أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016
2868
التاريخ: 5-4-2016
3096
التاريخ: 5-6-2022
1332
التاريخ: 5-03-2015
3280
|
من أهم بنود الصلح إرجاع الخلافة الإسلامية الى الإمام الحسن ومن بعده الى أخيه الحسين (عليهما السلام) بعد هلاك معاوية فقد كانت هذه المادة من أهم شروط الصلح التي وقع عليها معاوية ولكنه بعد ما تم له الأمر وصفا له الملك صمم على نقضها وعلى عدم الوفاء بها فقد أخذ يعمل مجدّا في جعل الخلافة وراثة في أهل بيته وهو بهذا الفعل كما يقول الاستاذ السيد قطب : مدفوع بدافع لا يعرفه الإسلام دافع العصبية العائلية والقبلية وما هي بكثيرة على معاوية ولا بغريبة عليه فمعاوية بن أبي سفيان وابن هند بنت عتبة وهو وريث قومه وأشبه شيء بهم في بعد روحه عن حقيقة الإسلام ؛ لقد كان معاوية في فعله هذا مدفوعا بدافع الجاهلية العمياء وبدافع العصبية القبلية التي شجبها الإسلام فقد اعتبر المواهب والكفاءة والعلم والجدارة فيمن يتولى شؤون الحكم والغى جميع الاعتبارات التي لا تمت لذلك فقد صح عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال : من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمّر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم , ولكن معاوية الذي برئ من الإسلام راح يعمل بوحي من جاهليته الى الانتقام من الإسلام والى تمزيق صفوف المسلمين فعمد الى جعل الخلافة الى ولده الفاسق الأثيم يزيد وقد صور فسقه ومجونه الشاعر العبقري الاستاذ الكبير بولس سلامة بقوله :
وترفق بصاحب العرش مشغو لا عن الله بالقيان الملاح
ألف الله أكبر لا يساوي بين كفي يزيد نهلة راح
تتلظى في الدنان بكرا فلم تدنس بلثم ولا بماء قراح
وقال فيه عبد الله بن حنظلة الصحابي العظيم المنعوت بالراهب قتيل واقعة الحرة : والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء إنه رجل ينكح الامهات والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة والله لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت لله فيه بلاء حسنا ؛ وقال فيه المنذر بن الزبير لما قدم المدينة : إن يزيد قد أجازني بمائة الف ولا يمنعني ما صنع بي أن أخبركم خبره والله إنه ليشرب الخمر والله إنه ليسكر حتى يدع الصلاة , وقال ابن فليح إن أبا عمرو بن حفص وفد على يزيد فأكرمه وأحسن جائزته فلما قدم المدينة قام الى جنب المنبر وكان مرضيا صالحا فخطب الناس فقال لهم : ألم أحب؟ ألم أكرم؟ والله رأيت يزيد بن معاوية يترك الصلاة مسكرا ؛ لقد كان معاوية يعلم فسق ولده وارتكابه للموبقات وادمانه على شرب المسكر وتركه للصلاة وقد أدلى بذلك في كتابه الذي ندد فيه بأفعاله فقد جاء فيه ما نصه : بلغني أنك اتخذت المصانع والمجالس للملاهي والمزامير كما قال تعالى : أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخالدون وأجهرت الفاحشة حتى اتخذت سريرتها عندك جهرا ؛ اعلم يا يزيد ان أول ما سلبكه السكر معرفة مواطن الشكر لله على نعمه المتظاهرة وآلائه المتواترة وهي الجرحة العظمى والفجعة الكبرى : ترك الصلوات المفروضات في أوقاتها وهو من أعظم ما يحدث من آفاتها ثم استحسان العيوب وركوب الذنوب وإظهار العورة وإباحة السر فلا تأمن نفسك على سرك ولا تعتقد على فعلك .
ومع علمه بمروق ولده عن الدين واستحلاله لما حرّم الله واغراقه في الشهوات كيف يمكنه من رقاب المسلمين ويفرضه حاكما عليهم إنه بذلك مدفوع بدافع الحقد على الإسلام وبدافع العصبية الجاهلية التي أترعت بها نفسه الشريرة.
لقد أجاهد معاوية نفسه في فرض يزيد حاكما على المسلمين فقد ظل سبع سنين يروض الناس ويعطي الأقارب ويدني الأباعد من أجل ذلك ولما هلك زياد وكان كارها لبيعة يزيد أظهر عهدا مفتعلا عليه فيه عقد الخلافة ليزيد من بعده وهكذا اعتمد على جميع الوسائل التي لم يألفها المسلمون ولم يقرها الدين فى سبيل جعل الملك في بني أميّة وتحويل الخلافة عن مفاهيمها الخلاقة الى الملك العضوض ؛ وقد جرت تلك المقدمات التي عملها معاوية فى حياة الإمام الحسن (عليه السلام) ولكنه لم يعلن البيعة الرسمية ليزيد إلا بعد اغتياله للإمام .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|