام عليكم إذ بالنّصارى قمتم
لا تنكروا شقّ العصا فعصا النبىّ شققتم
فهو يدعو أهل الأندلس إلى الثورة-أو إلى القيام كما يقول-على أمرائهم الذين أحدثوا أحداثا منكرة مسلمين أموال البلاد إلى العدو، واضعين أيديهم في يده، بل إنهم ليستعدون به بعضهم على بعض متخذين منه العون و النصير في حكم إماراتهم، شاقين بذلك عصا الإسلام و رسوله. و يهتف بأمير غرناطة و قبيلته صنهاجة أن يتداركوا الأمر، و لكن لا حياة لمن ينادي، فعبد اللّه بن بلقين غارق في تشييد قلعة يتحصّن بها عند نزول كارثة فيقول فيه ساخرا:
يبنى على نفسه سفاها كأنه دودة الحرير
فهو-في رأيه-كدودة القزّ لا تزال تنسج حولها معقلا لها و هو ليس معقلا بل عقالا تلفّه حولها و تموت فيه، و يكرر هتافه بالأمير و قبيلته، و لا سميع و لا مجيب، فيهجو صنهاجة و البرابر جميعا بمثل قوله:
رأيت آدم في نومى فقلت له أبا البريّة إنّ الناس قد حكموا
أنّ البرابر نسل منك قال إذن حوّاء طالقة إن كان ما زعموا
و لما كثر منه مثل هذا الهجاء الموجع المؤلم توعده الأمير عبد اللّه بسفك دمه، ففر إلى المعتصم بن صمادح أمير المريّة مستجيرا به، فأجاره، و أقام عنده حتى استولى المرابطون على إمارته سنة 4٨4. و كان السميسر سيئ الظن بالناس سوءا شديدا، حتى لينشد:
رأيت بنى آدم ليس في جموعهم منه إلا الصّور
و لما رأيت جميع الأنام كذلك صرت كطير حذر
فمهما بدا منهم واحد أقول أعوذ بربّ البشر
فقد أصبح من الناس جميعا مثل طير حذر لا يزال يتلفت يمينا و يسارا خشية أن يقع في شبكة من شباكهم رصدوها له، و إنه ليستعيذ منهم و من شرهم بربه لاجئا إليه ضارعا.
و على شاكلة ظنه السيئ بالناس ظنه بأهل صنعته من الشعراء إذ يقول فيهم:
أنا أحبّ الشعر لكننى أبغض أهل الشعر بالفطره
فلست تلقى رجلا شاعرا إلا و فيه خلّة تكره
و العجب و النّوك إلى الجهل في أكثرهم إلا مع النّدره
و طبيعي أن يعجب كل شاعر بشعره، أما النوك أو الحمق و كذلك الجهل اللذان يسجلهما على أكثرهم فمبالغ في وصمهم بهما. و يعلن مرارا أنه هجر اللذات، و يبدو أنه هجرها بأخرة من حياته، مما جعله يكثر من أشعار طريفة في الزهد و القناعة و الحياة و الموت.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
الآخبار الصحية

قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)