أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-10-2015
3799
التاريخ: 7-2-2019
2614
التاريخ: 10-4-2016
3352
التاريخ: 12-4-2016
3431
|
ظل أبو بكر متقمصا للخلافة زمنا يسيرا يدير شؤون الامة ويتصرف في أمورها قد اعتمد على عمر وأسند إليه مهام الدولة ولما مرض مرضه الذي توفي فيه وثقل حاله ادلى بالامر من بعده إليه وقد انكر عليه طلحة هذا الاختيار فقال له : ما ذا تقول لربك وقد وليت علينا فظا غليظا؟ تفرق منه النفوس وتنفض منه القلوب ؛ فسكت أبو بكر واندفع طلحة قائلا : يا خليفة رسول الله إنا كنا لا نحتمل شراسته وأنت حي تأخذ على يديه فكيف يكون حالنا معه وأنت ميت وهو الخليفة , ولم ينفرد طلحة بهذا الانكار بل شاركه جمهور المهاجرين والانصار فقد بادروا الى أبي بكر وقالوا له : نراك استخلفت علينا عمر وقد عرفته وعلمت بوائقه فينا وأنت بين أظهرنا فكيف اذا وليت عنا وأنت لاق الله عز وجل فسائلك فما أنت قائل؟ فأجابهم أبو بكر بصوت خافض : لئن سألني الله لاقولن استخلفت عليهم خيرهم فى نفسي , وكون عمر خيرهم في نفسه ليس مبررا له في ترشيحه للخلافة فان الاجدر أن يأخذ رأي المسلمين في ذلك ويستشير أهل الحل والعقد منهم عملا بقاعدة الشورى ولكنه اهمل ذلك واستجاب لعواطفه ورغبته الملحة في أن يتولى زمام الحكم من بعده خدنه وزميله وعلى أي حال فقد كان عمر الى جانبه يعزز مقالته ورأيه فيه قائلا : أيها الناس اسمعوا واطيعوا قول خليفة رسول الله (صلى الله عليه واله) , ودعا أبو بكر عثمان بن عفان وامره أن يكتب له العهد في عمر وأملاه عليه وهذا نصه : هذا ما عهد به أبو بكر بن أبي قحافة آخر عهده في الدنيا نازحا عنها وأول عهده بالآخرة داخلا فيها إني استخلفت عليكم عمر ابن الخطاب فان تروه عدل فيكم فذلك ظني به ورجائي فيه وإن بدل وغير فالخير أردت ولا اعلم الغيب {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227] وتناول عمر الكتاب وانطلق يهرول الى الجامع ليقرأه على الناس فقال له رجل : ما في الكتاب يا أبا حفص.؟
قال : لا ادري ولكني أول من سمع وأطاع .
فنظر الرجل إليه نظرة ريبه وانبرى قائلا : ولكني والله أدرى ما فيه : أمرته عام أول وأمرك العام .
لقد مهد أبو بكر الأمر الى عمر وعبدّ له الطريق وتناسى أمير المؤمنين فلم يشاوره في الامر ولم يرع حقه وقد نطق (عليه السلام) بعد سنين عما يكنه في نفسه من عميق الالم والحزن يقول في خطبته الشهيرة بالشقشقية : فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا حتى مضى الاول لسبيله فأدلى بها الى فلان بعده ثم تمثل بقول الأعشى :
شتان ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر
فيا عجبا!! بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشد ما تشطرا ضرعيها .
وهذه الكلمات قد عبرت عن عظيم الوجد وبالغ الاسى الذي استقر في نفس الامام على ضياع حقه ويعتقد بعض كتاب العصر أن السبب في عدول أبي بكر عن اختياره هو تخلفه عن بيعته واحتجاجه عليه بأنه أحق بالأمر منه لقرابته من رسول الله (صلى الله عليه واله) مما اوجب بغض أبي بكر له وحقده عليه ؛ وزاد المرض بأبي بكر وثقل حاله حتى وافاه الأجل المحتوم فقام عمر في شؤونه ودفنه في بيت النبي (صلى الله عليه واله) وفي جواره وبيت النبي (صلى الله عليه واله) لا يخلو اما أن يكون ميراثا كما تقول به بضعة الرسول (صلى الله عليه واله) أو يكون صدقة كما زعم أبو بكر فان كان ميراثا فلا يحل دفنه فيه الا بعد ارضاء الورثة وان كان صدقة فلا بد من ارضاء جماعة المسلمين ولم يتحقق كل ذلك
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|