المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05



فتنة الخريت  
  
3777   10:51 صباحاً   التاريخ: 2-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج1, ص498-500.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

لم يقف بلاء الامام ومحنته فى أصحابه وخصمه معاوية الى هذا الحد فقد تجاوز البلاء والشر الى ما هو اعظم واشد تلك هي فكرة الخوارج التي لم يقض عليها يوم النهروان وانما قضى على بعض معتنقيها وقد اخذت تتسع ويكثر انصارها وقد خلقوا افظع المشاكل في الحقل الاسلامي فدعوا الى التمرد على حكومة الامام وكان من اهمهم هو الخريت فقد خرج هو وفريق من اصحابه وقد اعلنوا الحرب والعصيان فأرسل الامام إليهم جيشا لردهم الى الطاعة وحربهم ان أبوا ذلك فلحق بهم الجيش فكانت بينهم أولا : مناظرة وجدال ولما امتنع الخريت من الرجوع الى الطاعة وقع بين الفريقين قتال عنيف ولكن لم يتغلب أحدهما على الآخر وهرب الخريت بأصحابه نحو البصرة فرجع جيش الامام ولم يظفر بشيء فأرسل الامام له جيشا آخر اكثر منه عدة وأعظم قوة وأمره بأن يتعقبهم وكتب الى عبد الله بن عباس عامله على البصرة أن يمد الجيش ويزوده بما يحتاج إليه فامتثل عبد الله بن عباس ذلك والتقى الفريقان فكان بينهما أشد القتال وأعنفه وبدت امارة الانحلال والخور في جيش الخريت الا أنه استطاع أن ينهزم بأصحابه فى غلس الليل البهيم فولى هاربا نحو الأهواز فأخذ يبذر الفتنة ويبشر بفكرته بين اولئك البسطاء الذين لم يعوا المفاهيم الاسلامية ولم يتعقلوا أهدافها وواقعها فاستجابوا له وقد أخذ يزهد الاسلام في نفوسهم فمنع العرب من اعطاء الصدقة والنصارى من اعطاء الجزية حتى ارتد كثير من النصارى ممن كان قد اسلم وقد التف حوله جمع كثير من اولئك الاغبياء حتى ظهر امره وقويت شوكته ولكن جيش الامام قد تتبعهم الى ان ظفر بهم فكانت بينهما موقعة ادت اخيرا الى قتل الخريت وفريق من حزبه واخذ قائد جيش الامام ما بقى من اصحاب الخريت اسرى فمن اسلم منهم منّ عليه ومن ارتد استتابه فان اسلم منّ عليه وان لم يسلم اخذه أسيرا معه.

وهكذا أخذت الفتن تتسع وتتزايد فى الحاضرة الاسلامية التي هي تحت سيطرة حكم الامام حتى اوجبت خذلان الامام وقتله وخذلان ولده الحسن في دوره والحقت اضرارا كثيرة في المجتمع الاسلامي جعلته غارقا فى المآسي والشجون.

ان حادثة صفين بما اعقبته من المتارك الفظيعة قد اوجبت تدهور المسلمين وانحطاطهم وتغلب قوى البغي على قوى الحق والاسلام ومهدت الطريق للأمويين أن يتحكموا في رقاب المسلمين وان يستأثروا باموالهم وسائر امكانياتهم وان يسعوا جاهدين في محاربة الاصلاح وسائر النزعات الخيرة حتى ضج المسلمون من جورهم واستبدادهم وظلمهم .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.