المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



الاشتقاق  
  
4672   04:58 مساءاً   التاريخ: 19-7-2016
المؤلف : د. عبد الحسين المبارك
الكتاب أو المصدر : فقه اللغة
الجزء والصفحة : ص111- 115
القسم : علوم اللغة العربية / فقه اللغة / خصائص اللغة العربية / الاشتقاق / مقدمة حول الاشتقاق /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2016 1371
التاريخ: 19-7-2016 915
التاريخ: 19-7-2016 4673

الاشتقاق وسيلة من وسائل نمو اللغة وتكثير مفرداتها و (هو عملية استخراج لفظ من لفظ او صيغة من اخرى)(1). او هو (اخذ كلمة من كلمة او اكثر، مع تناسب بين المأخوذ والمأخوذ منه في اللفظ والمعنى جميعاً)(2).

وقد عرفه الجرجاني بقوله(3) : (نزع لفظ من آخر بشرط مناسبتهما معنى وتركيباً، ومغايرتهما في اللغة).

وهو في رأي بعض المحدثين (احدى الوسائل الرائعة التي تنمو عن طريقها اللغات وتتسع، ويزداد ثراؤها في المفردات، فتتمكن به من التعبير عن الجديد من الافكار، والمستحدث من وسائل الحياة)(4).

وقد اهتم علماء اللغة بهذا الموضوع قديماً وحديثاً، وألفوا فيه المصنفات، وكما اختلفوا في تحديد تعريفه اختلفوا كذلك في انواعه.

1- الاشتقاق الصغير :

وسماه الدكتور علي عبد الواحد وافي ، والدكتور ابراهيم انيس الاشتقاق العام ، ويسمى الاصغر كذلك ، أو الاشتقاق الصرفي.(5)

2- الاشتقاق الكبير - وهو ما يسمى بالقلب اللغوي(6) ، وسماه ابن جني(7) الاكبر .

ص111

3- الاشتقاق الاكبر او الكبار - وهو ما يسمى الابدال اللغوي .

4- الاشتقاق الكبار او المنحت : -

اما مذاهب العلماء في الاشتقاق فهم كما قال الزجاجي(8) : (اعلم ان للناس في الاشتقاق ثلاثة اقوال ، فأما الخليل وسيبويه وابو عمرو بن العلاء وابو الخطاب وعيسى بن عمر والاصمعي وابو زيد وابو عبيدة والجرمي وقطرب والمازني والمبرد والزجاج وسائر من لم نسمه من البصريين من اهل اللغة فانهم يقولون : بعض الكلام مشتق وبعضه غير مشتق ، وكذلك من الكوفيين الكسائي والفرّاء وابو عمرو الشيباني  وابن الاعرابي وثعلب ومن تابعهم يقولون بهذه المقالة : ان بعض الكلام مشتق وبعضه غير مشتق ، لأنه محال ان يكون كله مشتقاً اذا كان لابد للمشتق من أصل ينتهي اليه غير مشتق ، لأنه لو كان كل مشتق له اصل آخر اشتق منه الى ما لا نهاية لوجب من ذلك وجود ما لا يتناهى موقوفاً عند آخره بوجود الكلمة التي يقال انها مشتقة وهذا محال) .

ويستطرد الزجاجي فيضيف : (وجميع ما ذكرنا من اهل اللغة قد تكلم في الاشتقاق اما في كتاب له مفرد بالاشتقاق او في عرض كلامه في اللغات والتصاريف والابنية والجموع وما ينصرف وما لا ينصرف والمقصور والممدود والمهموز وسائر ذلك ما لابد فيه من المقايسة وذكر الاصول والزوائد والملحق وعبر الملحق وما اشبه ذلك .

وزعمت طائفة من متأخري اهل اللغة ان الكلام كله مشتق ، وليس هؤلاء من الاولين ولا يقوم بأعيانهم مشهورين ولا في ذلك كتاب مصنف ، ولا هو قول امام متقدم ، وانما هو قول المتعسفين من متأخري اهل اللغة وفساده بين واضح كما ذكرنا) .

