محاذير صرف مياه الصرف الصحي على الأنهار والبحيرات

ان صرف مياه المجاري على مصادر المياه من ترع ومصارف وأنهار وبحيرات له كثير من المحاذير، ويتردد البعض في استعمال تلك الطريقة للأسباب الأتية: -

• حدوث استنزاف ونضوب للأكسجين الذائب في مياه النهر نتيجة لنشاط الكائنات الدقيقة وخاصة البكتريا حيث ان اعدادها بالملايين في مياه المجاري وتنشط تلك البكتريا وتؤكسد المواد العضوية وتستهلك الأكسجين الذائب الموجود في مياه لنهر مما يؤدي الى انخفاض تركيز الأكسجين الذائب، وهذا الانخفاض في تركيزه قد يصل الى درجة تحد من نشاط الكائنات البحرية الأخرى كالأسماك، وقد تؤدي الى نفوقها عند استنفاذ الأكسجين تماما وهنا ينشأ ما يعرف التحلل الذاتي للأنهار.

ومن المعروف ان مياه المجاري غنية جدا بالمواد العضوية بالإضافة الى النتروجين والفسفور مما يؤدي الى زيادة عمليات التمثيل الغذائي للطحالب، كما تنشط البكتريا بأنواعها المختلفة وتزيد من النشاط والتحلل البيولوجي مما يؤدي الى استنزاف الاكسجين ويترتب على ذلك قتل اعداد كبيرة من الأسماك والاحياء المائية وبذلك تتعفن المياه لزيادة لنشاط الكائنات اللاهوائية وتصبح غير صالحة للحياة

وتعرف هذه الظاهرة بظاهرة التشبع الغذائي eutrophication

وتتكرر هذه الظاهرة في كثير من المجاري المائية التي تزداد فيها نسبة المواد الغذائية بشكل كبير، وتظهر بصفة خاصة في البحيرات المغلقة (لعدم تجديد المياه داخلها) ويقال عندئذ ان البحيرات قد تقدمت بها السن، الى ان ينتهي بها الامر الى ان تتحول الى مستنقعات تتشابك فيها البقايا النباتية وتصعب فيها الملاحة وتصبح غير صالحة لأي نوع من الاستخدام وخاصة إذا كانت تحتوي على نسبة كبيرة من الاملاح الذائبة.

ويبدأ ذلك من خلال ثلاث مراحل

• تتكون طبقة بسيط من الطحالب ثم تبدأ في النمو والتضخم
• تزيد طبقة الرواسب الفوسفاتية
• تموت الطحالب الموجودة في القاع (لبعدها عن مصادر الضوء والشمس) مما يؤدي لعدم تعويض الأكسجين لغياب الطحالب وتستهلك البكتريا البقية الباقية من الأكسجين الذائب وبالتالي تموت الأسماك والاحياء المائية.

التنقية الذاتية للمجاري المائية

تشمل المجاري المائية الأنهار والبحار والبحيرات العذبة، وتتعرض الأنهار والمسطحات المائية عموما الى التلوث الشديد بسبب تصريف المخلفات السائلة بها بطريقة غير قانونية وغير امنة، فهي الوسيلة الأرخص والأسهل رغم وجود القوانين التي تحرم صرف المخلفات بدون معالجة، وتحليل مياه النهر عند نقطة معية يعطي صورة واضحة لخصائص المياه، وتقدير نسبة وتركيز الأكسجين الذائب في النهر يعطي تصور مبدئي لنوعية المياه وقدرة النهر على استيعاب المخلفات السائلة، ومن المعروف ان درجة تشبع المياه بالأكسجين هي 9 مجم/لتر عند درجة 20 مئوية وضغط 1013 ملي بار، وتبلغ 8,4 مجم/لتر عند 25 مئوية.

فاذا كان تركيز الأكسجين الذائب في النهر اقل من نصف درجة التشبع كان ذلك دلالة على تلوث المياه بدرجة كبيرة، حيث يجب ان تكون درجة تركيز الأكسجين أكبر من 75% من درجة التشبع حتى يمكن للنهر استيعاب مخلفات جديدة.