المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

قواعد وارشادات للمخرجين
23/9/2022
تاريخ حياة الاكاروسات LIFE CYCLE
8-4-2022
شروط الراوي‌.
2023-07-25
مزايا قيام الحائز بوفاء الدين
22-5-2016
أحوال الحاسد
16-8-2022
لا اساس للتقية في الروايات الاسلامية
12-1-2017


وصية ابو طالب الخالدة  
  
4687   12:00 مساءاً   التاريخ: 9-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج1, ص32-33 .
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

أوصى أبو طالب عملاق الإسلام أبناءه وسائر أفراد اسرته بهذه الوصية التي حفلت بمكارم الأخلاق ومحاسن الآداب والولاء العارم لابن أخيه سيّد الكائنات (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) وهذه بعض بنودها :

اوصيكم بتعظيم هذه البنية يعني الكعبة المقدّسة فإنّ فيها مرضاة الربّ وقواما للمعاش وثباتا للوطأة صلوا أرحامكم ولا تقطعوها ؛ فإنّ صلة الرحم منسأة للأجل وزيادة في العدد واتركوا البغي وأعطوا السائل وعليكم بصدق الحديث وأداء الأمانة فإنّ فيها محبّة في الخاص ومكرمة في العام , وحكى هذا المقطع كلّ فضيلة يسمو بها الإنسان والتي هي من صميم القيم الكريمة التي أعلنها الرسول (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌).

ومن بنود هذه الوصية حثّه للأسرة الهاشميّة وغيرها على الولاء والاخلاص للرسول (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) ومناصرته والذبّ عنه قال : وإنّي اوصيكم بمحمّد (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) فإنّه الأمين في قريش والصديق في العرب وهو الجامع لكلّ ما أوصيتكم به ولقد جاءنا بأمر قبله الجنان ووعاه القلب وأيم الله كأنّي أنظر إلى صعاليك العرب وأهل الأطراف والمستضعفين من الناس وقد أجابوا دعوته وصدّقوا كلمته وعظّموا أمره فخاض بهم غمار الموت وصارت رؤساء قريش وصناديدها أذنابا ودورها خرابا وإذا بأعظمهم عليه أحوجهم إليه وأبعدهم عنه أحظاهم عنده قد محضته العرب ودادها وأعطته قيادتها دونكم يا معشر قريش دونكم ابن أخيكم كونوا له ولاة ولحزبه حماة فو الله! لا يسلك أحد سبيل محمّد إلاّ رشد ولا يأخذ به إلاّ سعد ولو كان لنفسي مدّة وفي أجلي تأخير لكففت عنه الهزاهز ولدفعت عنه الدواهي غير أنّي أشهد بشهادته واعظّم مقالته .

حكت هذه الوصية إيمان أبي طالب بالنبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) واعتناقه للإسلام وتفانيه في الدفاع عنه لقد استشفّ هذا العملاق العظيم المستقبل الزاهر للإسلام وأنّه سيؤمن به المستضعفون في الأرض وأنّهم سيشكّلون قوّة ضاربة للدفاع عنه وستكون صناديد قريش وساداتها أذلاّء صاغرين يستعطفون النبيّ وأصحابه ويطلبون ودّهم ولم تمض الأيام حتى تحقّق ذلك على مسرح الحياة وإذا بجبابرة قريش أذلاّء صاغرون ويقول الرواة : إنّ امرأة من المسلمين خطبها معاوية فجاءت إلى النبيّ وطلبت رأيه في ذلك فنهاها عن الزواج به وقال لها : إنّه صعلوك , وعلى أي حال فإنّ وصيّة أبي طالب حافلة بالقيم الكريمة والمثل العليا والإيمان العميق بالإسلام .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.