المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22



( وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ )  
  
1886   05:20 مساءاً   التاريخ: 6-4-2016
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود حول القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص342 – 347 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز العلمي والطبيعي /

قال تعالى : {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق : 12] .

ما تعني المثليّة ؟ هل هي في الصُنع والإتقان ؟ أم في العدد ؟ وما هُنّ على هذا الفَرض ؟

ولم تُذكر الأرض في القرآن إلاّ مفردةً سِوى في هذا الموضع ، حيث شُبهة إرادة التعدّد إلى سبع أرضين ، كما جاء في الحديث ودار على الألسن !

وفُسّر التعدّد من وجوه :      

1 ـ سبع قطاع من الأرض على وجهها من أقاليم أو قارّات .

2 ـ سبع طِباق من الأرض في قِشرتها المتركّبة من طَبقات (1) .

3 ـ الكواكب السبع السيّارة ، كلّ كوكبة ـ ومنها أرضنا ـ أرض ، والغلاف الهوائي المحيط بها سماء (2) .

4 ـ فوق كلّ سماء بعد أرضنا أرض وفوقها سماء ، فهناك سبع أرضين بعضها فوق بعض لسبع سماوات (3) .

تقاسيم الأرض

قَسّم الأقدمون البلادَ الآهِلة من الرُبع المعمور في القطاع الشمالي إلى سبع مناطق جغرافيّة طولاً ، وجاء المتأخّرون ليُقسّموها تارةً على حسب المناخ الطبيعي إلى سبعة أقاليم : واحدة استوائيّة ، واثنتان حارّتان حتّى درجة 5/23 عرضاً في جانبَي خطّ الاستواء شمالاً وجنوباً ، واثنتان اعتداليتَان ما بعد خطّ الميل الأعظم فإلى مدارَي الخطّ القطبي ، والأخيرتان منطقتا القُطبَين الشمالي والجنوبي .

وأُخرى إلى قارات مأَلوفة ، خمسة منها ظاهرة : آسيا ، أُوربا ، أفريقيا ، استراليا ، أمريكا ، واثنتان هما قُطبا الشمال والجنوب في غطاء من الثلوج .

مُحتَملات ثلاثة

قال الحجّة البلاغي : يُحتَمل في قوله تعالى : ( وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنّ ) وجوه ثلاثة :

الأَوّل : أنْ يُراد مِثلهنّ في الطَبقات ، باعتبار اختلاف طَبقات الأرض في البدائع والآثار .

الثاني : أنْ يُراد مِثلهنّ في عدد القِطع والمواضع المُتعدّ بها كآسيا وأُوربا وأفريقيا وأمريكا الشماليّة وأمريكا الجنوبيّة واستراليا ، وأرض لم تُكشف بعد أو لاشتها الحوادث البحريّة وفتّتتها بالكلّية ، أو بقي منها بصورة جُزُر متفرّقة صغيرة ، أو هي تحتَ القُطب الجنوبي على ما يَظنّ البعض .

الثالث : أنْ يُراد بالمُماثل للسماوات هو غير أرضنا بل ما هو من نوعها ، فيُراد منه ذات السيّارات على الهيئة الجديدة ، أو ما هو مسكون من الكواكب ولم يَظهر للاكتشاف (4) .  

أَرضون لا تُحصى

قال الشيخ الطنطاوي في تفسير الآية : أي وخَلق مِثلهنّ في العدد من الأرض ، وهذا العدد ليس يقتضي الحصر ، فإذا قلت : عندي جوادَان تَركب عليهما أنت وأخوك ، فليس يَمنع أنْ يكون عندك ألف جواد وجواد ، هكذا هنا .

 فقد قال علماء الفَلك : إنّ أقلّ عدد مُمكن من الأَرضين الدائرة حول الشموس العظيمة التي نُسمّيها نُجوماً لا يقلّ عن ثلاثمِئة مليون أرض... هذا فيما يَعرفه الناس ، وهذا القول مِن هؤلاء ظنّيٌّ ، فلم يدّعِ أَحدٌ أنّه رأى وقَطع بشيءٍ من ذلك ، اللّهمّ إلاّ علماء الأَرواح ، فإنّهم لمّا سأَلوها قالتْ : عندنا كواكب آهِلة بالسُكّان لا يُحصى عددها ، وفيها سكّان أنتم بالنسبة إليهم كالنَّمل بالنسبة للإنسان ، وأُيّد ذلك بما نُقل عن ( غاليلو ) عند ما أُحضرت روحه بعد الممات (5) .

