أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2016
10746
التاريخ: 2-8-2016
2121
التاريخ: 19-7-2016
4072
التاريخ: 19-7-2016
1909
|
الترادف في اللغة: هو ركوب احد خلف اخر يقال: ردف الرجل واردفه اي: ركب خلفه ويقال ردفت فلانا اي: صرت له رِدفاً والردف: المُرتَدِفُ وهو الذي يركب خلف الراكب وكل ما تبع شيئا فهو رِدْفُهُ.
والرَدف ايضا: تبعة الامر يقال: هذا امر ليس له رِدْفٌ اي: ليس له تبعة يقال: ترادف الشيء اي: تَبعَ بعضُه بعضاً.
والترادف في الاصطلاح : ما اختلف لفظه واتفق معناه او هو ان يدل لفظان او اكثر على معنى واحد مثل: اسهب واطنب وافرط واسرف وافرق بمهنى واحد.
والعربية من اغنى لغات العالم واوسعها ثروة لاسيما في اصل الكلمات التي تدل على معان متشبعة ولقد اتيح لهذه اللغة الكريمة من الظروف والعوامل ما وسع من طرائق استعمالها واساليب اشتقاقها وتنوع لهجاتها فأنطوت من هذا كله على محصول لغوي لا نظير له في لغات العالم.
ولعل ابرز العوامل في اشتمال لغتنا على هذا الثراء العظيم ان المهجور في الاستعمال من الفاظها كتب له البقاء اذ دون في المعجمات العربية ما هجر في زمان معين كان قبل مستعملا او كان لهجة لقبيلة خاصة انقرضت او غلبتها لهجة اخرى اقوى منها وهجران اللفظ ليس كافيا لاماتته لان من الممكن احياءه بتحديد استعماله(1).
ص74
وفكرة الترادف بكلمة قديمة اذ جاءت قبل ظهور هذا المصطلح عند سيبويه (ت180هـ) قال(2): (هذا باب اللفظ للمعاني: اعلم ان من كلامهم اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين واختلاف اللفظين والمعنى واحد واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين وسترى ذلك ان شاء الله تعالى.
فاختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين هو نحو: جلد وذهب واختلاف اللفظين والمعنى واحد نحو: ذهب وانطلق واتفاق اللفظين والمعنى مختلف قولك: وجدت عليه من الموجدة ووجدت اذا اردت وجدان الضالة واشباه هذا كثير).
وتابع قطرب (ت بعد 210هـ) سيبويه قال(3): (الكلام في الفاظه بلغة العرب على ثلاثة اوجه:
فوجه منها وهو الاعم الاكثر: اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين وذلك للحاجة منهم الى ذلك وذلك قولك: الرجل والمرأة واليوم والليلة.....
والوجه الثاني: اختلاف اللفظين والمعنى متفق واحد وذلك مثل: عير وحمار وذنب وسيد وسمسم وثعلب واتى وجاء وجلس وقعد اللفظان مختلفان والمعنى واحد وكأنهم انما ارادوا باختلاف اللفظين وان كان واحدا مجزيا ان يوسعوا في كلامهم والفاظهم كما زاحفوا(4) في اشعارهم ليتوسعوا في ابنيتها ولا يلزموا امرا واحدا.
والوجه الثالث: ان يتفق اللفظ ويختلف المعنى فيكون اللفظ الواحد على معنيين فصاعداً وذلك مثل: الامة...).
وقال المبرد (ت 285هـ) في مقدمة كتابه(5): (هذه حروف ألفناها من كتاب الله,
ص75
عزوجل متفقة الالفاظ مختلفة المعاني متقاربة في القول مختلفة في الخبر على ما يوجد في كلام العرب لان من كلامهم اختلاف اللفظين واختلاف المعنيين واختلاف اللفظين والمعنى واحد واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين.
فأما اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين فنحو قولك: ظننت وحسبت وقعدت وجلست وذراع وساعد وانف ومَرْسن.
