المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الجهر والإخفات
2024-08-08
“Short” vowels DRESS
2024-06-22
عداد جايجر Geiger - Muller Counter
21-12-2021
لقاء الحسين بالفرزدق
16-3-2016
[تعمير قبر أمير المؤمنين]
27-10-2015
Aleksandr Gennadievich Kurosh
12-10-2017


أزلية عداوات الامويين للهاشميين  
  
3475   01:02 صباحاً   التاريخ: 5-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2، ص9-14
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

العداوات والتباغض بين الأفراد والقبائل والجماعات غريزة بعيدة المدى في طبيعة البشر من أول عهده وبدء وجوده على هذه الكرة من عهد هابيل وقابيل مستمرة في جميع الاجيال إلى هذا الجيل ومنشأ العداوة وبواعثها غالبا هو التنافس والتعالي والانانية التي تدفع إلى حب الأثرة والغلبة والسيطرة والاستيلاء على مال أو جاه أو ولاية وإمرة وانكى العداوات التي تبعث عن ترة وطلب ثار وغسل عار وللتشفى والانتقام ولكن اسوأ العداء أثرا وأبعده مدى والذي يستحيل تحويله ولا يمكن زواله هو عداوة الضدية الذاتية والمباينة الجوهرية كعداوة الظلام للنور والرذيلة للفضيلة والقبح للحسن والشر للخير وامثال ذا فان هذا العداء والتنافر يستحيل من أن يزول إلا بزوال احدهما إذ كل يضاد الآخر في اصل وجوده وطباع ذاته وكل واحد يمتنع على الآخر فلا يجتمعان ولا يرتفعان فالذوات الشريرة بذاتها وفي جوهرها تضاد الذوات الخيرة وتعاديها وكل واحد من هذين المتضادين المتعاندين يجد ويجتهد في ازالة الآخر ومحوه من الوجود كالنور والظلام لا يجتمعان في محل واحد أبدا وكل منهما بطباعه يتنافى مع الآخر ويعاديه وكالفضيلة والرذيلة في الانسان وعلى هذا الطراز ومن هذا النوع عداوة بنى هاشم وبنى أمية عداوة جوهرية ذاتية يستحيل تحويلها ويمتنع زوالها عداوة الظلام للنور والشر للخير والخبيث للطيب ويعرف كل واحد منهما بثماره وآثاره وقديما قيل : من ثمارهم تعرفونهم فالشجرة لا تعرف إلا من ثمرها أنها خبيثة أم طيبة والانسان لا يعرف خبثه وطيبه إلا من أعماله وملكاته وخصاله , أولد عبد مناف هاشما وعبد شمس ونشب العداء بينهما منذ نشا وشبا لا لشيء سوى اختلاف الجوهرين وتباين الذاتين ثم استشرى الشر واتسعت عدوى العداء بين القبيلين بحكم الوراثة وكان لكل واحد من هذا القبيل ضد له من القبيل الآخر فعدوه بالنسب هاشم وعبد شمس وعبد المطلب وأمية وأبو طالب وحرب ومحمد (صلى الله عليه واله) وأبو سفيان ما اشرقت أول بارقة من اشعة الاسلام وما اعلن البشير النذير بدعوة التوحيد إلا وثارت نعرة الشرك والوثنية لطمس أنوار الاحدية وقام بحمل معاول المعارضة والهدم لما يبنيه ويتبناه منقذ البشرية من مخالب الوحشية قام بها ثالوث الجبت والطاغوت أبو جهل وأبو لهب وأبو سفيان وكان الثالث زعيم الحزب الأموي أشدهم مناوئة للاسلام ومحاربة له نصبوا كل الحبائل وتوسلوا بجميع الوسائل لاخفات صوته واخماد ضوئه واعملوا كل بأس وسطوة في مقاومة تلك الدعوة حتى الجأت جماعة ممن تدين بها فهاجروا إلى الحبشة وتحمل النبي واصحابه من الاضطهاد والأذى أكثر من عشر سنين حتى اضطر إلى الجلاء من وطنه ووطن آبائه ومركز عزه فهاجر إلى يثرب فطارده أبو سفيان وتلاحقه إلى دار هجرته وما رفعت راية حرب على الاسلام إلا وبنو أمية وزعيمهم أبو سفيان قائدها ورافعها يلهب نارها ويثير غبارها ويتربص بإخماد ذلك النور الدوائر ويهيج نعرة القبائل إلى أن فتح الله الفتح المبين وأمكن الله نبيه من جبابرة قريش وملكهم عنوة فصاروا عبيدا وملكا بحكم قوانين الحرب والاستيلاء على المحاربين بالقوة والسلاح ولكنه (سلام الله عليه) أطلقهم وعفا عنهم وقال لهم : اذهبوا فأنتم الطلقاء واكتفى منهم بظاهر الاسلام واطلاق لسانهم بالشهادتين