المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

دفع المائع buoyancy
2-3-2018
يزيد بن معاوية بن أبي سفيان 60هـ ـ 64هـ
17-11-2016
البلمرة الكاتيونية للسايلوكسانات الحلقية Cationic Polymerization of Cyclic Siloxanes
14-11-2017
السر في كون قلوب الكفار مختومة
2023-10-18
أثر الكحول على القلب
4-6-2019
15- عبد الملك بن قطن الفهرى
23-11-2016


التوكيد  
  
2639   02:35 صباحاً   التاريخ: 21-10-2014
المؤلف : الاشموني
الكتاب أو المصدر : شرح الاشموني على الالفية
الجزء والصفحة : ج1/ ص199- ص206
القسم : علوم اللغة العربية / النحو / التوكيد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-10-2014 1057
التاريخ: 23-12-2014 4561
التاريخ: 21-10-2014 6941
التاريخ: 21-10-2014 2256

هو في الأصل مصدر ويسمى به، التابع المخصوص. ويقال أكد تأكيداً ووكد توكيداً. وهو بالواو أكثر. وهو على نوعين: لفظي وسيأتي، ومعنوي وهو التابع الرافع احتمال إرادة غير الظاهر. وله ألفاظ أشار إليها بقوله: (بِالنَّفْسِ أَو بِالعَينِ الإسْمَ أَكِّدَا مَعَ ضَمِيرٍ طَابَقَ المُؤَكَّدَا) أي في الإفراد والتذكير وفروعهما فتقول جاء زيد نفسه أو عينه، أو نفسه عينه فتجمع بينهما، والمراد حقيقته. وتقول جاءت هند نفسها أو عينها وهكذا. ويجوز جرهما بباء زائدة فتقول جاء زيد بنفسه وهند بعينها (وَاجْمَعْهُمَا) أي النفس والعين (بِأَفْعُلٍ إِنْ تَبِعَا مَا لَيسَ وَاحِدَاً تَكُنْ مُتَّبِعَا) فتقول قام الزيدان أو الهندان أنفسهما أو أعينهما. وقام الزيدون أنفسهم أو أعينهم. والهندات أنفسهن أو أعينهن. ولا يجوز أن يؤكد بهما مجموعين على نفوس وعيون ولا على أعيان، فعبارته هنا أحسن من قوله في التسهيل جمع قلة فإن عينا تجمع جمع قلة على أعيان ولا يؤكد به.

تنبيه: ما أفهمه كلامه من منع مجيء النفس والعين مؤكداً بهما غير الواحد وهو المثنى والمجموع غير مجموعين على أفعل هو كذلك في المجموع، وأما المثنى فقال الشارح بعد ذكره أن الجمع فيه هو المختار ويجوز فيه أيضاً الإفراد والتثنية. قال أبو حيان: ووهم في ذلك إذ لم يقل أحد من النحويين به. وفيما قاله أبو حيان نظر فقد قال ابن إياز في شرح الفصول ولو قلت نفساهما لجاز فصرح بجواز التثنية. وقد صرح النحاة بأن كل مثنى في المعنى مضاف إلى متضمنه يجوز فيه الجمع والإفراد والتثنية والمختار الجمع نحو: {فقد صغت قلوبكما} (التحريم: 4)، ويترجح الإفراد على التثنية عند الناظم وعند غيره بالعكس وكلاهما مسموع كقوله:
حَمَامَةَ بَطْنِ الوَادِيَينِ تَرَنَّمِي
وكقوله:
وَمَهْمَهَينِ قَذَفَينِ مَرْتَين                         ظَهْرَاهُمَا مِثْلَ ظُهُورِ التُّرْسَينْ

