المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05

Dipole moments
30-5-2016
فيروس الموزايك المخطط في الشعير
2-7-2018
أقسام كتب الأعمال‏
14-12-2015
Vowels and diphthongs lettER
2024-02-26
تقليع شتلات الموز بعد تربيتها
2023-08-20
Conclusion: history and structure
2024-02-06


فن تربية طفل الابتدائي  
  
2884   01:14 مساءاً   التاريخ: 19-6-2016
المؤلف : د. صالح عبد الكريم
الكتاب أو المصدر : فن تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص70-80
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ـ الطفولة المتأخرة من (7 ـ 12) :

كانت مرحلة المهد(من الميلاد حتى نهاية العامين)هي العصر الذهبي للنمو الجسمي حيث تعد احد طفرتي النمو الانساني (الطفرة الاخرى.. المراهقة)...هي العصر الذهبي للنمو اللغوي والانفعالي، اما مرحلة طفل الابتدائي والتي يطلق عليها في تقسيم مراحل النمو الانساني مرحلة الطفولة المتأخرة فهي العصر الذهبي للنمو الاجتماعي، ويطلق عليها أحيانا (المرحلة الهادئة).

ـ أهمية مرحلة الطفولة المتأخرة من (7ـ 12) :

تعتبر مرحلة الطفولة المتأخرة من المراحل المهمة في عمر الانسان لان الطفل يركز على اكتساب المهارات الشخصية والاجتماعية، كما تزداد لدى الطفل الانشطة التي تنمي الشعور بالإنجاز وتدعم لديه مفهوم الذات الايجابي، كما ان الطفل ينتقل في هذه المرحلة من الاعتمادية الى الاستقلالية حيث تكون هوياته وانشطته وشخصيته المميزة.

ـ خصائص مرحلة الطفولة المتأخرة :

... إننا نرسم الخطوط العريضة للمرحلة كي نتعرف على خصائصها وبالتالي نتمكن من التعامل معها بعلم وفن ومهارة، تمشيا مع مقولة (اذا عرفت استطعت) ومن ثم سوف نعرض لخصائص النمو الجسمي الفسيولوجي والحركي واللغوي والاجتماعي والانفعالي والعقلي والخلقي لمرحلة الطفولة المتأخرة (طفل الابتدائي) وهي كالتالي :

1ـ خصائص النمو الجسمي والفسيولوجي :

تتسم هذه المرحلة بالبطء في معدل النمو الجسمي، ويكون متوسط طول الذكور في بداية المرحلة حوالي(110سم)ويصل في نهاية المرحلة حوالي(138سم)ويكون متوسط طول الاناث في بداية المرحلة حوالي(109سم) ويصل في نهاية المرحلة الى(141سم) ونلاحظ ان الفرق كان في بداية المرحلة لصالح الذكور ولكن في نهاية المرحلة كان لصالح الاناث، فالإناث تسبق الذكور في البلوغ بسنة تقريبا، اما بالنسبة للوزن فيكون في بداية المرحلة حوالي(18كم) للذكور والاناث ويصل الذكور في نهاية المرحلة حوالي (32كم) تقريبا وتصل الاناث الى(34كم) تقريبا والفرق في الوزن ايضا لصالح الاناث.

ومن خلال معرفة ذلك يجب على الوالدين التعرف على وزن الطفل في كل مرحلة حيث يؤثر الخلل في الوزن زيادة او نقصانا على النمو الجسمي والنمو النفسي، كما يجب على الوالدين الاهتمام بغذاء الطفل حيث يتأثر الوزن بالتغذية، ومن المتعارف عليه نفسيا ان الوزن يتأثر بالعوامل النفسية فنجد مثلا حينما يفشل بعض الاطفال في التكيف الاجتماعي فانهم يميلون ـ شعوريا او لا شعوريا ـ الى المبالغة في تناول الطعام كتعويض عن عدم التقبل الاجتماعي.

ومن مظاهر النمو الجسمي في هذه المرحلة الطفل يفقد معظم اسنانه اللبنية في بداية هذه المرحلة، وفي نهاية المرحلة تكون قد نمت معظم اسنانه الثابتة.

