أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2016
2086
التاريخ: 19-7-2016
27878
التاريخ: 19-7-2016
44528
التاريخ: 2-8-2016
2764
|
هو ان يستعمل اللفظ للدلالة على الشيء وضده والضد في اللغة: النقيض والمقابل قال ابو الطيب اللغوي(1): (الاضداد جمع ضد وضد كل شيء ما نافاه نحو: البياض والسواد والسخاء والبخل والشجاعة والجبن وليس لك ما خالف الشيء ضدا له الا ترى ان القوة والجهل مختلفان وليسا ضدين وانما ضد القوة الضعف وضد الجهل العلم فاختلاف اعمّ من التضاد اذ كان كل متضادين مختلفين وليس كل مختلفين ضدين).
والاضداد اللفظية التي تتقابل فيها المعاني من غير ان يتحد اللفظ كالليل والنهار والنور والظلمة والاسود والابيض ليست من التضاد الذي نحن بصدد الحديث عنه(2).
والتضاد نوع من المشترك اللفظي فكل تضاد مشترك لفظي وليس العكس.
ص84
ومن امثلة الاضداد:
البسل: الحلال والبسل: الحرام(3).
الجون: يطلق على الاسود ويطلق على الابيض(4).
الجلل يدل على العظيم ويدل على الهين واليسير(5).
السليم: يقال: سليم للسالم وسليم للملدوغ(6).
يشري: يدل على البيع ويدل على الشراء(7).
اما موقف اللغويين القدامى من الاضداد فقد انقسموا على قسمين:
الاول: يرى وقوعه فب كلام العرب ومنهم الذي الفوا في الاضداد وسيأتي ذكرهم فضلا عن علماء اخرين منهم:
- ابو عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224هـ قال(8): (والمحدثون يقولون: هي النبل بالفتح ونراها سميت نبلا لصغرها وهذا من الاضداد في كلام العرب ان يقال للعظام: نبل وللصغار نبل).
وعقد بابا للاضداد في كتابه (الغريب المصنف) سماه (كتاب الاضداد)(9).
- ابن قتيبة المتوفى سنة 276هـ فقد افرد بابا في كتابه (ادب الكاتب) سماه: (باب تسمية المتضادين باسم واحد)(10).
- ثعلب ابو عباس احمد بن يحيى المتوفى سنة 291هـ قال(11): (الناهل: العطشان والريان من الاضداد).
ص85
- ابن خالويه المتوفى سنة 370هـ قال(10):
ويقاله في معنى (آمين) : اللهم اغفر لي سبلا وكان عمر بن الخطاب رحمه الله يقول: آمين بَسْلاً.
والبسل في غير هذا الموضع الحلال والبسل: الحرام وهو من الاضداد).
- احمد بن فارس المتوفى سنة 395هـ قال(11):
(ومن سنن العرب في الاسماء ان يسموا المتضادين باسم واحد نحو: (الجون) للاسود و(الجون) للابيض.
وقد الف ابن فارس كتابا في الرد على الذين انكروا الاضداد في العربية.
الثاني: ينكر الاضداد منهم:
- ابن درستويه المتوفى سنة 347هـ قال(12):
(النوء: الارتفاع بمشقة وثقل ومنه قيل للكوكب : قد ناء اذا طلع وزعم قوم من اللغويين ان النوء السقوط ايضا وانه من الاضداد وقد اوضحنا الحجة عليهم في ذلك في كتابنا: ابطال الاضداد).
الامدي المتوفى سنة 370هـ الف كتابا في انكار الاضداد سماه: (الحروف من الاصول في الاضداد)(13) وانكار ان تكون كلمة (دون) من الاضداد(14).
ولابد من الاشارة الى ان الشعوبيين رموا العرب بنقصان الحكمة وقلة البلاغة بسبب ما فيها من الاضداد وقد نعتهم ابن الانباري(15) بـ (اهل البدع والزيغ والازراء بالعرب).
ص86
وسبب هجوم الشعوبيين على العربية ان العرب انفردوا بهذه الظاهرة اذ لا وجود لها في اللغات الاخرى ولم يشيروا الى ظاهرتي الترادف والاشتراك اللفظي لان لغاتهم الفارسية لاتخلو من امثلة لهما.
ورأى الشعوبيين باطل لايرجع على حقيقة او صواب بل يرجع على حقد وضغينة على العرب.