ص199

(وَكُلاًّ اذْكُرْ فِي) التوكيد المسوق لقصد (الشُّمُولِ) والإحاطة بأبعاض المتبوع (وَكِلاَ) و (كِلتَا) و (جَمِيعاً) فلا يؤكد بهن إلا ما له أجزاء يصح وقوع بعضها موقعه لرفع احتمال تقدير بعض مضاف إلى متبوعهن، نحو جاء الجيش كله أو جميعه، والقبيلة كلها أو جميعها، والرجال كلهم أو جميعهم، والهندات كلهن أو جميعهن، والزيدان كلاهما والهندان كلتاهما، لجواز أن يكون الأصل، جاء بعض الجيش، أو القبيلة أو الرجال، أو الهندات، أو أحد الزيدين، أو إحدى الهندين. ولا يجوز جاءني زيد كله ولا جميعه. وكذا لا يجوز اختصم الزيدان كلاهما ولا الهندان كلتاهما لامتناع التقدير المذكور. وأشار بقوله (بِالضَّمِيرِ مُوصَلاَ) إلى أنه لا بد من اتصال ضمير المتبوع بهذه الألفاظ ليحصل الربط بين التابع ومتبوعه كما رأيت. ولا يجوز حذف الضمير استغناء بنية الإضافة خلافاً للفراء والزمخشري. ولا حجة في: {خلق لكم ما في الأرض جميعاً} (البقرة: 29)، ولا قراءة بعضهم: «إنا كلاًّ فيها» على أن المعنى جميعه وكلنا، بل جميعاً حال وكلاًّ بدل من اسم إن أو حال من الضمير المرفوع في فيها. وذكر في التسهيل أنه قد يستغنى عن الإضافة إلى الضمير إلى مثل الظاهر المؤكد بكل، وجعل منه قول كثير:

يَا أَشْبَهَ النَّاسِ كُلِّ النَّاسِ بِالقَمَرِ
(وَاسْتَعْمَلُوا أَيْضاً كَكُلٍ) في الدلالة على الشمول اسماً موازناً (فَاعِلَهْ مِنْ عَمَّ فِي التَّوكِيدِ) فقالوا جاء الجيش عامته، والقبيلة عامتها، والزيدون عامتهم، والهندات عامتهن. وعد هذا اللفظ (مِثْلَ النَّافِلَهْ) أي الزائد على ما ذكره النحويون في هذا الباب، فإن أكثرهم أغفله، لكن ذكره سيبويه وهو من أجلهم فلا يكون حينئذٍ نافلة على ما ذكروه، فلعله إنما أراد أن التاء فيه مثلها في النافلة أي تصلح مع المؤنث والمذكر فتقول: اشتريت العبد عامته كما قال تعالى: {ويعقوب نافلة} (الأنبياء: 72).

ص200

تنبيه: خالف في عامة المبرد وقال إنما هي بمعنى أكثرهم (وَبَعْدَ كُلَ أَكَّدُوا بِأَجْمَعَا جَمْعَاءَ أَجْمَعِينِ ثُمَّ جُمِعَاَ) فقالوا جاء الجيش كله أجمع، والقبيلة كلها جمعاء، والزيدون كلهم أجمعون، والهندات كلهن جمع (وَدُونَ كُلَ قَدْ يَجِيءُ أَجْمَعُ جَمْعَاءُ أَجْمَعُونَ ثُمَّ جُمَعُ) المذكورات نحو: {لأغوينهم أجمعين} (الحجر: 39)، {لموعدهم أجمعين} (الحجر: 43)، وهو قليل بالنسبة لما سبق، وقد يتبع أجمع وأخواته بأكتع وكتعاء وأكتعين وكتع، وقد يتبع أكتع وأخواته بأبصع وبصعاء وأبصعين وبصع، فيقال جاء الجيش كله أجمع أكتع أبصع، والقبيلة كلها جمعاء كتعاء بصعاء، والقوم كلهم أجمعون أكتعون أبصعون، والهندات كلهن جمع كتع بصع. وزاد الكوفيون بعد أبصع وأخواته أبتع وبتعاء وأبتعين وبتع. قال الشارح ولا يجوز أن يتعدى هذا الترتيب. وشذ قول بعضهم أجمع أبصع. وأشذ منه قول الأخر: جمع بتع. وربما أكد بأكتع وأكتعين غير مسبوقين بأجمع وأجمعين. ومنه قول الراجز:
يَالَيتَنِي كُنْتُ صَبِيًّا مُرْضَعَا                       تَحْمِلُنِي الذَّلفَاءُ حَولاً أَكْتَعَا
إذَا بَكَيتُ قَبَّلَتْنِي أَرْبَعَا                                  إِذًا ظَلِلتُ الدَّهْرَ أَبْكِي أَجْمَعَا
وفي هذا الرجز أمور: إفراد أكتع عن أجمع، وتوكيد النكرة المحدودة، والتوكيد بأجمع غير مسبوق بكل، والفصل بين المؤكد والمؤكد، ومثله في التنزيل: {ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن} (الأحزاب: 51).