ونجد بعض الاطفال يخجلون من منظر اسنانهم مما يقلل من توافقهم الاجتماعي ولذا يجب على الوالدين ان يطمئنوا الطفل بان شكل اسنانه سوف يكون افضل حيث تنمو الاسنان الدائمية ولو نظر الى اقرانه في المدرسة لوجدهم جميعا كذلك مما يخفف عليه وطأة الخجل من شكل اسنانه

المفقودة.

اما بالنسبة للجهاز العصبي.. بأن معظم المخ ينمو في مرحلة ما قبل الولادة وانه يصل الى حوالي 90% من مخ الراشد في مرحلتي المهد والطفولة المبكرة، اما في هذه المرحلة فانه تنمو وظائف المخ فيصبح النصف الكروي الايسر مسؤول عن المهارات اللغوية وهو اكثر فعالية لدى الاناث مقارنة بالذكور ولذلك يتفوقن في المهارات اللغوية، ويصبح النصف الكروي الايمن مسؤول عن العلاقات المكانية والفك والتركيب وهو اكثر فعالية لدى الذكور مقارنة بالإناث ولذلك يتفوق الذكور في التمييز المكاني والفك والتركيب.

2ـ خصائص النمو الحركي :

تلعب المهارات الحركية دورا مهما بالنسبة لطفل الابتدائي حيث تساعده على المشاركة في الانشطة الاجتماعية ومن ثم تساهم في ان يكون اتجاهه ايجابيا نحو ذاته، اما حينما تصبح المهارات الحركية ضعيفة يشعر الطفل بالعجز والانسحاب من الجماعة ومن ثم يتكون لديه اتجاهات سلبية نحو ذاته والاخرين.

ولذا يجب على الوالدين مساعدة الطفل على تنمية المهارات الحركية فبالنسبة للذكور يمكن الاشتراك لهم في مراكز وأندية رياضية لممارسة رياضة ما، مثل الكاراتيه او الجودو او الكونغ فو او السباحة او تعلم ركوب الخيل او الجري... الخ، كما يمكن تنمية المهارات بالرسم وصنع الاشياء والمساعدة في قضاء طلبات البيت، اما بالنسبة للإناث فيمكن تنمية المهارات الحركية لهن بالرسم والتريكو والاعمال المنزلية ومساعدة الام في الطبخ وغسل الاطباق وتنظيم المنزل....الخ، كما يجب على الوالدين تدريب الطفل على قضاء بعض أموره بنفسه كتنظيم سريره وحجرته مثلا ليصبح شخصية استقلالية وليس شخصية اعتمادية، وكل ذلك ينمي المهارات الحركية لدى الطفل مما يعطيه شعورا بأهمية ذاته والثقة بالنفس والسعادة.

3ـ خصائص النمو اللغوي:

كانت مرحلة الطفولة المبكرة العصر الذهبي للنمو اللغوي وذلك تمهيداً لهذه المرحلة حيث يعتمد الطفل على اللغة في التواصل الاجتماعي مع الاقران، وبالطبع يزداد في هذه المرحلة المحصول اللغوي للطفل ـ والتي تساهم المدرسة فيه بشكل كبير ـ ليصل في نهاية المرحلة الى حوالي (50 ألف كلمة)وتعد الاناث أفضل من الذكور في المحصول اللغوي لان النصف الكروي الايسر المسؤول عن المهارات اللغوية لديهن أنشط ، ويرى الطفل في هذه المرحلة ان الصراخ والاشارات ليست مقبولة اجتماعيا مما يعطيه دافعا لتحسين قدراته اللغوية، كما يبدأ الطفل في فهم المعاني للكلمات القديمة وبذلك تزداد مفرداته ثراء.

في نهاية المرحلة تظهر لدى الاطفال لغة جديدة تسمى(اللغة السرية) للاتصال مع الزملاء كما يتسم حديث الاطفال في هذه المرحلة بعلو الصوت كما لو ان من امامهم اصم وذلك لقوة التعبير عن الذات.

