تهتم جغرافية السكان أيضاً بالبيانات الخاصة بالتركيب العمري والنوعي للسكان، وأحوالهم الاجتماعية (الديانة واللغة والحالة الزواجية) والاقتصادية، إضافة الى ما سبق أن درسناه من توزيع وكثافة، ونمو طبيعي وعن طريق الهجرة، والواقع أن بعضا منها قد لا يكون مهما. كالدين ذات أهمية في بلد مثل لبنان حيث يقوم نظام الحكم على تقسيم طائفي قائم على الديانة والمذهب، ومثل الهند حيث النظام الطائفي أيضاً، ودراسة الجنس أو السلالة لها أهميتها في بلاد المهجر في العالم الجديد، وفي الاتحاد الروسي حيث تتعدد الأصول والعروق، وسنهتم هنا بدراسة التركيب النوعي والتركيب العمري لما لهما من أهمية خاصة في الدراسات السكانية.

نسبة النوع:

تقترب نسبة النوع من التعادل في الظروف العادية، باستثناء ظروف الحروب أهلية كانت أو دولية، ونسبة النوع أو كما تسمى أحياناً نسبة الذكور هي عدد الذكور لكل (100) أنثى، وتختلف هذه النسبة عادة باختلاف فئات العمر, ففي فئة العمر أقل من خمس سنوات يزيد عدد الذكور على عدد الإناث، ونصل الى مرحلة تعادل فيما بين خمس سنوات وأقل من عشر, وتستعيد نسبة الذكورة تفوقها في الفئتين العمريتين التاليتين (من عشر سنوات الى أقل من خمس عشرة، ومن خمسة عشرة الى أقل من 20 سنة) وتقل نسبة الذكور بعد ذلك، إذ ينتقل التفوق العددي الى الإناث حتى نهاية الفئات العمرية.

ويعجز العالم حتى الآن عن معرفة الضوابط التي تحكم توازن النوعين، ويتضح من توزيع السكان حسب النوع اختلافات واضحة في مختلف فئات العمر منذ الولادة حتى الوفاة، ولذلك توجد نسب نوعية متعددة خلال رحلة الحياة، فعند الولادة تكون نسبة النوع (105) ذكراً لكل (100) أنثى، ولكن ما تلبث نكبات الوفاة أن تخفض النسبة لصالح الإناث، لكي يحدث التوازن المطلوب لحفظ النوع، وتظل نكبات الموت تلاحق الذكور لإقلال من نسبة الذكورة حتى نهاية العمر، وقد وجد أن معظم أمراض الأطفال الخطرة تصيب الذكور أكثر من الإناث، مثال ذلك الإسهال والحصبة، والحمى القرمزية، والدفتيريا، والكوليرا، والملاريا، وأنواع حميات المناطق الحارة, أما نسبة النوع العامة التي تأخذ كل السكان الأحياء بجميع فئات أعمارهم في مقياس واحد، فإنها تبدو متذبذبة بين مختلف القارات، وفي داخل أقاليم كل قارة كما يوضحها الجدول رقم (1).

وتشير إحصائيات نسبة النوع في مختلف فئات العمر الى أن الميزان النوعي العام لصالح الإناث يتمثل في العام الأول من العمر، حيث تتفوق نسبة الوفيات من الذكور على نسبة الوفيات من الإناث، وظاهرة تغير نسبة النوع لصالح الإناث من تقدم العمر وعلى كل السكان الأحياء بكل أعمارهم في مقياس موحد، هي ظاهرة عالية، يستوي فيها ويتشابه سكان الدول المتقدمة والدول المختلفة.