وقلوبهم مملوءة بالكفر والحقد على الاسلام يتربصون الفرص لمحو سطوره وقلع جذوره ما اسلموا بل استسلموا ولما وجدوا اعوانا على الاسلام وثبوا , ما تغير شيء من نفسيات أبى سفيان وبنى أميه بعد دخولهم في حظيرة الاسلام قلامة ظفر إنما تغير وضع المحاربة وكيفية الكفاح والمقاومة دخل أبو سفيان ومعاوية في الاسلام ليفتكوا في الاسلام ويكيدوا له والعدو الداخل أقدر على الكيد والفتك من العدو الخارج وهذه العداوة ذاتية متأصلة والذاتي لا يزول وليست هي من تنافس على مال أو تزاحم على منصب أو جاه بل هي عداوة المبادئ عداوة التضاد الطبيعي والتنافر الفطري عداوة الظلام للنور والضلال للهدى والباطل للحق والجور للعدل ولذا بقى بنو أمية على كفرهم الداخلي ومكرهم الباطني مع عدادهم في المسلمين وتمتعهم بنعم الاسلام وبركاته لكن لم يمس الاسلام شعرة من شعورهم ولا بلّ ريشة من اجنحتهم كالبط يعيش طول عمره في الماء ولا يبل الماء ريشة منه فيما يقولون نعم أقروا باسلامهم حقنا لدمائهم وتربصا لسنوح الفرصة لهدم عروش الاسلام وقواعده حتى إذا أدلى من كانت له السلطة بالخلافة إلى أول خليفة منهم طاروا فرحا وأعلنوا ببعض ما كانت تكنه صدورهم فجمعهم أبو سفيان وقال : تلقفوها يا بنى أمية تلقف الكرة فو الذي يحلف به أبو سفيان ما من جنة ولا نار , ثم أخذوا زمام الخليفة الأموي بأيديهم وصاروا يقودونه كالجمل الذلول حيث شاءوا فاتخذوا مال المسلمين دولا وعباد الله خولا وانتفضت بلاد المسلمين من جميع أقطارها عليه وعليهم إلى أن حاصروه في داره وضايقوه على أن يخلع نفسه من الخلافة ويجعلها شورى بين المسلمين فتقاعس وتصلب أولا ثم لما اشتد الحصار عليه وحبسوا عنه حتى الماء والطعام تراخت اعصابه ووهنت اطنابه وحاول أن يخمد نار الفتنة بخلع نفسه اجابة للثائرين الذين شددوا الحصار فاحس بنو أمية وقيادتهم يومئذ بيد مروان في المدينة ومعاوية في الشام بأن صاحبهم إذا خلع نفسه فسوف يفلت الحبل من ايديهم وقد غلط الدهر أو غلط المسلمون غلطة يستحيل أن يعودوا لمثلها أبدا وبأي سابقة أو مكرمة لبني أمية أو جهاد في الاسلام يستحقون أن تكون خلافة المسلمين في واحد منهم وهم اعداء الاسلام وخصومه في كل موقف من مواقفه وفي كل يوم من ايامه أدرك كل ذلك مروان ومن معه من حزبه فتواطئوا مع زعيمهم بالشام أن يجهزوا على صاحبهم فيقتلوه قبل أن يخلع نفسه وقبل أن يفلت حبل الحيلة من أيديهم نعم يقتلونه ويتخذون قتله ذريعة إلى مطالبة فئة من المسلمين بدمه ويتظاهرون لسائر المسلمين بأنه قتل مظلوما ولا بد من الأخذ بثاره فيكون أقوى وسيلة إلى استرجاع الخلافة إليهم ولو لا قتل عثمان وقميص عثمان لما صارت الخلافة إلى معاوية ومروان وابناء مروان ولكان من المستحيل أن يحلموا بها في يقظة أو منام ولكن جاءت صاحبهم الاول من غير ثمن وقد دفعها إليه من قبله دفعا نعم اراد السابق أن يحولها عن بني هاشم إلى خصومهم الألداء بني أمية ففتل حبل الشورى وابرمه بحيث تصير الخلافة لا محالة إلى عثمان وما اكتفى بذلك حتى نفخ روح الطموح إليها في نفس معاوية الطليق ابن الطليق وهو وأبوه اكبر الاعداء الألداء للاسلام كان كل سنة يحاسب عماله ويصادر أموالهم ويعاملهم بأشد الأحوال إلا معاوية تتواتر الاخبار لديه بأن معاوية يسرف في صرف أموال المسلمين ويلبس الحرير والديباج فيتغاضى عنه بل يعتذر له ويقول : ذاك كسرى العرب مع أن معاوية كان من الضعة والفقر والهوان بأقصى مكان كان من الصعاليك الساقطين في نظر المجتمع حتى أن أحد أشراف العرب وفد على النبي (صلى الله عليه واله) , ولما أراد الخروج أمر النبي (صلى الله عليه واله) معاوية أن يشيعه إلى خارج المدينة وكان الحر شديدا والأرض يغلى رملها ويفور ومعاوية حافي القدمين فقال للوافد الذي خرج في تشييعه : اردفني خلفك.