وقال كذلك : (وذهب قوم من اهل النظر الى ان الكلام كله اصل وليس منه شيء اشتق من غيره ، وليس احد من اهل اللغة والاعلام المشهورين يقول بذلك . ولا من النحويين الائمة فيما انتهى الينا من مذاهبهم ، ورويناه من كتبهم ، والحكايات عنهم).

ص113

وقد وضعوا للاشتقاق او لكل نوع من اتباعه شروطاً تحدد الصورة التي يجب ان يتم فيها الاشتقاق ، ففي الاشتقاق الصغير يجب ان يكون بين اللفظين تناسب في الحروف والترتيب نحو : ضرب من الضرب ، ومنها يخرج ضارب ومضروب وضراب ، اما في الاشتقاق الكبير فيكون بين اللفظين تناسب في اللفظ والمعنى دون الترتيب نحو جبذ من الجذب .

وفي الاشتقاق الاكبر يكون التناسب في المخرج ، نحو نعق من النهق (9) .

اما عن العلماء الذين صنفوا كتباً في الاشتقاق فاشهرهم(10) : -

قطرب (206هـ) ، وابن الكلبي (206هـ) ، وابو الحسن سعيد بن مسعدة المعروف بالأخفش الاوسط (215هـ) ، والاصمعي (216هـ) وابو نصر احمد أبن حاتم الباهلي (231هـ) وابو الوليد بن قطن المهري والقيرواني (56هـ) ، واحمد بن ابي طيفور (290هـ) ، والمبرد (285هـ) والمفضل بن سلمة (300هـ) وابو اسحاق الزجاج (311هـ) وابو بكر بن السراج (316هـ) ، وابن دريد (321هـ) وابن درستورية (347هـ) وابن النحاس (337هـ) ، وابن خالويه (370هـ) ، وعلي بن عيسى الرماني (384هـ) وابو القاسم يوسف بن عبد الله الزجاجي (445هـ) ، وابو عبيد البكري (487هـ) وغيرهم من المتقدمين الذين صنفوا كتباً اخلصوها لهذا الموضوع .

كما اهتم المحدثون بالاشتقاق وصنفوا كتباً بموضوعة ، واشهرهم : السيد محمد صديق حسن خان بهادر (1307هـ) فقد صنف (العلم الخفاق في علم الاشتقاق) وطبع بمطبعة الجوانب عام 1296هـ ، كما صنف الاستاذ عبد القادر المغربي (1376هـ) (الاشتقاق والتعريب) وطبع بمطبعة الهلال بمصر 1908م .

كما صنف الاستاذ عبد الله أمين كتاباً سماه (الاشتقاق) طبع في القاهرة 1376هـ . وآخرون لم نأت على ذكرهم هنا ، وقد اشرنا اليهم في كتابنا (الزجاجي ومذهبه في النحو واللغة) .

ص114

والبحث في موضوع الاشتقاق يقودنا الى ذكر الخلاف بين العلماء حول طبيعة اللغة ، وهل هي توقيف والهام ام تواضع واصطلاح ؟(11) .

فمنهم من قال انها توقيف من الله سبحانه وتعالى مستندين الى قوله عز وجل : (وعلم آدم الاسماء الحسنى) . وقد ابى هؤلاء ان يكون بعض الكلام مشتقاً من بعض .

اما الفريق الاخر فقد نادوا بان الكلام كله مشتق وان اللغة هي تواضع واصطلاح ، وليست توقيفاً من عند الله ، اذ ليس من المعقول ان يعلم الله آدم جميع اسماء الاشياء التي لم يكن بعضها موجوداً وقتذاك .

وهناك فريق ثالث قالوا : بعض الكلام مشتق وبعضه غير مشتق كما اشرنا من قبل . قال السيوطي(12):

(وذهب بعضهم الى ان اصل اللغات كلها انما هو من الاصوات والمسموعات كدوي الريح ، وحفيف الرعد ، وخرير الماء ، وشحيج الحمار ، ونقيق الغراب ، وصهيل الفرس ، ونزيب الظبي ، ونحو ذلك . ثم ولدت اللغات عن ذلك فيما بعد وهذا عندي وجه صالح ، ومذهب متقبل ) .