وهكذا ذكر الشيخ المراغي وعقّبه بما رُوي عن ابن مسعود : أنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) قال : ( ما السماوات السبع وما فيهنّ وما بينهنّ والأرضونَ السبع وما فيهنّ وما بينهنّ في الكرسي إلاّ كحَلقةٍ مُلقاة بأرضِ فلاةٍ ) (6) .

وروى ابن كثير أحاديث تَنمّ عن أَرضينَ سبع آهِلة بالسُكّان ، وقد بُعث إليهم أنبياء كإبراهيم وموسى وعيسى ومُحمّد ( عليهم السلام ) ، زعموا صحّة أسانيدها (7) .

وهكذا رَوَوا روايات هي أشبه بروايات إسرائيليّة ، وفيها الغثّ والسمين (8) .

وفي حديث زينب العطّارة عن رسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( إنّ هذه الأرضينَ واقعة تحتَ الأرض التي نَعيش عليها واحدة تحت أُخرى كلّ واحدة بالنسبة إلى الأُخرى التي تحتها كحَلقةٍ مُلقاة في فلاة قفر ، حتّى تنتهي إلى السابعة ، والجميع على ظَهْر دِيك ، له جناحَان إلى

المشرق والمغرب ورِجلاه في التُخوم ! والدِّيك على صخرةٍ ، والصخرةُ على ظَهر حوتٍ ، والحوت على بحرٍ مُظلم ، والبحر على الهواء ، والهواء على الثرى... ) (9) .

وفي حديث الحسين بن خالد عن الرضا ( عليه السلام ) : ( هذه أرضُ الدنيا ، والسماء الدنيا فوقها قبّةٌ ، والأرض الثانية فوق السماء الثانية فوقها قبّةٌ ، والأرض الثالثة فوق السماء الثانية ، والسماء الثالثة فوقها قبّةٌ ، حتّى الأرض السابعة فوق السماء السادسة . والسماء السابعة فوقها قبّةٌ ، وعَرش الرحمان فوق السماء السابعة... ما تحتنا إلاّ أرض واحدة ـ هي الدنيا ـ وأنّ الستّ لهُنّ فَوقنا ) (10) .

وَرَووا عن الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنّ لهذه النجوم التي في السماء مُدُناً مثل المدائن التي في الأرض ، مربوطة كلّ واحدة بالأُخرى بعمود من نور طوله مسيرة مِئتين وخمسين سنة ، كما أنّ ما بين سماءٍ وأُخرى مسيرة خمسمِئة عام ، وأنّ هناك بين النجوم وبين السماء الدنيا بِحاراً تَضرب الريحُ أمواجَها ؛ ولذلك تستبين النجوم صِغاراً وكباراً ، في حين أنّ جميعها في حجمٍ واحدٍ سواء (11) .

وغالب الظنّ أنّها ـ أو جُلّها ـ أساطير إسرائيليّة تَسرّبت إلى التفسير والحديث ، مُضافاً إليها وضع الأسناد ! 

المُختار في تفسير ( مِثلهنّ )

ليس في القرآن تصريح بالأَرَضين السبع ، ولا إشارة سِوى ما هنا من احتمال إرادة العدد في المِثليّة ! لكن تكرّر ذِكر الأرض في القرآن مفردةً إلى جنب السماوات جمعاً ممّا يُوهن جانب هذا الاحتمال .

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ....} [فاطر : 1].

{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا....} [فاطر : 41] .

{لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ....} [النمل : 25].

{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ...} [لقمان : 20].

{وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ.... } [الروم : 26] .

{وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ...} [النمل : 87].

{لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ...} [الزمر : 63] .

{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ....} [الشورى : 29].

{سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ...} [الزخرف : 82].

{ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ...} [الإسراء : 44].

{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ... ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ....} [فصلت : 9-12].

