أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-7-2016
1458
التاريخ: 5-11-2014
2188
التاريخ: 14-4-2016
1684
التاريخ: 2-12-2015
1576
|
اقسام النفس :
قال أرسطو : إن جوهر النفس لا يختلف عن جوهر الجسد ، ولذلك كانت قوى النفس موافقة لقوى الحياة . فالأحياء تتغذى وتحس وتتحرك وتعقل ، والنفس منها : المغذية والحسية والمحركة والناطقة.
وهذه الأقسام الأربعة هي أقسام النفس الكاملة . فالنبات له القوة المغذية ، والحيوان له الحسية والمحركة ، والإنسان وحده له الناطقة.
وسنقف على شبيه هذا التقسيم في جواب الإمام علي (عليه السلام) : لكميل ابن زياد، حين سأله أذ يعرف له النفس .
عناصر النفس :
قال افلاطون : إن نفس الإنسان هي مجموع ثلاث نفوس :
١ - نفس عاقلة : محبة للحكمة والعمل ، ومركزها الدماغ .
٢ - نفس غضبية (سبعية) : هي مصدر الشجاعة والعواطف الكريمة التي تنزع إلى المجد ، ومركزها القلب .
٣ - نفس شهوانية : هي مصدر الرغبات المادية ، كحب الطعام والمال والشهوات ، ومركزها الكبد .
وقد شبه أفلاطون مجموع هذه القوى الثلاث بعربة فيها سائق ( هو النفس العاقلة )، يقود فرسين ؛ أحدهما مطيع أصيل (هو النفس الغضبية)، وآخر لئيم جموح ( هو النفس الشهوانية).
ويكون ترتيب هذه القرى كما يلي : العاقلة فوق الغضبية، والغضبية فوق الشهوانية، ورابطها كلها العدالة . فإذا أخضع الإنسان قوته الغضبية وقوته الشهوانية لسلطان العقل ، بحيث يسخرهما فيما يرضي الله تعالى ، بلغ درجة العدالة (1) .
حالات النفس :
عبر القرآن الكريم عن النفس بعده معان ، تمثل حالات النفس التي تطرأ عليها ، وهى ثلاث :
١ - النفس التي تدعو إلى الحق وتأمر بالخير، وهى النفس المطمئنة . قال تعالى : {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً } [الفجر : 27، 28] . وسميت مطمئنه لأن صاحبها حين يطيع الله بلغ درجه الاطمئنان في الدنيا والآخرة .
٢ - النفس التي تدعو إلى الشر وتأمر بالسوء وهى النفس الامارة .
قال تعالى : {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} [يوسف : 53]
3 - النفس التي إذا فعل الإنسان سوءا لامته وأنبته على فعله، وهى النفس اللوامة . قال تعالى : {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ } [القيامة : 1، 2]
وفي حين أن تأثير النفس الأمارة بالسوء كبير على الإنسان ، متمثلا في حبه للمال والنساء والشهوات ، فقد جعل الله عليه حجتين : الأولى قبل فعل السوء وهي النفس العاقلة تيتن له الخير وتدعوه إليه ، والثانية بعد فعل السوء وهي النفس اللوامة ، تؤكد له خطأ فعله وتوبخه عليه .
ونلاحظ في مبحث ( النفس ) أن أغلب كلام الإمام (عليه السلام) منصب على ذم النفس ، يقصد بها النفس الأمارة بالسوء كما هو اصطلاح العرفانيين .
مثال ذلك قوله (عليه السلام) :
◄ فرحم الله رجلا نزع عن شهوته ، وقمع هوى نفسه . فإن هذه النفس ابعد شيء منزعا ، وانها لا تزال تنزع إلى معصية في هوى (2) .
◄ أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه (3).
◄ عباد الله، إن من أحب عباد الله إليه، عبدا أعانه الله على نفسه ! فاستشعر الحزن ، وتجلبب الخوف (4) .
◄ فأخذ امرؤ من نفسه لنفسه ... امرؤ الجم نفسه بلجامها ، وزقها بزمامها ، فأمسكها بلجامها عن معاصي الله ، وقادها بزمامها إلى طاعة الله (5).
تقسيم النفس عند الإمام علي (عليه السلام) إلى أربعة أنواع :
◄ في حديث كميل بن زياد ، قال : سألت مولانا امير المؤمنين فقلت له : اريد آن تعرفني نفسي . فقال (عليه السلام) : يا كميل، وأي الانفس تريد أن أعرفك؟ قلت : يا مولاي، هل هي الا نفس واحدة ؟
قال (عليه السلام) : يا كميل، انما هي اربع : النامية النباتية، والحسية الحيوانية ، والناطقة القدسية ، والكلية الإلهية . ولكل واحدة من هذه خمس قوى وخاصيتان .
فالنامية النباتية لها خمس قوى : جاذبة وماسكة وهاضمة ودافعة ومربية. ولها خاصيتان : الزيادة والنقصان، وانبعاثها من الكبد، وهي أشبه الأشياء بنفس الحيوان.
والحسية الحيوانية لها خمس قوى : سمع وبصر وشم وذوق ولمس . ولها خاصيتان : الشهوة والغضب، وانبعاثها من القلب، وهي أشبه الأشياء بنفس السباع .
والناطقة القدسية ولها خمسة قوى : فكر وذكر وعلم وحلم وناهة ، وليس لها انبعاث ، وهي أشبه الأشياء بالنفوس الملكية . ولها خاصيتان : النزاهة والحكمة .
والكلية الإلهية ولها خمس قوى : بقاء في فناء ، ونعيم في شقاء ، وعز في ذل ، وغنى في فقر، وصبر في بلاء . ولها خاصيتان : الرضا والتسليم ، وهذه هي التي مبدؤها من الله واليه تعود . قال الله تعالى : {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} [الحجر : 29]. وقال تعالى : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً } [الفجر : 27 - 29] والعقل وسط الكل ، لكيلا يقول أحدكم شيئا من الخير والشر إلا بقياس معقول (6) .
(أقول) : ومركز النفس الأخيرة (المطمئنة) في القلب ، لقوله تعالى : {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ } [النحل : 106] . وفي هذه النفس تحصل الفيوضات الإلهية و الإلهامات العلوية، ومنها العلم اللدني الذي يعلمه الإنسان بدون معلم ، أي لا يأتي عن طريق العقل والحواس، بل ينزل من عند الله مباشرة على القلب، فيعيه ويشرق به ولا يعود ينساه.
ومثل ذلك ما كان يحدث للنبي(صلى الله عليه وآله) عندما كان ينزل الوحي على قلبه ، يقول تعالى : {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ } [الشعراء : 193، 194]
_________________________
1. انظر (تصنيف نهج البلاغة) للمؤلف ، ص ٦٧٦ ط 3 قم.
2. نهج البلاغة ، خطبة ١٧٤ .
3. نهج البلاغة ، حكمة ٢٤٩ .
4. نهج البلاغة ، خطبة 85 .
5. نهج البلاغة ، خطبة 235 .
6. مستدرك نهج البلاعة ، ص 159 .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|