ومن لغاتها : الاكدية

 تنسب إلى مدينة اكاد التي بناها سرجون الأكدى في الجزء الشمالي من ارض بابل وهي اولى الدول التي انشاها الساميون في ارض الرافدين، ولابد لنا ان نعتقد بان وجودهم في جنوب العراق كان سابقا لوجود السُّومريين⁽¹⁾ ، إلا أن الأستاذ محمود فهمي حجازي ينقل لنا ان الأكديين قد اختاروا هذه التسمية لهم واطلاقها على لغتهم تمييز لها عن اللغة السائدة في جنوب ارض الرافدين وهى اللغة السومرية⁽²⁾ . وهذا يعني ان اللغة السومرية اقدم وجودا من الأكدية.

ومن خلال ما قام به العالم الانكليزي (رولنسون) في منتصف القرن التاسع عشر من الكشف عن كثير من النقوش وحل رموزها بدت لنا خصائص هذه اللغة⁽³⁾ ، اذ اعتمد الاكديون الكتابة المسمارية واستعملوها نطقيا باستعمال علامة واحدة وهذا ما يعني ان ثمة ازدواج لغوي بين الشعب الأكدى والسومري استمر اكثر من ستة قرون (2500-1900 ق.م) أدى في النهاية إلى سيادة اللغة الاكدية في تلك البيئة الجغرافية⁽⁴⁾ .

ص58

خصائص اللغة الاكدية

اعتمادها الكتابة المسمارية التي تقوم أساساً على المقطع الصَّوتي، أي ان الكلمة تقسم على مقاطعها الَّتي كونتها، ولكل مقطع رمزٌ كتابي يعرف به، وهي بذلك تختلف عن الكتابة الهيروغليفية التي ظهرت في الوقت نفسه في مصـر لان الأخيرة لا تدون الصَّوت المَنْطوق بل الكتابة فيها كتابة صورية.

وجود حروفي الحلق(الهمزة، والخاء) وسقوط أو اختفاء (العين، والغين، والحاء، والهاء)

وجود شا الشَّرطية، والشَّرط لا يشابه بالوظيفة ما نراه في اللغات الجزرية بل هونوعٌ من النَّهايات الظَّرفية للفعل المُحدد الزَّمن⁽⁶⁾ .

اختزال الحروف الصحيحة مما جعل حروفها قليلة، مثلاً: اختزال (ث، ش، س) في (ش) واختزال (ز، ذ) في (ز) واختزال (ص، ض) في (ص)⁽⁷⁾ .

ص59

وجود كلمات مكونة من حرفين صامتين مثل: لقلقو (لقلق) و ثلاثة احرف وهي الغالبة في هذه اللغة ، أو من أربعة احرف نحو: بورشؤو (برغوث) وخند شانو (عريس)⁽⁸⁾.

يعرب الاسم في اللغة الاكدية، فقد ظهر ومن خلال النقوش على ثلاثة اشكال ، إذ يطابق في احد هذه الاشكال حالة الرفع في العربيَّـة، وفي الثانية حالة النصب ، وفي الثالثة حالة الخفض ، واستعملت التمويم مقابلاً للتنوين في العربيَّـة.

Kalbu                في حالة الرفع        kalbum    في حالة الرفع والتنوين

Kalba                في حالة النصب      kalbam    في حالة النصب والتنوين

Kalbi                 في حالة الجر         kalbim     في حالة الجر والتنوين⁽⁹⁾

وجود ضمائر منفصلة ومتصلة في اللغة الكدية:

فمن ضمائر الرفع المنفصلة: (اناكو : انا) (اتتا: انت) (اتتي : انت للمؤنث) (اتتونو : انتم) (شوو : هم ) (شي : هي) (شونو : هم ) (شينا : هن)⁽¹⁰⁾.

ومن ضمائر المتصلة: النون في بداية الفعل للدلالة على المتكلم الجمع، والتاء في البداية للمفرد المخاطب، و الياء في النهاية للمفرد المتكلم نحو: يلي (ربي)، وكا وكي للمتكلم المفرد المذكر والمؤنث(بيتكا) بيتك⁽¹¹⁾.

يكون الجمع في اللغة الاكدية بتطويل حرف العلة بعد اسقاط التمويم :

Kalbuu                   Kalbum                             

واحياناً يكون الجمع بإضافة (anu ) في حالة الرفع و(ane ) في حالة النصب

ص60

والجر

Shiuerin aneeam هذين الخاتمين ⁽¹³⁾.

وخلاصة القول في هذه اللغة انها من اهم اللغات العروبية لغة وحضارة فضلاً عن كونها أقدم لُغة مدونة، وشابهة اللغة العربيَّـة في كثير من خصائصها اللغوية.

وباتت هذه اللغة تحتضر بنهاية الدولة الاشورية في القرن السابع قبل الميلاد اي انها عاشت اكثر من خمسة وعشـرين قرناً، وفي هذه الحال اخذت اللغة الارمية بالانتشار كلغة استعمال، وهذا لا يعني ان اللغة الاكدية لم تندمج أو تؤثر باللغة الآرامية بل على العكس من ذلك إذ بدا ذلك الاندماج واضحا من خلال حركة التغير البطيء الذي ظل قائما لقرون عدة بين الاكدية والآرامية.

ص61

____________________

(1) يُنْظَرُ : المدخل الى دراسة تاريخ اللغات الجزرية : 13 .

(2) ُنْظَرُ : علم اللغة العربية : 151 .

(3) يُنْظَرُ : فصول في فقه اللغة العربية :27.

(4) يُنْظَرُ : علم اللغة العربية :153 .

(5) ينظر : المصدر نفسه : 156 .

(6) ينظر : المدخل الى دراسة تاريخ اللغات الجزرية : 16 .

(7) ينظر : المدخل الى دراسة تاريخ اللغات الجزرية : 16 .

(8) ينظر : المدخل الى دراسة تاريخ اللغات الجزرية : 16 .

(9) ينظر : المصدر نفسه : 154 ، والمدخل الى دراسة تاريخ اللغات الجزرية : 16 .

(10) ينظر : المدخل الى دراسة تاريخ اللغات الجزرية : 16 .

(11) ينظر : المصدر نفسه : 16 .

(12) ينظر : المصدر نفسه : 16 .

(13) ينظر المصدر نفسه : 16 .