أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-4-2016
13563
التاريخ: 18-5-2016
1965
التاريخ: 12-6-2016
1799
التاريخ: 2023-10-29
1276
|
المعالجة الحيوية والحد من تلوث التربة(*)
تستطيع بعض الميكروبات المتخصصة هضم المواد الكيميائية، مثل البترول الموجودة في بيئتها، وتحويلها الى مركبات إيجابية، مثل ثاني أكسيد الكربون والماء.
هاناهان بلدة أميركية صغيرة ونموذجية وهادئة بولاية ساوث كارولينا، كانت كذلك حتى عام 1975 عندما تسرب 80 الف غالون من وقو الطائرات من مرفق عسكري مجاور باتجاه أراضيها. ومع ان السلطات بذلت جهودا كبيرة لإزالة النفط المتسرب، فانها لم تتمكن من احتوائه.
وبحلول عام 1985، كان النفط المتسرب قد انتشر ببطء ووصل الى المناطق السكنية في البلدة، متغلغلا في جزء كبير من التربة وامدادات المياه. وعندما ناقش المهندسون افضل الطرق لإزالة التلوث من المنطقة، اصطدموا بعوائق عدة. غير ان هؤلاء المهندسين لم يكونوا، حينئذ، على علم بوجود طاقم تنظيف فعال جدا، ولا تكشفه العين البشرية. من هو هذا الفريق؟ انه فريق من الميكروبات.
مباشرة اعمال الصيانة
لقد بدات كائنات حية مجهرية، تتكون بشكل طبيعي ردا على الخطر الذي شكله التسرب النفطي على بيئتها الطبيعية، بالتهام المركبات السامة المشتقة من البترول، محولة إياها الى مركبات غير مضرة من ثاني أكسيد الكربون. وقد علم فريق من الباحثين من مصلحة المسح الجيولوجي الأميركي انه يمكن تسهيل عمل هذا الفريق الناجح من خلال إضافة مغذيات مختلفة. وهذا ما فعلوه عام 1992. فقد بدا علماء مصلحة المسح الجيولوجي الأميركي عملية التنظيف الرسمية من خلال
إضافة مغذيات الى المنطقة الملوثة، وبعد سنة، تمكنوا من الحد من التلوث بنسبة 75%. وأصبحت المياه الجوفية والتربة، التي كانت غير ملائمة للبشر، قابلة للاستعمال من كجديد. وعادت هاناهان الصغيرة بلدة أميركية نموذجية من جديد، لكنها لم تعد هادئة كما كانت عليه، فقد بدات حركة المعالجة الحيوية.
ومع ان عبارة المعالجة الحيوية تبدو معقدة، فان تعريقها بسيط: انها عملية تستخدم النباتات والكائنات الحية الدقيقة لهضم النفايات الخطيرة وتحويلها الى منتجات طبيعية غير مضرة. يقول ستيفن كونيسبغ، نائب رئيس قسم الأبحاث والتنمية في شركة المعالجة الحيوية (ريجينيسيس) ومقرها في كاليفورنيا: (الامر اشبه بتناول البطاطا المشوية، يستطيع جسمك هضم النشويات الموجودة في البطاطا وتحويلها الى طاقة (وبالطريقة نفسها، تستطيع بعض الميكروبات المتخصصة هضم المواد الكيميائية، مثل البترول الموجود في بيئتها، تحويلها الى مركبات إيجابية، مثل ثاني أكسيد الكربون والماء.
وتعود جذور المعالجة الحيوية الى مدينة مانشستر في إنجلترا، وهي بلدة شهيرة بفريق كرة القدم مانشستر يونايتد اكثر منها بميكروباتها. فقد بدات المدينة عام 1914 بمعالجة مياه الصرف بشكل فعال بواسطة الميكروبات.
ومع ان المعالجة الحيوية بقيت في حالة خمود حوالي 70 عاما، فان ثمانينات القرن الماضي شهدت تسربات عديدة للمواد الخطرة والسامة في انحاء العالم وإعادة احياء المعالجة الحيوية، التي تسارعت وتيرتها وصولا الى يومنا هذا.
ومع ان حجم الميكروبات صغيرة، فهي تستطيع مواجهة شتى أنواع التسربات. بدءا من تسربات النفايات السامة كالنفط، والمذيبات المكلورة ووصولا الى فرط المواد التي تهدد التوازن البيئي مثل الطحالب، فان ميكروبات المعالجة الكيميائية هه صلبة وعنيدة وقادرة على تنظيف البيئة وإعادة التوازن اليها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) الخط الخضر البيئة إعداد: د. خليل بوبكر سليمان
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|