ص201

تنبيهات: الأول زعم الفراء أن أجمعين تفيد اتحاد الوقت، والصحيح أنها ككل في إفادة العموم مطلقاً بدليل قوله تعالى: {لأغوينهم أجمعين} (الحجر: 39). الثاني إذا تكررت ألفاظ التوكيد فهي للمتبوع وليس الثاني تأكيداً للتأكيد. الثالث لا يجوز في ألفاظ التوكيد القطع إلى الرفع ولا إلى النصب. الرابع لا يجوز عطف بعضها على بعض فلا يقال قام زيد نفسه وعينه، ولا جاء القوم كلهم وأجمعون. وأجازه بعضهم وهو قول ابن الطراوة. الخامس قال في التسهيل وأجرى في التوكيد مجرى كل ما أفاد معناه من الضرع والزرع والسهل والجبل واليد والرجل والبطن والظهر يشير إلى قولهم مطرنا الضرع والزرع، ومطرنا السهل والجبل، وضربت زيداً اليد والرجل، وضربته البطن والظهر. السادس ألفاظ التوكيد معارف: أما ما أضيف إلى الضمير فظاهر، وأما أجمع وتوابعه ففي تعريفه قولان: أحدهما أنه بنية الإضافة ونسب لسيبويه، والآخر بالعلمية علق على معنى الإحاطة (وَإِنْ يُفِدْ تَوكِيدَ مَنْكُورٍ) بواسطة كونه محدوداً وكون التوكيد من ألفاظ الإحاطة (قُبِل) وفاقاً للكوفيين والأخفش، تقول اعتكفت شهراً كله. ومنه قوله:
يَا لَيتَ عِدَّةَ حَولٍ كُلِّهِ رَجَبُ
وقوله:
تَحْمِلُنِي الذَّلفَاءُ حَولاً أَكْتَعَا
وقوله:
 قَدْ صَرَّتِ البَكْرَةُ يَومَاً أَجْمَعَا
(وَعَنْ نُحَاةِ البَصْرَةِ المَنْعَ شَمِل) أي عم المفيد وغير المفيد. ولا يجوز صمت زمناً كله ولا شهراً نفسه (وَاغْنَ بِكِلتَا فِي مُثَنًّى وَكِلاَ عَنْ) تثنية (وَزْنِ فَعْلاَءَ وَوَزْنِ أَفْعَلاَ) كما استغنى بتثنية سيّ عن تثنية سواء، فلا يجوز جاء الزيدان أجمعان، ولا الهندان جمعاوان، وأجاز ذلك الكوفيون والأخفش قياساً معترفين بعدم السماع.
تنبيهان: الأول المشهور أن كلا للمذكر وكلتا للمؤنث. قال في التسهيل: وقد يستغنى بكليهما عن كلتيهما أشار بذلك إلى قوله:

ص202

 يَمُتُّ بِقُرْبَى الزَّينَبَينِ كِلَيهِمَا
وقال ابن عصفور هو من تذكير المؤنث حملاً على المعنى للضرورة كأنه قال بقربي الشخصين. الثاني ذكر في التسهيل أيضاً أنه قد يستغنى عن كليهما وكلتيهما بكلهما، فيقال على هذا جاء الزيدان كلهما والهندان كلهما (وَإِنْ تُؤَكِّدِ الضَّمِيرَ المُتَّصِل) مستتراً كان أو بارزاً (بِالنَّفْسِ وَالعَينِ فَبَعْدَ) الضمير (المُنْفَصِل) حتماً (عَنَيتُ) المتصل (ذَا الرَّفْعِ) نحو قم أنت نفسك أو عينك، وقوموا أنتم أنفسكم أو أعينكم، فلا يجوز قم نفسك ولا قوموا أعينكم بخلاف قام الزيدون أنفسهم فيمتنع الضمير، وبخلاف ضربتهم أنفسهم ومررت بهم أعينهم، فالضمير جائز لا واجب.
تنبيه: ما اقتضاه كلامه هنا من وجوب الفصل بالضمير المنفصل هو ما صرح به في شرح الكافية ونص عليه غيره. وعبارة التسهيل تقتضي عدم الوجوب اهـ. (وَأَكَّدُوا بِمَا سِوَاهُمَا) أي بما سوى النفس والعين (وَالقَيدُ) المذكور (لَنْ يُلتَزَمَا) فقالوا قوموا كلكم وجاءوا كلهم من غير فصل بالضمير المنفصل. ولو قلت قوموا أنتم كلكم وجاءوا هم كلهم لكان حسناً (وَمَا مِنَ التَّوكِيدِ لَفْظِيٌّ يَجِي مُكَرَّرَاً) ما مبتدأ موصول ولفظي خبر مبتدأ محذوف هو العائد، والمبتدأ مع خبره صلة ما. وجاز حذف صدر الصلة وهو العائد للطول بالجار والمجرور وهو متعلق باستقرار، على أنه حال من الضمير المستتر في الخبر إذ هو في تأويل المشتق، ومكرراً حال من فاعل يجي المستتر، وجملة يجي خبر الموصول أي النوع الثاني من نوعي التوكيد وهو التوكيد اللفظي هو إعادة اللفظ أو تقويته بموافقه معنى، كذا عرفه في التسهيل، فالأول يكون في الاسم والفعل والحرف والمركب غير الجملة والجملة نحو جاء زيد زيد، ونكاحها باطل باطل باطل. وقوله:
 فَإِيَّاكَ إيَّاكَ المِرَاءَ فَإِنَّهُ                          إلَى الشَّرِّ دَعَّاءٌ وَلِلشَّرِّ جَالِبُ

