أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-02-2015
4813
التاريخ: 6-9-2017
8832
التاريخ: 14-2-2019
2767
التاريخ: 2024-07-12
436
|
نقل المؤرّخون بعض المآثر الكريمة التي تميّزت بها الاسرة الهاشمية منذ فجر تأريخها وقد شاعت مآثرهم في مجتمع بعيد كلّ البعد عن الفضائل النفسية التي يسمو بها الإنسان فقد كانت السمت البارز لأخلاق قبائل مكّة الغلظة والتكبّر والأنانية والقسوة والحسد ووأد البنات وعبادة الأوثان والأصنام وغير ذلك من صنوف الانحطاط ومن المؤكّد أنّه لم تكن في مكّة اسرة عرفت بالنبل والشهامة سوى الاسرة الهاشمية ومن بين مآثرها:
١ ـ عبادة الله :
كانت عبادة الأصنام هي السائدة في قبائل مكّة فقد كانت أصنامهم معلّقة على ظهر الكعبة فلكلّ قبيلة صنم يعبدونه من دون الله سوى الاسرة الهاشمية فانّها وحدها تعبد الله وحده وتدين بدين إبراهيم شيخ الأنبياء. يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) : والله! ما عبد أبي ولا جدّي عبد المطّلب ولا عبد مناف ولا هاشم صنما وإنّما كانوا يعبدون الله ويصلّون إلى البيت على دين إبراهيم متمسّكين به , وتلك كرامة للأسرة الهاشمية دلّت على نضوجهم الفكري وإيمانهم العميق بالله ونبذهم التامّ لخرافات الجاهلية وأوثانها فقد سخروا من الأصنام والأوثان واعتنقوا ملّة جدّهم إبراهيم (عليه السلام)الذي حارب الأوثان وأعلن الإيمان بالله.
٢ ـ حلف الفضول :
كان أهمّ حدث اجتماعي ظهر في مكّة هو حلف الفضول الذي كان من أبرز بنوده القيام بنجدة المظلوم والأخذ بحقّه سواء أكان من قريش أم من غيرهم وكان هذا الحلف يتّفق مع طباع الهاشميّين الذين يمثّلون المروءة والنجدة والشهامة والنبل وقد شهده الرسول (صلى الله عليه وآله) واعتزّ به وقال : شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما احبّ أنّ لي به حمر النعم ولو ادعى به في الإسلام لأجبت , وتخلّف الأمويّون عن هذا الحلف الذي يتجافى مع ميولهم التي طبعت عليها الاثرة والأنانية وهم على نقيض تامّ من طباع السادة الهاشميّين الذين تبنّوا هذا الحلف بصورة إيجابية ومن الجدير بالذكر أنّه حدثت مشادّة بين الإمام الحسين (عليه السلام) وبين الوليد بن عتبة حاكم المدينة فغضب الإمام (عليه السلام) ونادى بحلف الفضول فاستجاب له عيون القرشيّين فخاف الوليد وردّ على الإمام ظلامته , وعلى أي حال فإنّ حلف الفضول من أروع الحركات الإصلاحية التي ساهم الهاشميّون في دعمها وتأسيسها.