إلى ما يَقرب من مِئتي موضع في القرآن ، جاء اقتران الأرض واحدة بالسماوات سبعاً... !

فيا تُرى كيف يَصحّ اقتران الفرد بالجمع ـ في هذا الحجم من التَّكرار ـ لو كانت الأرض مَثل السماء في العدد السبع ؟! ولا سيّما في آيات التكوين ، ما المُبرّر لذِكر الأرض واحدة لو كانت سبعاً ؟!

على أن اللام ( وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنّ ) للعهد ، أي الأرض المعهودة لدى المخاطبينَ وهم العرب يومذاك ، ولا يعرفون سِوى هذه الأرض التي نعيش عليها ! (12)

فلابدّ أنّ هذه الأرض خُلقت مثل السماوات السبع ، مَثَلاً في الإبداع والتكوين .

هذا ، بالإضافة إلى أنّ التعبير بـ {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ } [الرحمن : 10] ـ لو أُريد العدد ـ ليستدعي أن يكون من هذه الأرض ( نفس كرة الأرض التي نعيش عليها ) جُعلت سبعاً ، الأمر الذي يعني سبع قِطاع منها وهي المناطق الكبرى المعمورة منها ، وهذا هو المُراد بالأَرضينَ السبع الواردة في الأدعية المأثورة وفي الأحاديث ، ودارت على أَلسُن العارفين .

وإطلاق الأرض على المعمورة منها شائع في اللغة ، وجاء في القرآن أيضاً حيث قوله تعالى ـ بشأن المُفسدين ـ : {أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ} [المائدة : 33] أي من البلاد العامرة حسبما فَسّره الفقهاء .

وكذا إطلاقها على مطلق البِقاع ، كقوله تعالى : {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا} [يس : 33] ، والمُراد البقعة المَيتة منها .

وبعد ، فإنّ قوله تعالى : {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}  ظاهرٌ كلّ الظهور في إرادة سماوات سبع ، وجاءت بلفظ تنكير ، وأرضٍ واحدة جاءت بلفظ تعريف ، وأنّ المِثليّة تعني جانب الإبداع والتكوين ، وعلى فَرض إرادة العدد فهي البِقاع والمناطق المَعمورة منها ؛ وَمِن ثَمَّ جاء بلفظ ( ومن الأرض... ) أي وجعل من هذه الأرض أيضاً سبعاً حسب المناطق ، وإلاّ فلو كان أراد سبع كُرات مِن مِثل كُرة الأرض ، لكان الأَولى أنْ يُعبّر بسبع سماوات وسبع أرضينَ ، وكان أخصر وأوفى بالمعنى .
___________________________________
(1) راجع : الميزان ، ج19 ، ص378 ، وتفسير نمونه ، ج24 ، ص261 .

(2) راجع : تفسير الجواهر ، ج1 ، ص49 .

(3) راجع : الهيئة والإسلام ، ص179 ، وتفسير الميزان ، ج19 ، ص379 ـ 380 .

(4) الهدى إلى دين المصطفى ، ج2 ، ص7 ـ 8 .

(5) تفسير الجواهر ، ج24 ، ص195 .

(6) تفسير المراغي ، ج28 ، ص151 .

(7) تفسير ابن كثير ، ج4 ، ص385 .

(8) راجع : الدرّ المنثور ، ج8 ، ص210 ـ 212 ، وجامع البيان ، ج28 ، ص99 .

(9) تفسير نور الثقلين للحويزي ، ج5 ، ص364 ـ 365 .

(10) تفسير البرهان ، ج8 ، ص46 .

(11) بحار الأنوار ، ج55 ، ص 90 ـ 91 .

(12) وحتّى البشريّة اليوم لا تعرف أَرضاً بهذا الاسم سِوى التي نعيش عليها ، على أنّ الأرض اسمُ عَلَمٍ شخصي لهذه الكوكبة نظير أسامي الكواكب ، وليست كالسماء اسم جنس عامّ ؛ ومِن ثَمّ قالوا : كلّ ما عَلاكَ سماء وما تطأه قدمك أرض ! قال تعالى : ( وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ ) ، الرّحمان 55 : 10 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .