أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-12-2015
4033
التاريخ: 9-10-2015
2260
التاريخ: 11-4-2016
1967
التاريخ: 23-11-2014
1748
|
يقول علماء الفلك : " إن الكون وُلد في لحظة تساوي جزءاً من الثانية وذلك منذ فترة تتراوح بين 15 – 20 مليار سنة .
قبل بداية الخلق كان الكون مجموعاً في بؤرة صغيرة سُمّيت " البيضة الكونية " ونتيجة لوجود الحرارة اللانهائية في ارتفاعها حدث انفجار عظيم تولد منه الزمان والمكان والمادة والطاقة ، ووُلدت المجرَّات التي تحتوي على عشرات المليارات من النجوم والشموس والكواكب " .
هذه أكثر النظريات قبولا بين العلماء وتُسمى نظرية " الانفجار الكوني العظيم " .
ومما يدعم هذه النظرية قوله تعالى : {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء : 30] .
والرتق عكس الفتق ، وهو الجمع والضم ، وهو وصف للحالة التي كان عليها الكون في أول الامر ، والفتق هو الانفجار والانتشار .
والواقع فإن هذه الآية من أهم آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، إذ كيف يمكن لرجل أمّي يعيش في " مكة المكرمة " أن يتكلم عن هذه الحقيقة الكونية قبل ألف وأربعمائة سنة والتي تطابق أحدث النظريات العلمية .
وقد نتج عن الانفجار الكوني عدّة أُمور :
أولاً : الدخان الكوني :
في البدء كانت كتلة تسمّى " البلازما " مؤلفة من جسيمات عنصرية أولية Elementary Particles كالبروتونات والنترونات والإلكترونات واللبتونات ، وكانت هذه الجسميات متراصة على بعضها بدون أبعاد ملحوظة فيما بينها ... ثم بدأت تتمدد هذه الكتلة وتتباعد الجسيمات عن بعضها مشكلة انفجاراً فجائياً ، أدى إلى انقذاف هذه الجسيمات بشكل شظايا ترافقها إشعاعات ذرية وكهرطيسية مختلفة .
ثم بدأت تلك الجسميات المتفرقة بالتجمع وفق نظام مدهش بديع مشكلاً العناصر الكيميائية ، وأول ما تشكل منها أبسط العناصر " الهيدروجين " الذي تتألف ذرته من بروتون يدور حوله الكترون ويعتبر الهيدروجين المادة الأساسية في بناء الكون ، لأن منه تشكلت فيما بعد جميع العناصر الأخرى ، الخفيفة منها والثقيلة ، ابتداء من الهليوم وحتى اليورانيوم ولهذا سُمّي الهيدروجين أبو العناصر . وظل الهيدروجين يتشكل حتى بدا كسحابة رقيقة تغشي الكون كله ، وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بالدخان في قوله تعالى : {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} [فصلت : 11] .
والتعريف العلمي للدخان : أنه جسم أغلبه غاز ، به بعض الجسيمات الصلبة ، له شيء من السواد أو الدكنة وله شيء من الحرارة (1) .
وبقدرة الله تعالى بدأت الدوّامات تلعب بهذا الغاز ، مشكّلة مجموعات غازية هائلة الحجم ، تدور كل مجموعة منها حول محور مشترك ، هي بداية المجرة ، وهي أشبه ما تكون بقرص غازي يدور حول نفسه في الفضاء . وبدأ يتكتل غاز الهيدروجين في بؤرات معينة مع مرور الزمن ، وتتضاغط الأجزاء المتكتلة بفعل الجاذبية كلما نمت أحجامها وتكدس عليها قسم جديد من الغاز الخارجي . وينتهي الأمر بظهور النجوم في هذه الأجزاء (2) .
فكانت بداية الكون حسب رأي علماء الفلك سحابة دخانية مخلخلة ، تحوّلت بالأمر الإلهي إلى عمليات خلق مستمر تتجدد فيها صور الجسيمات الذرية التي كانت موجودة في السحابة الأولى .
عن الإمام الصادق (عليه السلام) : " ... فلمّا أراد أن يخلق السماء أمر الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار فخلق منه السماء وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر وأجراها في الفلك " (3) .
ثانياً : الإشعاع الكوني :
قال العالم " جورج غاموف " الذي تنب إليه نظرية الانفجار العظيم : إنه لا بد من تشتت وهج خافت من الإشعاع الأساسي أو الحرارة الأساسية التي صاحبت الانفجار العظيم في جميع أرجاء الكون ، ولابد أن يبقى إشعاع ينتشر في الفراغ الكوني .
المعروف أن حرارة الفراغ الكوني يجب أن تكون ناقص ٢٧٣ درجة وهذا يسمى الصفر المطلق ، ولكن العلماء وجدوا أن حرارة الفرغ الكوني ليست صفرا مطلقا أي ٢٧٣ درجة تحت الصفر ، بل وجدوا أن حرارة الفراغ الكوني هي - ٢٧٠ درجة (ناقص 270 درجة) أي أعلى من الصفر المطلق بثلاث درجات . إن هذه الحرارة ومقدارها ثلاث أو ثلاث ونصف درجة هي من بقايا وهج الانفجار العظيم الأول والتي رفعت حرارة الفراغ الكوني من الصفر المطلق وهو 273درجة إلى - 270 درجة .