وايد ما ذهب اليه الفريق الاول احمد بن فارس مستنداً في ذلك الى تفسير ابن عباس للآية المذكورة فقد قال : (علمه - اي آدم - الاسماء كلها وهي هذه التي يتعارفها الناس من دابة وارض وسهل وجبل وحمار واشباه ذلك من الامم وغيرها)(13) .

ولعله (اتجه) ناحية جدلية تهدف الى الاقناع بصحة مذهبه وبطلان المواضعة والاصطلاح عن طريق عاطفية وجدانية بنسبة اللغة الى الله الذي يعلمها الناس بواسطة الانبياء ، وهذا مسلك غير سليم في الاثبات (14)) .

ص114

اما الفريق الثاني الذين قالوا بالمواضعة والاصطلاح فقد ابعد بعضهم في ذلك باعتقادهم ان الكلام كله مشتق ، ونسبوا ذلك الى الزجاج ، قال ابن عصفور(15): (... وكان ابو بكر - يعني ابن السراج - وغيره ممن هم في طبقته قد استشرفوا ابا اسحاق - رحمه الله - في تجشمه من قوة حشده وضمه ما انتشر من المثل المتباينة الى اصله ، وان كان جميع ذلك راجعاً الى تركيب واحد) .

وقد دفع عنه هذه التهمة تلميذه ابو القاسم الزجاجي بقوله : (وقد زعم جماعة ان ابا اسحاق ابراهيم بن السري الزجاج كان يعتضد هذا المذهب ويقول : الكلام كله مشتق ، ويشنعون بذلك عليه ويضعون حكايات باطلة ، ومعاذ الله من ذلك ، وكلامه في ذلك واضح بين في كتابه الكبير في الاشتقاق )(16) .

والزجاجي - كما يتضح من كتابه (اشتقاق اسماء الله) كان يذهب مذهب اهل المواضعة والاصطلاح في اللغة ، وقد عقد باباً خاصاً في هذا الكتاب للرد على من انكر الاشتقاق وسماه (باب القول في نسبة الاشتقاق ، والرد على من انكره ) . ويمكن الرجوع اليه لمعرفة آراء الزجاجي واطلاعه الواسع على آراء سابقيه من العلماء ، ورده على المنكرين ودحض اتهاماتهم التي اثيرت حول موقف سيبويه والزجاج منه (17) .

ص115

_________________

(1) من اسرار اللغة 46 .

(2) الاشتقاق عبد  الله امين ص 1 .

(3) التعريفات 27 .

(4) فصول في فقه العربية 290 .

(5) فقه اللغة 172 .

(6) من اسرار العربية 47 .

(7) الخصائص 2/ 133-134 .

(8) اشتقاق اسماء الله 480-484 وانظر الصاحبي في فقه اللغة 33 والمزهر 1/ 345.

(9) انظر : التعريفات للجرجاني 28 .

(10) انظر : الزجاجي ومذهبه في النحو واللغة 161-166 فقد احصينا عدداً من اللذين صنفوا في هذا الباب وذكرنا اسماء مصنفاتهم .

(11) هناك آراء كثيرة في نشأة اللغة ، غير انها لم تحل المشكلة حلاً نهائياً . انظر : علم اللغة د. علي عبد الواحد وافي 74-155 .

(12) المزهر 1/ 14-15 وانظر : الخصائص 1/ 46-47 .

(13) الصاحبي 5 .

(14) العلامة اللغوي ابن فارس - د. محمد مصطفى رضوان 228 .

(15) الممتع في التصريف 1/ 41 .

(16) اشتقاق اسماء الله 481 وانظر الاشباه والنظائر 3/ 57 .

(17) انظر : اشتقاق اسماء الله ص 480 .




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.