أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-7-2016
4736
التاريخ: 17-7-2016
9701
التاريخ: 16-7-2016
1397
التاريخ: 17-7-2016
1209
|
يطلق العلماء اليوم على الشعوب الآرامية والفينيقية والعبرية والعربية واليمنية والبابلية - الآشورية, لقب الساميين(1)، وكان العلامة الألماني شلوتزيرSchlozer (2) أول من استخدم هذا اللقب في إطلاقه على تلك الشعوب؛ وقد شاركه عالم ألماني آخر هو أيكهورن Eichhorn، في أو أوخر القرن الثامن عشر، بتسمية لغات هذه الشعوب (باللغات السامية(3)).
والتسمية لم تخترع اختراعًا، فهي مقتبسة من الكتاب المقدس الذي ورد
ص47
فيه أن أبناء نوح هم سام وحام ويافث، وأن القبائل والشعوب تكونت من سلالتهم(4).
ويبدو أن اللغات السامية قبل تفرقها كانت ترجع إلى أصل واحد، وتشكل شبه وحدة شعبية، إلّا أن من العسير جدًّا تعيين ذاك الأصل وتحديد هذه الوحدة؛ لأن المهد الأول للساميين ما يزال غامضًا مجهولًا، رغم أبحاث العلماء الكثيرة الواسعة الآفاق(5), وليس يعنينا هنا أن نعرض للآراء المتباينة بهذا الصدد، بل نتكفي بالإشارة إلى أن إرنست رينان الفرنسي Ernest Renan, (6) وبروكلمان الإلمانيBroc Kelmann,(7) يرجحان أن الموطن الأول للشعب السامي هو القسم الجنوبي الغربي، من شبه الجريرة العربية(8).
وفي دائرة الدراسات السامية حظيت لغتنا العربية بكثير من العناية، فكانت في نظر بعض الباحثين، وفي طليعتهم العلامة أولسهوزن Oishausen، أقدم اللغات السامية(9)، وإن كان كثير من الفقهاء اللغة وعلماء الاستشراق يرفضون هذا الرأي ولا يستسيغونه.
واللغات السامية -بوجه عام- تشترك في عدد من الخصائص الدالة على وحدة أصلها، فهي تمتاز عن سائر اللغات الأخرى بأن أصول كلماتها تتألف غالبًا من ثلاث أصوات ساكنة (ض ر ب) وإن كان بعض العلماء المحدثين يجنح إلى ثنائية الأصول السامية؛ كالأب مرمرجي الدمنيكي في
ص48
كتابه (هل العربية منطقية؟ أبحاث ثنائية ألسنية)(10). والقائلون بثلاثية الأصول السامية يردون الرباعي منها إلى الثلاثي؛ فيردون دحرج مثلًا إلى دحر أو درج، لما فيهما من معنى الإبعاد والدفع, واللغات السامية تمتاز في دلالتها على المعنى الأصلي باعتمادها على حروف المباني، وفي تفرقتها بين المعاني المتكافئة باستخدامها حروف المعاني أو الحركات، نحو لفظ (م ل ك) فهو يدل على معنًى مشترك بين عدد من الكلمات التي تتألف من هذه الأصول الثلاثة، فمنه ملَكَ، مُلِكَ، مَلِكٌ، مُلْك، ملك، ... إلخ.
ص49
__________
(1) وافي، فقه اللغة: 2.
(2) وذلك في تحقيقاته حول تاريخ الأمم الغابرة سنة 1781 وانظر:
Eichhorns Reportorum, Bd 8 p. 161 وقارن بولفنسون ص2.
(3) Die Semitischen Sprachen.
(4) سفر التكوين، الإصحاح 10.
(5) ولفنسون 4.
(6) في كتابه : Histoire des langues semitiques
(7) في أبحاثه المشهورة : Semitische Sprechwissenchaft
(8) قارن بوافي، فقه اللغة 7.
(9) انظر مقدمة كتابه عن العبرية، فهو يذكر فيه أن العربية هي أقرب اللغات السامية إلى اللغة السامية الأولى، وقارن بولفنسون 7.
(10) انظر في كتابه على وجه الخصوص 145-150، ومنها يتبين أن الأب مرمرجي كان يرد الثلاثي إلى الثنائي، ويرى أن الثلاثي متفرع من الثنائي.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|