ويجب على الوالدين تنمية المهارات اللغوية بتشجيع الابناء على القراءة والكتابة والاناشيد والخطابة وحفظ القرآن، والتعبير عن الذات بالأفكار والمشاعر.

واود ان انبه بعض الاباء لخطأ يقعون فيه دون قصد وهو حينما يتحدث الطفل في هذه المرحلة امام الكبار فينهزه الاب قائلا (عيب يا ولد... لما الكبار يتكلموا الصغيرين يسكتوا) ويأخذ الطفل هذا النهي بتعميمه بحيث لا يعبر عن رأيه ومشاعره طوال حياته أمام الكبار، وكلمة (الكبار) يتم تعميمها لدى الطفل فهو اليوم الاب وغدا المدرس، ثم المدير في العمل... الخ، ومن ثم

نغرس في الطفل السلبية والتبعية طوال حياته.

4ـ خصائص النمو الاجتماعي :

تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة هي العصر الذهبي للنمو الاجتماعي لان الطفل ينتقل من التمركز حول الذات الى كونه كائنا اجتماعيا متفاعلا، كما ينتقل الطفل من حالة الصراع الدائم مع الاطفال الى عضو متوافق في جماعة كما ينتقل الطفل من حالة الاخذ فقط الى حالة الاخذ والعطاء لأنه بدأ يعترف بالآخر، ويتحول الطفل في هذه المرحلة من الانانية الى التعاون مع اقرانه، .. في مرحلة ما قبل المدرسة بان الاطفال كانوا حينما يلعبون فانهم يكونون اقرب الى (تجمعات من الافراد) اكثر من كونهم (جماعات حقيقية) بمعنى انهم يلعبون (لعب متوازي) اي بجوار بعضهم وليس (لعب ارتباطي) بمعنى انهم يلعبون معا في علاقة  ارتباطية لكن الاطفال في هذه المرحلة يبحثون عن الجماعة (جماعة الشلة) من اقرانهم وهم يشعرون بالراحة اكثر في ظل الجماعة بشرط ان تكون جماعة صغيرة، حتى يصل الامر في نهاية المرحلة لتكوين فريق للعب.

والطريف ان اول صديق في حياة الانسان هو صديق اللعب، ولو استمر صديق اللعب (صديق الطفولة البريئة) واصبح صديق الجد والعمل والحياة يكون افضل صديق لان المخ يربط (ارتباطا شرطيا) بين الصديق واللعب والسعادة في الطفولة ومن طبيعة المخ انه يركز على الخبرات السارة أكثر من الخبرات غير السارة ،وبالطبع هنا الصداقة سوف يكون لها جذور من السعادة المشتركة.

وفي هذه المرحلة حينما يختار الطفل جماعته الصغيرة (الشلة) يختارهم شبهه (في السن والصفات) فسوف يشبههم ويسايرهم لخوفه من رفضهم له وليحمل على التقدير والتقبل منهم.

وبالتالي يحدث احيانا صراع بين الوالدين من ناحية والطفل من ناحية اخرى لان الطفل يخالف بعض تعليمات واوامر الوالدين لأنها تتعارض مع تعليمات واوامر (الشلة) التي ينصاع اليها خوفا من الرفض وعدم التقبل.

ولذا يجب على الام الذكية ان تدعو اصدقاء طفلها كي تتعرف على طباعهم، وتحاول تغيير اسلوب الشلة كلها وفقا لمعاييرها ومن ثم تضمن ان يكون اسلوب طفلها هو نفسه اسلوب الشلة التي غرسته فيهم.

مثال : ان ترشد الام الشلة بأسلوب غير مباشر ان التشاجر بالأيدي عمل مكروه. وان ازعاج الجيران خطأ.

وقد جاءتني ذات مرة ام تشكو من سوء سلوك ابن جارتها، وان ابنها يقلده فأرشدتها الى ان تعلم ابن جارتها مع ابنها السلوكيات الحسنة فتصنع خيرا وتقي ابنها في آن واحد، ولربما كانت جارتها لا تجيد فنون التربية وهي تعاني اكثر منها.