واما اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين فنحو: وجدت سيئا اذا اردت وجدان الضالة ووجدت على الرجل من الموجدة....).
من هذا نخلص الى ان العلماء القدامى قد فطنوا الى فكرة الترادف في اللغة معبرين عنها بتسميات وعبارات مختلفة.
ولابد من الاشارة الى ان قسما من العلماء انكروا وقوع الترادف في العربية والتمسوا فروقا دقيقة بين الكلمات التي حملت على الترادف.
وفي مقدمة المنكرين من القدامى ابو على النحوي (ت377هـ) وابن فارس (ت395هـ) فقد ذهبا الى ان الشيء قد يسمى باسم واحدة كالسيف مثلا ثم تكون له عدة القاب واوصاف: كالصارم والحسام والمهند وغيرها فهذه عندهما صفات وليست اسماء.
واما المحدثون فقد عرضوا لهذا الموضوع فمنهم من ايده ومنهم من انكره(6).
اسباب الترادف:
ان كثرة المترادفات في اللغة العربية يعود الى الاسباب الاتية:
ص76
1- انتقال كثير من مفردات اللهجات العربية الى لهجة قريش بفعل طول الاحتكاك بينهما وان بين هذه المفردات كثير من الالفاظ التي لم تكن قريش بحاجة اليها لوجود نظائرها في لغتها مما ادى الى نشوء الترادف في الاسماء والاوصاف.
2- دون اصحاب المعجمات كلمات كثيرة كانت مهجورة في الاستعمال.
3- ذكر واضعوا المعجمات كثيرا من لهجات القبائل المتعددة اشتملت على مفردات غير مستخدمة في لغة قريش ويوجد لمعظمها مترادفات في متن هذه اللغة.
4- لم يميز واضعو المعجمات بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي فثمة كثير من المترادفات لم توضع في الاصل لمعانيها بل كانت تستخدم في هذه المعاني استخداما مجازيا.
5- انتقال كثير من نعوت المسمى الواحد من معنى النعت الى معنى الاسم الذي تصفه فالهندي والحسام واليماني والعضب والقاطع من اسماء السيف يدل كل منهما في الاصل على وصف خاص للسيف مغاير لما يدل عليه الاخر.
6- انتقال كثير من الالفاظ الجزرية والمولدة والموضوعة والمشكوك في عربيتها الى العربية وكان لكثير من هذه الالفاظ نظائر في اللغة العربية(7).
الكتب المطبوعة في الترادف:
1- ما اختلف الفاظه واتفقت معانيه: للاصمعي (ت216هـ).
2- الالفاظ: لابن السكيت (ت244هـ).
3- الالفاظ الكتابية: لعبد الرحمن الهمذاني (ت320هـ).
4- جواهر الالفاظ: لقدامة بن جعفر (ت337هـ).
5- الالفاظ المترادفة المتقاربة المعنى: للرماني (384هـ).
ص77
___________________
(1) دراسات في فقه اللغة 293.
(2) الكتاب 1/ 7-8.
(3) الاضداد 69-70.
(4) الزخاف: كل تغيير يتناول ثواني اسماء الاجزاء للبيت الشعري في الحشو وغيره بحيث انه اذا دخل الزحاف في بيت من ابيات القصيدة فلا يجب التزامه فيما ياتي من بعده من الابيات (العروض128, وعروض الورقة 12 والبارع في علم العروض71, وميزان الذهب9).
(5) ما اتفق لفظه واختلف مهناه من القران الكريم 2.
(6) ينظر:
في اللهجات الحربية: ابراهيم انيس.
فقه اللغة وخصائص العربية: محمد مبارك.
علم الدلالة: احمد مختار عمر.
فصول في فقه اللغة: رمضان عبد التواب.
الترادف في اللغة: حاكم مالك.
(7) فقه اللغة العربية وخصائصها 176.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|