أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2014
13873
التاريخ: 17-10-2014
2339
التاريخ: 23-12-2014
21233
التاريخ: 20-10-2014
7931
|
حد المفعول المطلق انه الاسم الذي يؤكد عامله، او يبين نوعه او عدده، وليس خبرا ولا حالا. واكثر ما يكون المفعول المطلق مصدرا.
والمصدر : اسم للحدث الذي يحدثه الفاعل. وهو نوعان : مبهم، ومختص.
فالمبهم : ما لا يدل على معنى زائد على معنى فعله، نحو قولك : ضربت ضربا. وهذا المبهم هو الذي يسمى في باب المفعول المطلق مصدرا مؤكدا. ولهذا النوع احكام كثيرة : منها انه لا يجوز حذف عامله، لأنه لا يحذف المؤكد ويبقى مؤكده. ولا يعترض بمثل قولهم : ضربا زيدا، دالا على الطلب ؛ لان المصدر فيه ليس من قبيل المؤكد، بل من قبيل النائب عن فعله، بدليل انه لا يجوز الجميع بينه وبين فعله، ولو كان مؤكدا لجاز الجميع بينه وبينه، بل لواجب. ومنها : انه لا يثنى ولا يجمع.
وقد ينوب عنه مرادفه كفرحت جذلا، او اسم مشارك له في مادته وحروفه، وهو ثلاثة : اسم مصدر نحو : اغتسل غسلا، واسم عين نحو : (وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا)(1)، ومصدر لفعل اخر نحو : (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا)(2) .
والمختص : ما دل على معنى زائد على فعله، وهو نوعان : مبين للنوع، ومبين للعدد.
ص74
فالاول نحو قولك : اكرمت زيدا اكراما جميلا ؛ والثاني نحو قولك : ضربته ضربة او ضربتين، او ضربات.
وقد ينوب عن النوع الاول غيره مما له علاقة به : كالآلة نحو : اضرب المذنب سوطا او عصا، وككل وبعض المضافين الى المصدر، نحو : (فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ)(3) ، (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ)(4) او لفظ دال على نوع منه كقعد القرفصاء، ورجع القهقري، او صفة المصدر نحو : (اعملوا صالحا)(5).
وقد عد الاشموني اربعة عشر شيئا ينوب كلها عن هذا المصدر المبين للنوع.
وتقول في المبين للعدد : اضربه مرة او مرتين، او مرات.
والمنفذ الذي ننفذ منه الى المقصود، هو ان عامل المفعول المطلق غير المؤكد يحذف اما جوازا، واما وجوبا. وفي كلتا الحالتين لا بد من قرينة لفظية او معنوية.
ومثال الحذف الجائز والقرينة لفظية قولك : سريعا، في جواب من قال : أي سير سرته؟ ومثال الحذف الجائز والقرينة معنوية قولك للقادم من الحج : حجا مبرورا.
اما الحذف الواجب فضابطه ان يقع المصدر بدلا من فعله، سواء اكان له فعل مستعمل من لفظه ام لم يكن له فعل مستعمل. فمثال الاول : سقيا، ورعيا، وحمدا، مقصودا بها الدعاء. فهذه المصادر الثلاثة عاملها
ص75
محذوف وجوبا، ولها فعل من لفظها هو سقى، ورعى، وحمد. ومثال الثاني قولهم : دفرا، بمعنى نتنا، وبله بمعنى تركا(6). ودفرا وبله مصدران حذف عاملهما وجوبا ولا فعل لهما من لفظهما، بل لهما فعل من معناهما، وهو نتن للاول، واترك للثاني.
وهذا النوع الاخير الاتي بدلا من فعله، اعني المحذوف عامله وجوبا، تارة يراد به الاخبار، وتارة يراد به الانشاء :
1- اما ما يراد به الاخبار فهو على ضربين : سامعي يقتصر فيه على ما ورد، نحو قولهم : لا افعل ذلك ولا كرامة، وافعل ذلك وكرامة. وقياسي وهو انواع : منه ما ذكر لتفصيل عاقبة ما قبله، نحو قوله تعالى : (فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً(7). ومنه المكرر والمحصور النائبان عن فعل مسند لاسم عين، نحو : انت سيرا سيرا، وما انت الا سيرا.
ب- واما ما يراد به الانشاء – وهو ما يعنينا- فانه يأتي على خمسة اضرب :
1- ما يراد به الامر ؛ نحو قولك : ضربا زيدا، بمعنى اضربه. ومنه قوله (8) :
على حين الهي الناس جل امورهم فندلا زريق المال ندل الثعالب(9)
و(ندلا) بمعنى اندل، أي اخطف.
ص76
والمصدر في هذين المثالين منصوب بفعل حذف وجوبا لنيابة المصدر عنه في الدلالة.
2- ما يراد به امر او نهي، نحو قولك : شكرا لا كفرا، وقياما لا قعودا. أي اشكر النعمة ولا تكفر بها، وقم ولا تقعد.
