أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-5-2016
4949
التاريخ: 27-4-2021
2282
التاريخ: 14/12/2022
1331
التاريخ: 15/12/2022
1763
|
لقد كان لسقوط روما عام 476م بالغ الأثر على القارة الأوربية من جميع النواحي ، فلم تعرف هذه القارة بعد ذلك ولفترات طويلة من الزمن استمرت حتى نهاية القرن الخامس عشر الميلادي دولة قوية ومترامية الأطراف على غرار الدولة الرومانية، وإنما ساد انحلال النظم السياسية والاقتصادية في أوربا وظهر نظام الإقطاع الذي استعاض عن الدولة الواسعة والقوية بإقطاعيات صغيرة ضعيفة تتبع لأمراء وإقطاعيين، تمتاز بعزلتها عن بقية الإقطاعيات، واعتماد سياسة الاكتفاء الذاتي لكل إقطاعية.
وبذلك تعرض النشاط التجاري الذي كان قد ازدهر كثيراً في عهد الدولة الرومانية إلى التراجع. فقد أغلقت الطرق التجارية في وجه تجار البحر المتوسط وانتقلت تجارة آسيا الصغرى (الطرق البرية) من أيدي الرومان إلى سكان الشرق الأوسط . وقد اقتصرت التجارة في تلك الفترة على السلع الكمالية من حلي وبخور وعطور، التي يحتاجها الإقطاعيون والأمراء أبناء الأسر الحاكمة.
وفي الفترة نفسها ظهرت إلى الجنوب الشرقي من أوربا دولة حديثة أخذت تتوسع تدريجياً حتى سيطرت على معظم أراضي الإمبراطورية الرومانية في آسيا وأفريقيا، هي الدولة الإسلامية. وقد عظُمت قوة هذه الدولة حتى أصبحت القوة العظمى الوحيدة في العالم في ذلك الوقت.
وقد كانت التجارة من أبرز الأنشطة التي مارسها العرب المسلمون أثناء فتوحاتهم للبلاد المجاورة لهم بهدف نشر الديانة الإسلامية. فقد نشط التجار العرب في المحيط الهندي وشرق إفريقية والبحر المتوسط وفي الأندلس(1)، فأصبحت البضائع والسلع القادمة من الشرق الأقصى تنقل بواسطة التجار العرب إلى سواحل الخليج العربي أو سواحل شبه الجزيرة العربية أو إلى مدينة القلزم (السويس) ومن ثم تنقلها القوافل البرية إلى موانئ البحر المتوسط حيث يستلمها التجار الإيطاليون وينقلونها إلى موانئ أوربا الجنوبية ومن ثم يتم توزيعها على المدن الأوربية.
وقد كانت أهم الطرق التجارية في الإمبراطورية الإسلامية في ذلك الوقت هي تلك التي كانت تبدأ من مدينتي بغداد والبصرة وتتبع نهري دجلة والفرات إلى الخليج العربي ومن ثم إلى الهند والصين، ذلك إلى جانب طريق فرعي آخر كان يتجه من العراق إلى ساحل إفريقية وموانئ البحر الأحمر.
وإلى جانب الطرق البحرية فقد ساهمت طرق القوافل البرية في ربط وسط آسيا والصين بالعراق، فقد استخدم التجار العرب طريقاً برياً من مصب نهر السند إلى بلوخستان، وطريقاً آخر من البنجاب إلى كابول، بالإضافة إلى طريق القوافل الذي يتبع الحدود الشمالية للدولة الإسلامية والذي كان يسير من سمرقند إلى بحر آرال ومن ثم إلى بحر قزوين وطربزون على الساحل الشرقي للبحر الأسود فالحوض الأدنى لنهر الفولجا كما كان يخرج من استراباد على بحر قزوين طريق آخر كان يتجه إلى جوجان على بحر آرال ومن ثم إلى بلاد القرغيز في جنوب روسيا(2) .
بقيت التجارة على هذه الحال تحت سيطرة التجار العرب إلى أن بدأت تظهر في أوربا بعض الدول القوية ، والتي أخذ تجارها يحاولون القضاء على سيطرة العرب على طريق التجارة القادمة من آسيا. وذلك بالبحث عن طريق بحري جديد توصلهم إلى الهند والصين دون المرور بالبلاد العربية. وقد بدأت هذه المحاولات في نهاية القرن الحادي عشر وبداية القرن الثاني عشر الميلاديين، حتى تم لهم ذلك في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي، واستمروا في ذلك خلال القرن السادس عشر. وتسمى هذه الفترة عصر الكشوف الجغرافية.
_________________
(1) Alavi , A., Arab geography I the 9 Th and 10 Th centuries, Indian, Geo, Journal, 1947, vol 22, pp. 41-55.
(2) يسري عبد الرزاق: الجوهري، مرجع سابق، ص 75-76.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|