٣ ـ إخراج ماء زمزم :
من المآثر الكريمة التي نسبت للهاشميّين والتي هي من مواضع الاعتزاز والفخر إخراج عين ماء زمزم التي خفيت حقبة من الزمن على القرشيّين ولم يهتدوا لموضعها وقد أنفقوا على ذلك جهدا شاقّا وعسيرا فلم يظفروا بها ; وانبرى زعيم الهاشميّين عبد المطّلب للبحث عنها فأصاب موضعها وفي أثناء حفره عنها أصاب كنزا فيه غزالان من ذهب وسيوف ودروع فرفع صوته بالتكبير فأسرع القرشيّون إليه وبهروا بما رأوه من الكنز وتنازعوا فيه فقال هشام ابن المغيرة : إنّه لقريش لأنّه وجد في البيت الحرام وكلّ ما وجد فيه فهو لعامّة قريش وأنكر عليه حرب بن اميّة فردّ عليه بعنف قائلا : إنّما هو لعبد مناف خاصّة فهم الذين حفروا البئر وظفروا به وما ينبغي لقريش أن تشاركهم فيه واشتدّ النزاع بين القوم وكان عبد المطّلب ساكتا يسمع مقالة قريش فانبرى إليه حرب فقال له : ما لك لا تتكلّم وأنت الذي عثرت عليه؟ فقال عبد المطّلب بأناة غير حافل بصيرورة الكنز إليه : ما ينبغي أن يكون الكنز لأحد منّا حتى نضرب بالقداح فنجعل للكعبة قد حين ولي قد حين ولكم قد حين فاستجابوا له فضرب بين قريش والكعبة فخرج للكعبة ثلاثة أقداح فصاح بهم عبد المطّلب قائلا : تفرّقوا يا معشر قريش ويا بني عبد مناف ليس لأحد منكم في هذا الكنز نصيب أمّا هذا الذهب فسيصاغ صفائح ويوضع على باب الكعبة , وأكبرته قريش على هذا النبل والسموّ وبعثوا بالذهب إلى الصاغة فصاغوه صفائح ووضعوه على الكعبة , وأكبر الظنّ أنّ أوّل ما كسيت به الكعبة المشرّفة بالذهب على يد عبد المطّلب سيّد قريش وعمّت الأفراح والمسرّات جميع أهالي مكّة بماء زمزم الذي أخرجه لهم عبد المطّلب فقد وفّر لهم أعظم نعمة وأعزّ ما في الحياة وهو الماء.
٤ ـ سقاية الحاج :
من مكارم الهاشميّين وأريحيّتهم واندفاعهم نحو الخير سقايتهم للحجّاج وبذل الماء لهم بسخاء وكان عزيز الوجود وأوّل من بادر منهم إلى هذه الفضيلة هاشم فكان فيما يقول الرواة إذا وفد الحجّاج إلى بيت الله الحرام قام خطيبا في قريش رافعا عقيرته قائلا : يا معشر قريش إنّكم جيران الله وأهل بيته وإنّكم يأتيكم في هذا الموسم زوّار الله وحجّاج بيته وهم ضيف الله وأحقّ بالكرامة ضيفه فاجمعوا له ما تصنعون لهم به طعاما أيامهم هذه التي لا بدّ لهم من الإقامة بها
وهذه الدعوة دعوة نبل وشهامة وشرف ويقوم القرشيّون بدورهم بالتبرّع بجمع المال وشراء الماء والطعام.
٥ ـ إطعام الطعام :
وثمّة مكرمة اخرى للهاشميّين وهي إطعامهم الطعام وبذلهم بسخاء للغرباء والبؤساء وأوّل من عرف بهذه المكرمة منهم زعيم الاسرة الهاشميّة وهو هاشم فقد كان يهشم الثريد ويبذله بطيب نفسه لقومه ومن أجل ذلك لقّب بهاشم وفيه يقول الشاعر :
عمرو العلى هشم الثّريد لقومه ورجال مكّة مسنتون عجاف
وورث هذه الظاهرة معظم أبنائه وأحفاده وكان من أبرزهم ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الإمام الحسن (عليه السلام) فقد كان أجود أهل زمانه ومضرب المثل في سخائه حتى لقّب بكريم أهل البيت مع أنّهم معدن الكرم والجود وكان يضارعه في كرمه أخوه سيّد شباب أهل الجنّة وأبو الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام) فقد كان من أروع وأسمى أمثلة السخاء في دنيا الإسلام وكان عبد الله بن جعفر من ألمع الأسخياء في العالم العربي وهكذا كان الهاشميّون اصولا وفروعا من أندى الناس كفّا ومن أكثرهم برّا وسخاء حتى عدّ الكرم من عناصرهم وذاتياتهم .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|