3- ما يراد به الدعاء، وهو كثير. ومنه قولهم : سقيا لك، أي سقاك الله. وكذا قولهم : سحقا، وبعدا، وتبا، وبؤسا، وجدعا، في الدعاء على بغيض. فهذه المصادر هذا الضرب لا تضاف الا نادرا في قبيح الكلام، ومما جاء منها مضاف : بعدك وسحقك. وانشد الكسائي :
اذا ما المهاري بلغتنا بلادنا فبعد المهارى من حسير ومتعب
وقد جاء بعضها مرفوعا في الشعر على قلة، قال ابو زبيد الطائي يصف اسدا :
اقام واقوى ذات يوم وخيبة لاول من يلقى وشر ميسر
هذا كله اذا كان لمصادر هذا الضرب الدعائي فعل من لفظها.
واما اذا لم يكن لها فعل من لفظها نحو : ويحا له ، بمعنى رحمة له، وويلا له ! وويبا ! بمعنى عذابا، فانها تنصب بفعل محذوف وجوبا مقدر من معنى المصدر. ولا يقوى النصب في هذا النوع الذي لا فعل له من لفظه قوة ما قبله، أي ما له فعل من لفظه، لذلك كثر فيه الرفع، تقول : ويل له، وويب، وويح.
اما اذا اضيفت هذه المصادر كان قلت : ويحك، ويلك، ويبك، فانه يجب نصبها ولا يجوز رفعها، لأنها لو رفعت لكانت مبتدأ لا خبر لها.
واما المعرف بال فالرفع فيه احسن من النصب، لأنه صار معرفة فقرى فيه الابتداء، نحو : الويل له، والخيبة له.
ص77
4- ما يراد به القسم، كقولهم : عمرك الله، وقعدك الله(10) ، وقعيدك الله. وهو ضربان :
1- الضرب الاول : القسم المقصود به السؤال، واكثر ما يستعملان فيه، ويكون جوابهما حينئذ ما فيه من الطلب، كالامر والنهي. ومنه قوله :
قعيدك ان لا تسمعني ملامة ولا تنكي قرح الفؤاد فييجعا(11)
وان في هذا البيت زائدة. وقال :
ايها المنكح الثريا سهيلا عمرك الله كيف يلتقيان (12)
2- والضرب الثاني : القسم الذي لا سؤال فيه، وهو ما ذكره الجوهري من قولهم : قعدك لا اتيك، وكذا قعيدك ؛ وقعدك الله لا اتيك وكذا قعيدك ؛ وعمر الله ما فعلت كذا، وعمرك الله ما فعلته.
ومعنى القسم في قولهم : عمر الله، احلف ببقاء الله ودوامه، وفي قولهم عمرك الله : احلف بتعميرك الله، أي باقرارك له بالبقاء.
ومعناه في قولهم : قعدك لا اتيك : احلف بصاحبك الذي هو صاحب كل نجوى. وفي قولهم : قعدك الله : اقسم بمراقبتك الله.
على ان الجوهري ذكرا ايضا ان عمرك الله، يأتي في غير القسم ايضا. وحمل على ذلك قوله :
عمرك الله كيف يلتقيان
وقال : المعنى سالت الله ان يطيل عمرك. فحمله على معنى الدعاء لا معنى القسم.
5- ما يراد به التوبيخ، كقولك : اتوانيا وقد جد قرناؤك؟ مما هو مسبوق بالهمزة. وقد يكون بدونها كقوله :
ص78
اذلاًّ اذا شب العدى نار حربهم وزهوا اذا ما يجنحون الى السلم
وقوله :
خمولا واهمالا وغيرك مولع بتثبيت اسباب السيادة والمجد
والاكثر في التوبيخ ان يكون للمخاطب، وقد يكون للمتكلم، كقول عامر بن الطفيل في توبيخ نفسه : (اغدة كغدة البعير، وموتا في بيت سلولية!).
المراجع :
سيبويه 1 : 157-171، 174-177 ابن يعيش 1 : 109 – 124 الرضى 1 : 102-111 الشذور 269-281 ابن عقيل 1 : 490 – 503 التصريح 1 : 323 – 334 الاشموني 2 : 109-122 الهمع 1 : 186 – 194 الصحاح واللسان وتاج العروس في مادتي (قعد، عمر).
ص79
____________________
(1) الآية 17 من سورة نوح.
(2) الآية 8 من سورة المزمل.
(3) الآية من سورة النساء.
(4) الآية 44 من سورة الحاقة.
(5) الآية 51 من سورة المؤمنين والآية 11 من سورة سبا
(6) يشترط في (بله) المصدرية ان تكون مضافة. فاذا ورد ما بعدها منصوبا كانت اسم فعل امر. ولها استعمال حين يرفع ما بعدها، فتكون اسم استفهام بمنزلة كيف، نحو قولك : بله زيد؟ أي كيف زيد. وهي حينئذ خبر مقدم مبني على الفتح. وما بعدها مبتدأ مؤخر. الصبان 2 : 121
(7) الآية من سورة محمد.
(8) هو اعشى همدان يهجو بعض اللصوص، وقيل جرير، وقيل الأحوص. العيني 3 : 46-49.
(9) زريق : قبيلة .
(10) هو يكسر القاف وفتحها، كما في الخزانة 1 : 235.
(11) لمتمم من نويرة في المفضيلات والخزانة 1 : 235.
(12) لعمر بن ابي ربيعة في ديوانه 495 والخزانة 1 : 239.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|