ص203

ونحو قام قام زيد، ونحو نعم نعم. وكقوله:
 فَحَتَّامَ حَتَّامَ العناءُ المطَولُ
والجملة (كَقَولِكَ ادْرُجِي ادْرُجِي) وقوله:
 لَكَ اللَّهُ لَكَ اللَّهُ
والثاني كقوله:
أَنْتَ بِالخَيرِ حَقِيقٌ قَمِنٌ
وقوله:
وَقُلنَ عَلَى الفِرْدَوسِ أَوَّلُ مَشْرَبٍ                        أَجَل جَيرِ إنْ كَانَتْ أُبِيحَتْ دَغَاثِرُهْ
وقوله:
صَمِّي لِمَا فَعَلَتْ يَهُودُ صَمَامِ                            ومنه توكيد الضمير المتصل بالمنفصل
تنبيه: الأكثر في التوكيد اللفظي أن يكون في الجمل، وكثيراً ما يقترن بعاطف نحو: {كلا سيعلمون} (النبأ: 4)، الآية ونحو: {أولى لك فأولى} (القيامة: 34)، ونحو: {ما أدراك ما يوم الدين} (الانفطار: 17) الآية. ويأتي بدونه نحو قوله عليه الصَّلاة والسَّلام: «والله لأغزون قريشاً» ثلاث مرات ويجب الترك عند إبهام التعدد نحو ضربت زيداً ضربت زيداً ولو قيل ثم ضربت زيداً لتوهم أن الضرب تكرر منك مرتين تراخت إحداهما عن الأخرى والغرض أنه لم يقع منك إلا مرة واحدة اهـ (وَلاَ تُعِدْ لَفْظَ ضَمِيرٍ مُتَّصِل إلاَّ مَعَ اللَّفْظِ الَّذِي بِهِ وُصِل) فتقول قمت قمت، وعجبت منك منك لأن إعادته مجرداً تخرجه عن الاتصال (كَذَا الحُرُوفُ غَيرَ مَا تَحَصَّلاَ بِهِ جَوَابٌ كَنَعَمْ وَكَبَلَى) وأجل وجيروإي ولا لكونها كالجزء من مصحوبها، فيعاد مع المؤكد ما اتصل بالمؤكد إن كان مضمراً نحو: {أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً أنكم مخرجون} (المؤمنون: 35)، ويعاد هو أو ضميره إن كان ظاهراً نحو إن زيداً إن زيداً فاضل أو إن زيداً إنه فاضل وهو الأولى ولا بد من الفصل بين الحرفين كما رأيت. وشذ اتصالهما كقوله:
 إنَّ إنَّ الكَرِيمَ يَحْلُمُ مَا لَمْ                               يَرَيَنْ مَنْ أَجَارَهُ قَدْ ضِيمَا
وأسهل منه قوله:
 حَتَّى تَرَاهَا وَكَأَنَّ وَكَأَنْ                                    أَعْنَاقَهَا مُشَدَّدَاتٌ بِقَرَنْ
وقوله:

