المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Eye
18-10-2015
Nitrides Of the group 13 metals
31-1-2018
Plastic-film capacitors
28-4-2021
أهمية الاتصال في العلاقات العامة
30-7-2022
نماذج عقدية وتعاريف – الملحق C3. نموذج لبند عقدي يوصف المخطط الشبكي القياسي
2023-05-16
اقتران خطي Linear Function
29-10-2015


هو الشافي  
  
2429   12:22 مساءاً   التاريخ: 15-4-2016
المؤلف : السيد علي عاشور
الكتاب أو المصدر : آداب وقوانين الجسم الطبّي والنصائح عند أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص5-8
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /

قال سبحانه وتعالى:{فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}[الشعراء: 77 - 82].

جعل سبحانه وتعالى نفسه الشريفة شفاءً ودواءً من كل مرض لأنه خالق هذه الأكوان وما فيها والعارف بأمراضها الظاهرية والباطنية، وبأسباب حدوثها وتفاعلاتها، ومن يعرف سبب المرض يمتلك إزالته.

والله سبحانه وتعالى القادر على إعادة نفس الإنسان بكل خصوصياته مرة أخرى كما أخبر بقوله:{أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ}[ق: 15].

وقال:{أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[العنكبوت: 19].

والقادر على إعادة أجزاء الجسم الى حالتها الأولى بل خلقها من جديد، قادر على علاجها أو إزالة أسباب عدم تلائمها.

والله مع ذلك كله أراد للأشياء أن تجري بأسبابها، فأخبر سبحانه عن وجود أشياء فيها شفاء للناس متوفرة بين أيديهم جميعاً فقال عزّ من قائل:{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}[الأنبياء: 30].

وقال عزت آلاؤه:{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[النحل: 68، 69].

فكان الماء رزق الله للعباد الشافي والمحيي لكل خلايا الإنسان الميتة أو الموجد بديلاً عنها، والجاعل في بدن الطفل الصغير والشيخ الكبير الحيوية والقوة.

وكان العسل المختلف ألوانه بسبب اختلاف الأزهار والأعشاب وفوائدها، فيه تجديد أو تقوية للخلايا المريضة أو الكسولة.

ثم أمر الناس بالوقاية لكي لا يقع الإنسان في ما يضر جسده أو يعطل عمل بعض أعضائه، فعن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب للحسن ابنه (عليهما السلام) : يا بنيّ، ألا أعلّمك أربع خصال تستغني بها عن الطبّ؟

فقال: بلى يا أمير المؤمنين.

قال(عليه السلام): لا تجلس على الطعام إلاّ وأنت جائع، ولا تقم عن الطعام إلاّ وأنت تشتهيه وجوّد المضغ،وإذا نمت فأعرض نفسك على الخلاء، فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب(1). وعنه (عليه السلام): توقّوا البرد في أوله وتلقّوه في آخره، فإنه يفعل في الأبدان كفعله في الأشجار، أوّله يحرق وآخره يورق(2) .

ثم أمر من يبتلى بالمرض أو يصيبه أن يتداوى حفاظاً على الجسم السليم الذي خلقه الله له بقوله:{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}[التين: 4].

فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : تداووا عباد الله ما من داء إلا وله دواء(3) .

ولكن ليس كل إنسان قادراً على تشخيص المرض ونوعه ثم وضع العلاج المناسب له، فكان

لابدّ من أخصائيين يتصدون لعلاج الأمراض، بعد دراستهم لأسبابها وكيفية علاجها بالعلم أو التجربة أحياناً.

فأصبح من يسمى بالطبيب الذي جُعل ليشفي بإذن الله تعالى الذي خلق مواد الدواء وعلّم الإنسان ما لم يعلم من كيفية تحضير العقاقير واستعمالها لتؤدي الهدف الصحيح لها كما أراد الله سبحانه وتعالى.

فإن الدواء وصنعه لا يخرجان عن إذن الله وعنايته، سواء كان من باب الحكم والنصائح التي كانت تأتي من الوحي للأنبياء، أو من باب تعليم الله للإنسان كيفية تحضير الدواء، وتزويده بالعقل السليم والتفكير الحكيم.

{عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}[العلق: 5].

في علل الشرائع عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي بإسناده يرفعه الى أبي عبد الله (عليه السلام)  قال: كان يسمى الطبيب المعالج فقال موسى بن عمران: يا رب ممن الداء؟

قال: مني.

قال: ممن الدواء؟

قال: مني.

قال: فما يصنع الناس بالمعالج؟

قال: يطيب بذلك أنفسهم فسمي الطبيب لذلك(4) .

____________

1ـ الخصال:229/67.

2ـ شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد:18/319.

3ـ التحفة السنية:344.

4ـ علل الشرائع : باب العلة التي من اجلها سمي الطبيب طبيباً ح1 (304).

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.