فيتامين (A) : (Vitamin – A)

ينتشر هذا الفيتامين في الانسجة الحيوانية فقط، مثل زيت السمك، والزبد وصفار البيض، اما الانسجة النباتية فإنها لا تحتوي على هذا الفيتامين ولكنها تحتوي على المواد الاولية اللازمة لتصنيعه (Pro-Vitamin)، مثل الجزر، والذرة الصفراء التي تحتوي على الكاروتين (Carotene). يعتبر فيتامين (A) من المركبات الكحولية غير المشبعة، له درجة انصهار (64)̊ م لا يذوب في الماء ولكنه يذوب في  المذيبات الدهنية.

يعتبر الكاروتين (Carotene) من أهم طلائع الفيتامين (Pro-Vitamin)، ومن أهم الكاروتينات التي يمكن ان نحصل منها على فيتامين (A)، مركب – بيتا- كاروتين (B- Carotene)، الذي يمكن تحضير جزيئتين من فيتامين (A) منه، وذلك بشطر هذا المركب في الغشاء المبطن للأمعاء الدقيقة، ويتم ذلك بفعل الماء، ويتحفيز من قبل أنزيم – كاروتينيز (Carotinase).

يوجد فيتامين (A) في الطبيعة بأكثر من صورة ونوع، ومن أكثر هذه الأنواع انتشاراً، هو فيتامين – A، المعروف باسم – رتينول (Retinol). اما النوع الثانتي في هذه المجموعة فهو فيتامين A2، المعروف باسم 4.3 ديهيدرو ريتينول (3.4- dehydro retinol) الذي يسمى كذلك بالريتنول المنقوص الهيدروجين.

في أدناه التراكيب الكيميائية لطلائع فيتامين A وأهم انواع هذا الفيتامين :

يتأكسد فيتامين (A) بسهولة في الظروف المختبرية والحيوية بتأثير بعض الانزيمات المؤكسدة الخاصة، مثل انزيم الكحول ديهيدروجينيز (Alcohol dehydrogenase). اذ تتأكسد مجموعة الكحول في ذرة الكربون رقم (15) الى مجموعة الديهايد ويتكون المركب الالديهيدي المسمى ريتنال (Retinal) ويوجد هذا المركب على شكل نظيرين (متشكلين) يختلفان في الترتيب الفراغي حول الرابطة المزدوجة بين ذرتي الكربون رقم (11) ورقم (12)، النظير الأول يكون بصورة السز (Cis)، والثاني بصورة ترانس (Trans)، ويتم التحول من أحدهما الى الآخر بتأثير بعض الأنزيمات.

ان نقص فيتامين (A)، يؤثر على العديد من الفعاليات داخل الجسم، فعند نقص او فقدان فيتامين (A)، او مصادر تصنيعه تفشل الحيوانات في المحافظة على معدلات نموها، اذ يعتقد ان انعدام الفيتامين يؤثر بصورة مباشرة على معدلات نمو الانسجة الظهارية (Opithelial tissue). فقد لوحظ حدوث تغيرات في الغدد اللعابية، واللسان، والبلعون. وفي القناة التنفسية والعينين، وبعض الغدد داخلية الافراز، والمعروف عن فيتامين (A) حمل الصبغات التي تساعد على الرؤية.

ترتبط حاسة الابصار بوجود نوع معين من البروتين المعقد في شبكة العين، يعرف بالرودوبسين (Rhodopsin) الذي يتركز في نهايات الأجهزة الطرفية الحساسة للعصب البصري، ويتكون هذا البروتين المعقد الرودوبسين من اتحاد أحد البروتينات المسمى أوبسين (Opsin) مع 11 – سيز – ريتنال (11 – Cis-retinol) والذي يعتبر الجسيمة المتميزة للرؤية في المخروط البصري. فعند سقوط الضوء على المركب المعقد الرودوبسين (Rhodopsin) يتحول الى البروتين اوبسين (Opsin) والألديهايد الحر – ترانس الذي يتحول مرة اخرى بفعل الأنزيمات الى 11 – سيز – رينتنال 11- Cis- retinal) والذي يتحد مع البروتين – أوبسين (Opsin) لتكوين المعقد رودوبسين (Rhodopsin) فتعاد مرة اخرى دورة الرؤية. ان تكرار هذه العملية سوف يؤدي الى استهلاك جزء من الألديهايد ريتنال (Retinal)، ويجب هنا تعويض الكمية المفقودة باستخدام فيتامين (A) من المجرى الدموي.