وقال ابن الانباري(16):
(كلام العرب يصحح بعضه بعضا ويرتبط اوله بآخره ولا يعرف معنى الخطاب منه الا باستيفائه واستكمال جميع حروفه فجاز وقوع اللفظة على المعنيين المتضادين لانها يتقدمها ويأتي بعدها ما يدل على خصوصية احد المعنيين دون الاخر ولايراد به في حال التكلم والاخبار الا معنى واحدا).
اسباب نشوء التضاد:
ثمة عوامل كثير ادت الى وجود ظاهرة التضاد في اللغة العربية هي(17):
1- دلالة اللفظ في اصل وضعه على معنى عام يشترك فيه الضدان ثم يتخصص هذا المعنى في لهجة من اللهجات كما يتخصص في اتجاه مضاد في لهجة اخرى.
فمن ذلك:
- كلمة (الصري) يقال ليل: صريم ويقال للنهار: صريم لان الليل ينصرم من النهار والنهار ينصرم من الليل فأصل المعنيين من باب واحد وهو القطع.
- كلمة (المأتم): عدها قطرب وابو حاتم من الاضداد لانها تدل عندهما على النساء المجتمعات في فرح وسرور كما تدل على النساء المجتمعات في غم وحزن ومناحة.
ص87
والاصل في ذلك عمومي المعنى فالمأتم: النساء يجتمعن في الخير والشر.
- كلمة (الطرب): معناها في كتب الاضداد: الفرح والحزن.
والاصل في هذا المعنى: (خفة تصيب الرجل شدة السرور او لشدة الجزع)(18).
وقال ابن الانباري(19): (الطرب ليس هو الفرح ولا الحزن وانما هو خفة تلحق الانسان في وقت فرحه وحزنه).
2- انتقال اللفظ من معنها الاصلي الى معنى اخر مجازي: فقد يكون اللفظ موضوعا عند قوم لمعنى حقيقي ثم ينتقل الى معنى مجازي عند هؤلاء او عند غيرهم.
فيكون للتفاؤل كاطلاق لفظ (الحافل) على الممتلئ وعلى الخالي و(السليم) على الملدوغ و(المفازة) على المهلكة و(الناهل) على العطشان.
ويكون للتهكم كاطلاق لفظ (ابي البيضاء) على الاسود ولفظ (العاقل) على الجاهل.
ويكون لاجتناب التلفظ بما يكره كاطلاق لفظ (المولى) على السيد والعبد ولفظ (البصير) على الاعمى.
3- اختلاف القبائل العربية في استعمال الالفاظ: مثل لفظ (وثب) المستعملة عند حمير بمعنى (قعب) وعند مصر بمعنى (طفر) ولفظ (لمق) المستعملة عند بني عقيل بمعنى (كتب) وفي لغات سائر قيس بمعنى (محا) ولفظ (السدفة) المستعملة عند بني تميم بمعنى (الظلمة) وعند قيس بمعنى (الضوء) ولفظ (سجد) الذي يعني (انتصب) عند طيئ و(انحنى) عند سائر القبائل.
4- الخوف من الحسد: شاع الاعتقاد في قسم القبائل العربية بالسحر والاصابة بالعين فترك المرء في مثل هذه البيئة وصف الاشياء بالحسن والجمال حتى لا تصيبها عين الحسود.
ص88
ومن ذلك استعمال لفظ (شوهاء) للفرس الجميل والقبيح فيقال: مهرة شوهاء اذا كانت قبيحة ومهرة شوهاء اذا كانت جميلة واطلاق هذا اللفظ على المهرة الجميلة هو من باب درء العين.
5- المجاز والاستعارة: مثل اطلاق لفظ (الامة) على الجماعة وعلى الفرد فانه مما لا شك فيه ان الفرد لا يقال له: امة الا على التشبيه بالجماعة على وجه المبالغة فيقال عن هذا العالم او ذاك: (كان امة وحده) يعني انه كان في رجحان عقله وحدة ذكائه جماعة بأسرها فاستعير له لفظ يطلق في العادة على الجماعة.
6- احتملا الصيغة الصرفية للمعنيين: ثمة صيغ في العربية تستعمل للفاعل او للمفعول ومن هنا نشأ التضاد كثيرا في معاني هذه الصيغ.