وتعتبر مرحلة الطفولة المتأخرة(12:7) مرحلة هادئة بشكل عام حيث تقل فيها نسبيا حدة

المعارضة مقارنة بمرحلة الطفولة المبكرة(من6:3) حيث يعبر فيها الطفل عن استقلاله، وكذلك مرحلة المراهقة(من 13: 21) حيث يعبر فيها المراهق عن شخصيته.

ونلاحظ في هذه المرحلة ان الصداقة تكون بين الاطفال من نفس الجنس(الذكور مع الذكور، والاناث مع الاناث) ولا يقبل كل جنس الجنس الاخر، ويصل العداء الى قمته قبل البلوغ، ويكون عداء الاناث للذكور أكثر لشعورهن بالضيق حيث يرين ان الذكور يملكون مقدار أكثر من الحرية(وكأن قضية حرية المرأة وحقوق المرأة لها جذور تبدأ في هذه المرحلة ،اذن العداء قديم، واصل القضية "تار... بايت") ولذا أهمس في اذن كل اب ان يعطي البنت قسطا من الحرية حتى لا يشعلن الحرب على الرجال فيما بعد مطالبين بحقوق المرأة السابقة واللاحقة.

ونلاحظ في هذه المرحلة ان الاطفال يكونون (شلة) لها اسرارها وخصوصيتها ولا يسمحون لاحد بالانتساب اليها.

فهل ابنك له (شلة) ام هو خارج حدودها؟ فان كان خارج حدود الشلة شعر انه منبوذ وغير متقبل وذلك ينعكس على مفهومه عن ذاته مما يؤثر على شخصيته مستقبلا .

ولذا يجب على الوالدين مساعدة ابنهم على الاندماج مع مجموعة من الاصدقاء (شلة) وذلك من خلال الاتي:

 ـ مساعدة الطفل على ان يكون شخصية استقلالية وليس شخصية اعتمادية.

ـ غرس الثقة بالنفس لدى الابن.

ـ اكتشاف نقاط التمييز(الرسم، الكمبيوتر، الرياضة، الشعر، التأليف، ...الخ).

ـ عدم استخدام القسوة الزائدة في المعاملة.

ـ عدم النقد الزائد.

ـ اعطاء الطفل قدر من الحرية للتعبير عن ذاته ليكون اجتماعيا.

ـ ان يكون البيت نفسه هو اول جماعة ينتمي وينضم اليه الطفل.

لنفترض أنك فعلت ذلك جيدا ومازالت الشلة لا تقبل ابنك عضوا فيها وهو يريد الانضمام اليها فعليك بهذه الخطة.

ـ اجعله يتكلم مع الشلة أو احد افرادها.

ـ اجعله يراقبهم وهم يلعبون ويحاول تقليدهم.

ـ يحاول جذب انتباههم وربما يتجاهلونه للمرة الاولى.

ـ يكرر محاولة جذب انتباههم مرة ثانية حتى يجذب احد اعضاء الجماعة.

ـ فان جذب احد اعضاء الجماعة يستطيع ان يكون معه علاقة ثنائية.

ثم يخترق الجماعة من خلال هذه العلاقة الثنائية ومن ثم يكون له مكان في هذه الجماعة(الشلة).

فان نجح الطفل في ان يصبح عضوا في جماعة (شلة) فانه سوف ينجح حينما يكبر ان يكون اجتماعيا، وسوف يصبح له شأن عظيم لا سيما ان كان قائداً للشلة لان الطفولة صورة مصغرة لحياة الانسان في المستقبل.

وأخشى ما اخشاه ان الطفل ان لم يكن له صديق في الصغر ربما كانت السيجارة صديقته في الكبر،  وهي الطريق الرئيسي للإدمان ، وربما أدمن كي يكون شلة من الاصدقاء  ـ المدمنين ـ يجمعهم شيء واحد وهو الادمان، وذلك ما نلاحظه لدى المدمن حينما يقول ان المادة تكون معنى ولكنني لا اتعاطاها الا في وجود (الشلة) لأنه يريد قتل الشعور بالوحدة، والشعور بالرفض، كما انه يريد التقبل من الجماعة.. اي جماعة.

