أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-7-2016
3450
التاريخ: 2-12-2015
1769
التاريخ: 23-11-2014
2597
التاريخ: 14-4-2016
1483
|
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال لبعض أصحابه : " مسوا بالمغرب قليلاً ، فإن الشمس تغيب عندكم قبل أن تغيب من عندنا " . وقال (عليه السلام) في خبر آخر : " فإنما عليك مشرقك ومغربك " (1) .
وفي هذين الخبرين دلالة على أن المشرق والمغرب يختلفان باختلاف بقاع الأرض ، وأن الشمس تغيب عن قوم قبل مغيبها عن أخرين ، وهذا المعنى من لوازم كروية الأرض واستدارتها ، من طرف الخط الاستوائي ، بل كل نقطة تفرضها على سطحها ، وهو مشرق لمن في مغربها ، ومغرب لمن في مشرقها .
ونقل عن مولانا الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال : " أن الله عزوجل دحا الأرض من تحت الكعبة إلى منى ، ثم دحاها من منى إلى عرفات ، ثم دحاها من عرفات إلى منى (2) وفي خبر آخر أن الأرضين طبقات بعضها فوق بعض ، كحلقة في فلاة ... " (3) .
وقد تفطن إلى دلالته على استدارة الأرض العلامة المجلسي قدس سره ، بناء على تفسير الدحو بالبسط : أي بسط الله تعالى الأرض من موضع الكعبة إلى موضع منى ، ثم بسطها من منى إلى موضع عرفات ، فإنها وراء منى بالنسبة إلى الكعبة المعظمة ، ثم بسطها ومدها وطواها من تحت مركز الأرض إلى ان أوصلها إلى الجهة التي ابتدأ منها وهي جهة منى ، أعني : موضع الكعبة .
ولو فسّرنا (الدحو) بمعنى الدفع والتحريك كانت دلالته على استدارة الأرض عقلاً ، كما أن الدلالة الناطقة بتحرك الأرض ، يستخرج منها الكروية أيضاً من جهة التلازم بينها وبين الحركة الوضعية .
وعن مولانا الصادق (عليه السلام) أيضاً قوله : (إن منا أهل البيت لمن الدنيا عنده بمثل هذه ، وعقد بيده عشرة) يقول العلامة المجلسي : عقد العشرة بحساب العقود هو أن تضع رأس ظفر السبابة على مفصل أنملة الابهام ليصير الاصبعان معاً كالحلقة مدورة . وفي خبر آخر للإمام الصادق (عليه السلام) : أن الدنيا تمثل للإمام كفلقة الجوزة ، وبسنده الآخر : أن الدنيا ممثلة للإمام كفلقة الجوزة " (4).
والحقيقة أن المتقدمين كانوا يفهمون من ظاهر هذا التمثيل إحاطة الإمام ، وتسلط ولي الله على ما في الكون ، ونظن أن هناك دلالة أخرى من قوله (عليه السلام) وهي تمثيل شكل الدنيا - أي الأرض - بشكل كرة غير تامة ، مثل شكل الكف المقبوضة ، فقال (عليه السلام) : " إن منا أهل البيت - ويعني بذلك نفسه أو الوحي بعده (من الدنيا عنده) - أي شكل الأرض (بمثل هذه) أيعني : الأرض عنده كرة غير تامة مسطحة عند القطبين ، ومستديرة عند المشرق والمغرب ، مع وجود الوهاد والجبال ، فما أشبه هذه الصورة بالكف المقبوضة ولا سيما تسطيحها من الجانبين . وقدد صدق الإمام (عليه السلام) في تخصيصه هذا العلم بوحي النبي (صلى الله عليه وآله) إذ لم يكن في زمانه من يعتقد هذا الشكل لجرم الأرض لا من عوام الناس ولا من خواصهم وانما اكتشفه المتأخرون بعد الألف من الهجرة (5) .
قال الشيخ المفيد قدس سره في كتاب المقالات : أقول أن العالم هو السماء والأرض وما بينهما ، وفيهما من الجواهر والأعراض ، ولست أعرف بين أهل التوحيد خلافاً في ذلك ، وأن الفلك هو المحيط بالأرض الدائر عليها وفيه الشمس والقمر وسائر النجوم ، والأرض في وسطه بمنزلة النقطة في وسط الدائرة .
يعلق العلامة المجلسي على قول الشيخ المفيد ، قائلاً : إن المتحرك من الفلك ، إنما يتحرك حركة دورية ، كما يتحرك الدائر على الكرة ، والارض على هيئة الكرة في وسط الفلك (6) .
وقال العلامة المجلسي قدس سره : " اعلم أن الطبيعيين والرياضيين اتفقوا على أن الأرض كروية بحسب الحس ، وكذا الماء المحيط بها وصار بمنزلة كرة واحدة ، ومنا يدل على كروية الأرض طلوع الكواكب وغروبها في البقاع الشرقية ، قبل طلوعها وغروبها في الغربية ، بقدر ما تقتضيه أبعاد تلك البقاع في الجهتين ، على ما علم من أرصاد كسوفات بعينها لا سيما القمرية في بقاع مختلفة ، وكون الاختلاف متقدراً بقدر الأبعاد .
دليل على الاستدارة المتشابهة السائرة بحدبتها المواضع التي يتلو بعضها بعضاً ، على قياس واحد بين الخافقين ، وازدياد ارتفاع القطب والكواكب الشمالية ، وانحطاط الجنوبية للسائرين إلى الشمال ، وبالعكس للسائرين إلى الجنوب بحسب سيرهما ، دليل على استدارتها بين الجنوب والشمال ، وكذلك أن رؤية الاشياء تختلف بالقرب وبالبعد ، فيرى القريب أعظم مما هو واقع والبعيد أصفر منه ، وهذا تابع لاختلافه الزاوية الحاصلة عند مركز الجليدية في رأس المخروط الشعاعي بحسب التوهّمن او بحسب الواقع عند انطباق قاعدته على السطح المرئي " (7) .
__________________
1. تهذيب الأحكام : 2/ . ٢٥٨ وسائل الشيعة : ٤ / ١٧٦ .
2. بحار الأنوار : ٥٤ / 203عن الكافي : ٤ / ١٨٩ .
3. بحار الأنوار : 57/ ٨٥ .
4. بحار الأنوار : ٢٥ / 3٦٧ عن بصائر الدرجات : ١٢١ .
5. الهيئة والاسلام : ٨٤ .
6. بحار الأنوار : ٥٧ / ٩٩ .
7. بحار الأنوار : 57/94- ٩٥ .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|