من ذلك صيغة (فَعول) تستعمل في العربية بمعنى: (فاعل) مثل: شكور وغفور وكفور، كما تستعمل احيانا بمعنى (مفعول) مثل: رسول بمعنى مرسل وناقة سلوب بمعنى: مسلوبه الولد ومن هنا جاءت الامثلة من هذه الصيغة بالمعنيين جميعا مثل: (ذعور) بمعنى: ذاعر ومذعور (وركوب) بمعنى راكب ومركوب ومنها صيغة (فَعيل) تأتي كذلك بمعنى (فاعل) مثل: سميع وعليم وقدير كما تاتي بمعنى (مفعول) مثل: دهين بمعنى: مدهون وكحيل بمعنى: مكحول وقد رويت امثلة من هذه الصيغة بالمعنيين جميعا مثل: (الغريم) بمعنى: (الدائن والمدين والقنيص) بمعنى: القانص والمقنوص.
7- اتحاد لفظ مع لفظ اخر مضاد وفقا لقوانين التطور الصوتي: فقد يعترى الحرف الاصلية للفظ ما بعض الابدال او الحذف او الزيادة وفقا لقوانين التطور الصوتي فيغدو هذا اللفظ متحدا مع لفظ اخر دال على معنى مضاد للفظ الاول.
مثال ذلك: لفظ (الاون) الذي يطلق على الرفق وعلى الدعة وعلى الافراط في التعب الاصل في مادة (اون) هو تكلف المشقة يقال: سافر معنا فأسقطنا عنه
ص89
الاوْنَ اي تكلفنا نفقته والاصل في مادة (هون) هو الدلالة على الرفق والدعة والمعنى في (الاون) لم ينصرف الى الضد وهو الرفق والدعة الا لما طرأ من تطور صوتي على كلمة (الهون) وذلك بأبدال الهاء همزة لتقارب المخرج فيقال: امش على هونك اي: على رسلك قلبت الهاء همزة فقيل ان على ماشيتك اي: ارفق بها وان على نفسك اي: ترفق وهكذا اصحت كلمة (الاون) تدل على المعنى وضده.
المؤلفون في الاضداد:
الف في الاضداد جماعة من ائمة اللغة نذكر فيها يأتي اسماء من وصلت الينا كتبهم مرتبين ترتيبا تاريخيا:
1- قطرب محمد بن المستنير المتوفى بعد سنة 210هـ.
2- الاصمعي عبد المللك بن قريب المتوفى سنة 216هـ.
3- التوزي عبد الله بن محمد المتوفى سنة 233هـ.
4- ابن السكيت يعقوب ابن اسحاق المتوفى سنة 244هـ.
5- ابو حاتم السجستاني سهل بن محمد المتوفى سنة 555هـ.
6- ابن الانباري ابو بكر محمد بن القاسم المتوفى سنة 238هـ.
7- ابو الطيب اللغوي عبد الواحد بن علي المتوفى سنة 351هـ.
8- ابن الدهان سعيد بن المبارك المتوفى سنة 569هـ.
9- الصغاني الحسن بن محمد المتوفى سنة 650هـ.
المنشى محمد جمال الدين بن بدر الدين المتوفى سنة 1001هـ.
ص90
___________________
(1) الاضداد في كلام العرب 1.
(2) ينظر:
فقه اللغة: لعلي عبد الواحد وافي.
دراسات في فقه اللغة: لصبحي الصالح.
التضاد في ضوء اللغات السامية: لربحي كمال.
فصول في فقه اللغة: لرمضان عبد التواب.
الاضداد في اللغة: لمحمد حسين ال ياسين.
فقه اللغة العربية وخصائصها: لاميل بديع يعقوب.
فقه اللغة العربية: لكاصد الزيدي.
ابحاث ونصوص في فقه العربية : لرشيد العبيدي.
(3)الاضداد في كلام العرب لبي الطيب اللغوي 32.
(4)الاضداد لقطرب 100.
(5)الاضداد لابن الانباري 89.
(6)غريب الحديث 1/ 79.
(7)الغريب المصنف 622-634 (تحقيق محمد المختار العبيدي).
(8)اديب الكاتب 208.
(9)مجالس ثعلب 118.
(10)اعراب ثلاثين سورة من القران الكريم 36.
(11)الصاحبي 117.
(12)المزهر 1/ 391.
(13)معجم الادباء 8/ 86.
(14)الموازنة 1/ 182.
(15)الاضداد 1.
(16) الاضداد 2.
(17) ينظر:
التضاد في ضوء اللغات السامية 10.
فصول في فقه العربية 342.
فقه اللغة العربية وخصائصها 183.
فقه اللغة العربية 164.
(18)ادب الكاتب22 والزاهر1/ 264.
(19)الاضداد 103.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|