أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2016
663
التاريخ: 12-7-2016
14425
التاريخ: 21-4-2018
3795
التاريخ: 12-7-2016
1090
|
ويرى الشيخ عبد الله العلايلي ان هذه الاختلافات في اولية اللغة " في اساسه و جوهره لا يراد منه اللغة ، وانما غاية كلامية بحته ، ولذا لاتكاد تسقط على مبحث من الطراز عند اللغويين القدماء ، وانما سرى ، أو عدا بسريانه الى اللغويين الذين نشأوا بعد استشراء الخلاف الكلاميّ الذي كانت هذه إحدى مسائله )(1) .
وهذا ما نلحظهُ عند القدماء من اللغويين لاسيما ابن جني الذي ظل متردداً في ترجيحه لتلك النظريات وأيها أقرب الى الواقع اللغوي ، والسبب في ذلك ، أنه لم تنته إليه موضوعه أولية اللغة من شيوخه ، ولم نلحظ عند الرعيل الأول من علمائنا كأبي عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد وسيبويه الكسائيُ وغيرهم من القدماء أي جهد أو بحث يعنى بتاريخ اللغة وأوليتها . قال ابن جني : (واعلم فيما بعدُ ، أنني على تقادم الوقت ، دائمُ التنقير والبحث عن هذا الموضع ، فأجد الدواعي والخوالج قوية التجاذب لي ، مختلفة جهات التغوّل على فكري ، (أي مشتبهةٌ ومتناكرةٌ) وذلك انني تأملت حال هذه اللغة الشريفة ، الكريمة اللطيفة ، وجدتُ فيها من الحكمة والدقة ، والإرهاف ، والرقة ، ما يملك عليّ جانب الفكر ، حتى يكادُ يطمح به أمام غلوةِ
ص38
السحر ، فمن ذلك ما نبه عليه اصحابنا رحمهم الله ومنه ما حذوته على أمثلتهم فعرفت بتتابعه وانقياده وبعد مراميه وآماده صحة ما وفقوا لتقديمه منه ولطف ما اسعدوا به وفرق لهم عنه وانضاف الى ذلك وارد الأخبار المأثورة بأنها من عند الله جل وعز فقوي في نفسي اعتقاد كونها توفيقاً من الله سبحانه وأنها وحيٌ .
ثم أقول في ضد هذا : كما وقع لأصحابنا ولنا ، وتنبهوا وتنبهنا ، على تأمل هذه الحكمة الرائعة الباهرة ، كذلك لا ننكر ان يكون الله تعالى قد خلق من قبلنا – وإن بعد مداهُ عنّا – من كان ألطف منا أذهاناً ، وأسرع خواطر وأجرأُ جناناً . فأقفُ بين الخلتين حسيراً ، وأكاثرهما فأنكفئُ مكثوراً ، وإن خطر خاطرٌ فيما بعدُ ، يعلقُ الكف بإحدى الجهتين ، ويكفها عن صاحبتها قلنا به وبالله التوفيق "(2) ، نلحظُ من خلال هذا النص أن ابن جني وأصحابه الذين وقع لهم مثل الذي وقع له من أمر هذه اللغة قد تردد بين الإلهام والمواضعة وما يراهُ (من المحاكاة) وجهاً صالحاً ، ومذهباً متقبلاً(3) ، لذلك حاول أن يزاوج بين فعلي التوقيف والمواضعة تاركاً أمر المحاكاة بعدما قبله ، كون الإنسان مولوداً على الفطرة ، وهذه الفطرة أو الغريزة متناهية شأنها في ذلك شأن اللغة ، فبدايتها توقيف حتى وصلت في المجتمعات البدائية الى منتهاها نتيجة الغرائز المتوافقة ابتداءً ، ثم إعادة نموها من خلال مواضعات العامة بعدما استوت عندهم الملكة اللغوية. لكن ما هي وسيلة المتواضعين في التفاهم والاصطلاح بينهم ليقفوا على ألفاظ ذات دلالة ومعنى ؟ لأن القول بالتفاهم يكون مبنياً على لغةٍ موجودة من قبلُ .
ص39
__________________
(1) مقدمة لدرس لغة العرب : 189.
(2) الخصائص : 1- 99 .
(3) ينظر الخصائص : 1-99 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|