أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015
2411
التاريخ: 29-12-2015
4052
التاريخ: 11-3-2016
2311
التاريخ: 8-10-2015
2844
|
هو أبو عمر يوسف بن هرون الكندي المعروف بالرمادي، و يقول مترجموه إن نسبته إلى قبيلة كندة جعلت كثيرين من شيوخ الأدب في زمنه، يقولون: فتح الشعر بكندة و ختم بكندة يعنون امرأ القيس الكندي في الجاهلية و المتنبي و الرمادي القرطبي الكنديين.
أما لقبه الرمادي فيقول ابن بشكوال في الصلة إنه تعريب لكنية إسبانية هي:
«أبو جنيس» و يبدو أنه كناه بها أحد معاصريه على نحو ما مرّ في كنيات و ألقاب شعراء آخرين مثل البلّينة أي الحوت. و قال ابن سعيد في المغرب إنه منسوب إلى رمادة من قرى مدينة شلب في الجنوب الغربي للأندلس، و ربما كان قول ابن سعيد أكثر دقة لأنه أعرف بشلب و قراها، و لو كانت الكلمة نقلا لكنية: «أبي جنيس» الإسبانية أو الرومانثية لقيل: «أبو الرماد» لا الرمادي. و قد تتلمذ لأبي علي القالي و روى عنه كتاب النوادر الملحق بالأمالي، و له فيه مدحة بديعة. و يبدو أنه درس كتبه بعده للطلاب إذ يذكر ابن سعيد بين طلابه بقرطبة أميرا من بني ذي النون الطليطليين. و أخذ يشتهر في الشعر منذ عصر الحكم المستنصر، و يقول الفتح بن خاقان في المطمح إنه: شاعت عنه أشعار في دولة الحكم و رجالها سدّد إليهم سهاما فأوغرت عليه الصدور، و سجنه الحكم دهرا، ثم ردّت إليه حريته بعد وفاته، و في سجنه ألف كتابا عن الطير ختم كل حديث له في طائر بأبيات في مديح الحكم و لكنها لم تلن قلبه، و يبدو أنه بدأ اللمز له و لرجاله حين أمر بإراقة الخمور في جميع الجهات بالأندلس، إذ نرى للرمادي قصيدة يتوجع فيها متألما لشاربيها.
و في أشعاره بعض خمريات و بعض غزل في الغلمان و لا ندري أكان ينظم في ذلك عن عاطفة حقيقية أو محاكاة لأبى نواس و أضرابه من المشارقة، إذ نراه يصرح مع خمرياته و غزلياته في السقاة بمثل قوله:
فتّحت الجنّة من جيبه فبتّ في دعوة رضوان(1)
مروّة في الحبّ تنهى بأن يجاهر اللّه بعصيان
و قوله:
و ما بي فخر بالفجور و إنما نصيب فجوري الرّشف و الشّفتان
و أكبر الظن أنه لم يكن ماجنا. و يقال إنه كما مدح الحكم المستنصر مدح المنصور بن أبي عامر حاجب ابنه المؤيد، و لم يصلنا شيء من مدائحه لهما، و عاش عشر سنوات بعد ابن أبي عامر إذ توفى سنة ۴٠٣. و قد سقط ديوانه من يد الزمن غير أن الذخيرة و الجذوة و المغرب و اليتيمة للثعالبي تحتفظ جميعا بغزل له غير قليل، و هو يطبع بطابعين: طابع الرقة البيّن في مثل قوله:
هو ظالمي لكن أرقّ عليه من أن أجيل اللحظ في خدّيه
أعفيت رقّة وجنتيه من أذى عيني و ما أعفيت من عينيه
و مع ما يحمل البيتان من رقة متناهية إذ يقول إنه يخاف على خدود صاحبته من نظراته أو كما يسميها أذى عينه يحملان أيضا الخاصة الثانية في غزله، و هي البعد في التصور حتى ليصبح و هما من الأوهام على نحو ما أصبحت نظراته أذى يوشك أن يلم بالخدود، و لعله يشير بذلك إلى الحياء و الخجل الذي يلم بصاحبته فتحمر و جنتاها حين تلاحظ نظراته.
و من ذلك ما أنشده الحميدي في الجذوة من قوله:
غدا يرحلون فيا يوم رسل ك كن بالظلام بطىء الّلحاق (2)
و يا دمع عيني سدّ الطّريق و أفرغ عليهم نجيع المآقى (3)
و يا نفسى جئهم من أمام و قابلهم بنسيم احتراق
و يا همّ نفسى بهم كن ظلاما و قيّدهم عن نوى و انطلاق
و يا ليل من بعد ذا إن ظفر ت بالصّبح فاقذف به في وثاق
فصاحبته سترحل مع أهلها غدا، و هو يتضرع لليوم أن يتريث في مسيرته، حتى يتأخر ليل الغد المؤذن بالفراق، و يتجه لدموعه يأمل أن تستحيل جدولا من الدم القاني، فتسد الطريق على هذا الركب، كما يتجه إلى نفسه الحارّ بالحب و شراره أن يلفح الركب بلهيبه المشتعل حتى لا يستطيع مسيرا، و بالمثل يتجه إلى هموم نفسه مبالغا في وهمه إذ يطلب إليها أن تنشر ظلامها، بحيث لا يستطيع الركب انطلاقا، و حتى الليل يبالغ في وهمه إزاءه، فيطلب إليه إن ظفر بالصبح أن يأسره و يشد من حوله الوثاق. و كل ذلك إغراق في الوهم ما بعده إغراق، و على شاكلته قوله:
على كمدى تهمى السحاب و تذرف و من شجني تبكى الحمام و تهتف
فالسحاب إنما يذرف دموعه لما يرى من كمده و همّه و ضناه، و الحمام إنما يبكى و ينوح لما يرى من شجنه و حزنه، و من طريف صوره الغزلية قوله:
و إذا أراد تنزّها في روضة أخذ المرأة بكفّه فأدارها (4)
و هي مبالغة واضحة في الوهم. إذ صاحبة هذا الوجه الفاتن في رأيه لا تحتاج إلى روضة. تقضى فيها نزهة تمتع به نفسها، إذ حسبها أن تنظر في مرآتها فترى أروع روضة، و من الممكن أن يكون قد أراد أن وجه صاحبته بالقياس إليه كأنه مرآة بديعة لروضة فاتنة. و كل ذلك شاهد على أن الرمادي الكندي كان شاعرا متفننا، فلا غرو أن يتفنن في الموشحة الساذجة عند القبري، و يتيح لها-كما مر بنا-تطورا جديدا بالغ الأهمية.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1) جيب الثوب: فتحته العليا.
2) رسلك: تمهل.
3) نجيع: دم. . مؤق العين: طرفها من جهة الأنف، و هو مجرى الدمع.
4) المرأة: المرآة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|