كما ان من سمات هذه المرحلة ان يختار الاطفال قائداً للجماعة (الشلة) يتسم بالذكاء والثقة بالنفس والتمييز والنجاح والانبساطية، فهل فكرت في يوم من الايام ان تربي ابنك ليصبح قائد الجماعة، اي تربية على الايجابية والاستقلالية والسلوك القيادي، ولو تتبعنا مسيرة طفل كان قائداً للجماعة وهو صغير لوجدناه قائداً للجماعة وهو كبير.

وأوكد قائلاً انه في هذه المرحلة يجب على الوالدين تنمية مهارات العمل الجماعي داخل البيت وخارج البيت، واترك طفلك يلعب مع جماعة واغرس فيه روح الفريق، واصحبه معك الى المسجد كي تعوده على صلاة الجماعة.

5ـ خصائص النمو الانفعالي :

تقل حدة الانفعالات لدى طفل هذه المرحلة مقارنة بالمرحلة السابقة واللاحقة، حيث يكتشف أن التعبير عن انفعالاته لا سيما غير السارة منها سلوك طفلي فيخفف ذلك السلوك خاصة، وان الاقران لا يقبلون بتلك الانفعالات وان اغلب الانفعالات في هذه المرحلة تكون من النوع السار كالضحك والجري والقفز، وذلك دليل على ان ابنك سعيد ومتوافق نفسياً، ولسوف أعرض لكم طبيعة الانفعالات في هذه المرحلة.

أ ـ انفعال الخوف :

تزيد في هذه المرحلة المخاوف من الاشياء المتخيلة كالجن والعفاريت والموت والظلام، كذلك الخوف من نبذ الشلة والخوف من الفشل في مهمة معينة، ويهرب الطفل من أن يضبط متلبسا بحالة الخوف.

ـ ولذا يجب على الوالدين تشجيع وطمأنة الطفل باستمرار، والبعد عن قصص الجن والعفاريت، ومحاولة الحد من ألعاب الكمبيوتر المخيفة والمرعبة، وكذلك أفلام العنف.

ب ـ انفعال الغضب :

يحدث كثيرا في هذه المرحلة لان الطفل لديه رغبة في الاستقلال وحينما يتعرض للإحباط يزداد غضبه، كما يغضب لأنه بدا يفهم النقد ويشعر به، كذلك يغضب عند العقاب.

ولذا يجب على الوالدين عدم تكرار العقاب واللوم والنقد والتوبيخ للطفل في هذه المرحلة.

ج ـ انفعال الغيرة :

يغار الطفل في هذه المرحلة من اخوته داخل البيت تارة من اختلاف المصروف وتارة أخرى من اللعب، والتفضيل، والتقبل كما يغار من زملائه داخل المدرسة من اختلاف المصروف ونوعية الطعام والتميز في الدراسة.

ولذا يجب على الوالدين تنمية الثقة بالنفس لدى الطفل والعدل بين الاخوة(ذكور وذكور)،(إناث وإناث) (ذكور وإناث)،وعدم المقارنة بين الطفل وإخوته واصدقائه، وركز على صفاته الايجابية.

6ـ خصائص النمو العقلي :

يبدأ الطفل في بداية المرحلة بنمط التفكير العياني(المحسوس الملموس) وذلك قبل اكتساب المفاهيم، فالجنة مثلاً بالنسبة له كالحلوى، والنار كاللسعة، لكن نهاية المرحلة يكتسب المفاهيم فيعرف معنى الجنة والنار والعدل والحب والديمقراطية... الخ.

كما يتميز التفكير في هذه المرحلة بالمقلوبية فمثلاً لو سألت طفلاً سؤالاً ما أسمك؟ يقول اسلام، هل لك أخت؟ يقول نعم شيماء، من أخو شيماء ؟ يقول اسلام، وهنا تميز تفكيره بالمقلوبية اي قدرته على قلب الاشياء وذلك بعكس مرحلة الطفولة المبكرة التي كان التفكير يتسم فيها

باللا مقلوبية.