ثالثا : الصوت الكوني :
قال العالم الفيزيائي " روبرت ديك "أنه لابد ان يتخلف عن الانفجار الكوني صدى للصوت الهائل الذي صاحب الانفجار.
وبالفعل فقد كان كل من " بنميزنا وولسون " يقومان بعملية اختبارية تقتضي رصد الموجات القصيرة بجهاز خاص ، وتعتبر هذه الموجات شبيهة بموجات الضوء العادي ، إلا سرعة ترددها تبلغ عشرة آلاف مليون موجة بالثانية ، عندما شعرا بان الجهاز يتلقط ضجة أكثر من المعتاد ، وهذه الضجة لا تأتي من جهة معينة ، في دركا أن الضجة تأتي بصورة أقوى عندما يكون الجهاز مصوبا نحو الافق ، وتقل إذا كان الجهاز باتجاه عمودي ، لأن موجات الضوء تسير في فضاء الذي تسير خاله عندما جهة أخرى يتجه إليها الجهاز ، ودلت هذه الظاهرة على أن هذه الضجة تأتي من مكان أبعد من الفضاء الذي نعيش فيهن فهي تأتي من جميع أبعاد الكون وأنحائه ، وهذا دل على صدق نظرية فرديمان باتساع الكون وبطريقة منتظمة . وقد حاز هذان الفيزيائيان على جائزة نوبل ، بسبب هذا الاكتشاف الهام . (4)
رابعا : التمدد الكوني :
أثبت العلم الحديث أن كل ما في الكون من نجوم ومجرات تتباعد عن بعضها باستمرار بسرعة فائقة ، وبذلك يزداد حجم الكون أو يتمدد .
وتختلف سرعة التمدد هذه من مجرة إلى أخرى ، وكلما تباعدت المجرات عن بعضها زادت سرعتها ، فقد شوهد مثلا أن المجرات القريبة من مجرتنا تتباعد بسرعة تقدر بحوالي بضعة ملايين من الكيلومترات في الساعة ، في حين تتباعد المجرات التي على ما فات أكبر تزيد على ، ٢٠ مليون كيلومتر في الساعة ، وتصل سرعة تباعد المجرات الواقعة على أضعاف هذه المسافات من مجرتنا إلى سرعة الضوء نفسه . وتمثل هذه المجرات حدود " الكون المرئي " . أما فيما وراء تلك الحدود من المسافات ، فإن الأضواء المنبعثة منها لا يمكن لها أن تصل إلى الأرض بحال من الأحوال ، لأن سرعة تمدد المجرة وهي تبتعد عنا أكبر من سرعة ضوئها المتجه نحونا . وعليه فلا يمكننا ان نرى تلك المجرات او نعرف شيئا عنها ، لذا يقال إنها واقعة في " الكون غير المرئي " .
يقول الدكتور النجار : " فكيف أدركوا هذه الحقيقة ؟ أدركوها عن طريق تجربة بسيطة أجريت على مصدر للضوء ينظر إليه في منشور زجاجي ، يتحلل الضوء الأبيض عند اختراق هذا المنشور الزجاجي إلى أطيافه سبعة (كل طيف له طول موجي) : الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والنيلي والبنفسجي ، إذا تحرك مصدر الضوء متباعدا من المشاهد تنحاز هذه الحزمة إلى الطيف الأحمر لأنه أقصر الأطياف.
واذا كان مصدر الضوء ثابتا تأتي هذه الحزمة متماثلة للأطياف السبعة ، واذا كان مصدر الضوء يتحرك قربا إلينا تنحاز إلى الطيف الأزرق ثم إلى البنفسجي؛ لأنه أطول الأطياف .
وحينما رأى الفلكيون في الثلث الأول من القرن العشرين ضوء النجوم ينحاز إلى الطيف الأحمر تساءلوا : هل هذا يعني أن النجوم تتباعد عنا؟ واذا كانت تتباعد . فأين دور الجاذبية ؟ ودار جدل طويل خلال النصف الأول من القرن العشرين حتى ثبت للعلماء أن الكون الذي نحيا فيه كون دائم الاتساع ، وذكروا ان من صفاته الحالية أنه كون مستمر في الاتساع ، ولذلك تتباعد المجرات عنا وعن بعضها البعض بسرعات تقترب أحيانا من سرعة الضوء (ثلاثمائة الف كيلومتر في الثانية تقريبا).
ولذلك لا يستطيع الإنسان أن يحيط بأطراف هذا الجزء المدرك من الكون أبدأ لأنه كلما طور أجهزته ، اتسع الكون فيحتاج إلى تطوير أجهزته مرة ثانية ، والقرآن يصف هذه الحقيقة بدقة بالغة ، وذلك في الآية الكريمة التي يقول فيها رب العالمين تبارك وتعالى : {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات : 47] .
وأنظر إلى الصياغة المصدرية الراقية باسم الفاعل (لموسعون) التي تشير إلى اتساع الكون منذ نشرته والى استمرارية هذا الاتساع إلى وقتنا الراهن ، والى ان يشاء الته تعالى (5) .
_____________________
1. الإعجاز العلمي : ص 43.
2. علوم الطبيعة في نهج البلاغة : ص ١٨ .
3. نور الثقلين ج 3 ص ٤٢٥ .
4. المعارف والعلوم الحديثة في القرآن الكريم : ص ١٠٩
5. من آيات الاعجاز العلمي : ج 1 ، ص 40 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|