ص204

لَيتَ شِعْرِي هَل ثَمَّ هَل آتِيَنْهُمْ
وقوله:
 لاَ يُنْسِكَ الأَسَى تَأَسِّيَاً فَمَا      مَا مِنْ حِمَامٍ أَحَدٌ مُعْتَصِمَا
للفصل في الأولين بالعاطف وفي الثالث بالوقف. وأشذ منه قوله:
فَلاَ واَللَّهِ لاَ يُلفَى لِمَا بِي                       وَلاَ لِلِمَابِهِمْ أَبَدَاً دَوَاءُ
لكون الحرف المؤكد وهو اللام موضوعاً على حرف واحد. وأسهل من هذا قوله:
 فَأَصْبَحْنَ لاَ يَسْأَلنَهُ عَنْ بِمَا بِهِ
لأن المؤكد على حرفين ولاختلاف اللفظين. أما الحروف الجوابية فيجوز أن تؤكد بإعادة اللفظ من غير اتصالها بشيء لأنها لصحة الاستغناء بها عن ذكر المجاب به هي كالمستقل بالدلالة على معناه، فتقول نعم نعم، وبلى بلى، ولا لا. ومنه قوله:
 لاَ لاَ أَبُوحُ بِحُبِّ بَثْنَةَ إِنَّهَا                     أَخَذَتْ عَلَيَّ مَوَاثِقَاً وَعُهُودَا
(وَمُضْمُرُ الرَّفْعِ الَّذِي قَدِ انْفَصَل أَكِّدْ بِهِ كُلَّ ضَمِيرٍ اتَّصَل) نحو قم أنت، ورأيتك أنت، ومررت بك أنت، وزيد جاء هو. ورأيتني أنا.
تنبيه: إذا أتبعت المتصل المنصوب بمنفصل منصوب نحو رأيتك إياك فمذهب البصريين أنه بدل، ومذهب الكوفيين أنه توكيد. قال المصنف: وقولهم عندي أصح لأن نسبة المنصوب المنفصل من المنصوب المتصل كنسبة المرفوع المنفصل من المرفوع المتصل في نحو فعلت أنت، والمرفوع تأكيد بإجماع.

ص205

خاتمة في مسائل منثورة: الأولى لا يحذف المؤكد ويقام المؤكد مقامه على الأصح. وأجاز الخليل نحو مررت بزيد وأتاني أخوه أنفسهما، وقدره هما صاحباي أنفسهما. الثانية لا يفصل بين المؤكد والمؤكد بإما على الأصح، وأجاز الفراء مررت بالقوم إما أجمعين، وإما بعضهم. الثالثة لا يلي العامل شيء من ألفاظ التوكيد وهو على حاله في التوكيد إلا جميعاً وعامة مطلقاً، فتقول: القوم قام جميعهم وعامتهم، ورأيت جميعهم وعامتهم، ومررت بجميعهم وعامتهم. وإلا كلاًّ وكلا وكلتا مع الابتداء بكثرة ومع غيره بقلة، فالأولنحو القوم كلهم قائم، والرجلان كلاهما قائم، والمرأتان كلتاهما قائمة. والثاني كقوله:
 يَمِيدُ إذَا وَالَتْ عَلَيهِ دِلاَؤُهُمْ       فَيَصْدُرُ عَنْهُ كُلُّهَا وَهْوَ نَاهِلُ
وقولهم كليهما وتمرا: أي أعطني كليهما. وأما قوله:
فَلَمَّا تَبَيَّنَّا الهُدَى كَانَ كُلُّنَا                     عَلَى طَاعَةِ الرَّحْمنِ وَالحَقِّ وَالتُّقَى
فاسم كان ضمير الشأن لا كلنا. الرابعة يلزم تابعية كل بمعنى كامل وإضافته إلى مثل متبوعه مطلقاً نعتاً لا توكيداً، نحو رأيت الرجل كل الرجل، وأكلت شاة كل شاة. الخامسة يلزم اعتبار المعنى في خبر كل مضافاً إلى نكرة نحو: {كل نفس ذائقة الموت} (آل عمران: 185) {كل حزب بما لديهم فرحون} (المؤمنون: 53)، ولا يلزم مضافاً إلى معرفة فتقول كلهم ذاهب

ص206




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.