كما يحدث إنجاز أخر في هذه المرحلة فيعرف الطفل (ثبات الحكم والمقدار) وذلك عكس المرحلة السابقة فمثلاً لو أتيت بكوبين متساوين بهما نفس الكمية من العصير وصببت الكوب الاول في كوب ثالث وصببت الكوب الثاني في كوب رابع يتسم بالطول والضيق(ولكن به نفس كمية العصير) فسوف يدرك طفل هذه المرحلة ان الكوبين بهما نفس الكمية لان تفكيره تطور واصبح لديه القدرة على الثبات الادراكي للعالم الخارجي والقدرة على الحكم على الاشياء.

وثمة انجاز اخر في هذه المرحلة حيث يكون لدى الطفل القدرة على التصنيف وربط الاشياء  بعضها ببعض ، وهي من اهم هوايات هذه المرحلة ، فالأطفال يحبون تجميع الاشياء مثل البازل والملصقات والمكعبات، وتجمع الصور وتصنيفها حسب اللون والحجم والنوع ولذلك تجد ان شركات الاغذية ومأكولات الاطفال تعي ذلك ومن ثم يعمدون الى تسويق منتجاتهم بوضع صور أشكال يجمعها الاطفال، فينجذب الاطفال للأشكال ربما أكثر من المنتج المعروض.

ولذا يجب على الوالدين ان يساهموا في تنمية التفكير والابتكار لدى ابنائهم، وان يحسنوا اختيار لعب اطفالهم والتي تنمي الذكاء مثل البازل والمكعبات والاشياء التي يمكن تجمعها وتكوين أشكال منها بالإضافة الى العاب الكمبيوتر التي تنمي الذكاء، وعلى الوالدين ايضا تعليم ابنائهم العملات الورقية والمعدنية وفئاتها لان الطفل كما اسلفنا القول أصبح لديه القدرة على التصنيف.                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                         

وهناك انجاز آخر في هذه المرحلة حيث يتعلم الاطفال التسلسل أي ترتيب الاشياء حسب الطول(قصير، طويل)والحجم(صغير ، كبير).

7ـ خصائص النمو الخلقي :

تبرز في هذه المرحلة(المرحلة الهادئة نسبياً)فطرة التدين وجوانب الخير، كما يتزايد النمو الخلقي في هذه المرحلة، ويقترب الضمير في نهاية المرحلة من ضمير الراشد، ولان النمو العقلي حدث له تطورا ولا سيما قدرة الطفل على التفكير التجريدي وتكوين المفاهيم فان الطفل بدأ يميز بين الحلال والحرام، ولان الطفل في هذه المرحلة يستطيع القدرة على التصنيف والتمييز فانه يستطيع ان يعقل ان السرقة حرام أياً كان نوعها سواء سرقة نقود او ممتلكات وهكذا.

وان كان قانون المرحلة السابقة(السبع سنين الاولى)هو اللعب فإن قانون هذه المرحلة(السبع سنين الثانية)هو التأديب والتعليم، وان كنا علمنا ابناءنا الصلاة وهم ابناء سبع فإننا نضربهم عليها في هذه المرحلة وهم ابناء عشر لانهم ميزوا الحلال من الحرام وتكونت لديهم ـ طبقاً لنموهم العقلي ـ المفاهيم الصحيحة والخاطئة.

وعلى الاباء في هذه المرحلة (مرحلة التأديب والتعليم) تدريب الابناء على الصيام والصلاة في المسجد، والتدريب على العطاء، واصحبه الى المسجد وأعطه شيئاً من النقود كي يضعه في صندوق التبرعات بنفسه(رعاية الايتام وغيرها)، كما ان المرحلة فرصة ـ حيث يقل العناد نسبياً عن المرحلة السابقة واللاحقة ـ لغرس القيم والاخلاقيات كالصدق والامانة والبر والتعاون وذلك من خلال التوجيه المباشر وغير المباشر عبر القصة واللعب والحوار والمواقف، وكذلك تحفيظ الاطفال القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.