قال : أنت لا تصلح أن تكون رديف الأشراف والملوك!.

فقال : ألا فاعطني نعليك اتقى بهما حرارة الشمس.

قال : أنت احقر من ان تلبس نعلى.

فرده قائلا : ما أصنع وقد احترقت رجلاي؟

قال : امشى في ظل ناقتي ولا تصلح لأكثر من هذا!!

تعسا لك يا زمان وأف لك يا دهر هذا الصعلوك النذل صار أو صيروه كسرى العرب!!! نعم معاوية ومروان هما اللذان دبرا الحيلة في قتل عثمان ومكنوا الثائرين من قتله وقضية الجيش الذي أرسله معاوية من الشام إلى المدينة ووصيته له بأن لا يدخل المدينة حتى يقتل عثمان تشهد لذلك وهي مشهورة , نعم وقد اعانهم على قتله أيضا احدى زوجات النبي التي كانت تهرج على عثمان وتصرخ في النوادي اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا ثم بعد أن امتثلوا أمرها وقتلوه ثارت أو أثاروها إلى الطلب بدمه وكانت من جراء ذلك واقعة الجمل التي ذهب ضحيتها عشرون الفا من المسلمين وفتحت باب الحروب بين أهل القبلة وقال أحد شعراء ذلك العصر يخاطبها ويؤنبها

وأنت البلاء وأنت الشقاء           وأنت السحاب وأنت المطر

وأنت أمرت بقتل الامام                    وقلت لنا إنه قد كفر

 

وقال الآخر :

جاءت مع الأشقين في هودج         تزجى إلى البصرة أجنادها

كأنها في فعلها هرة                      من جوعها تأكل أولادها

 وهذه النكات التي رشح القلم بها هنا وهي من أسرار دقائق التأريخ والتي قلّ من تنبه لها إنما جاءت عفوا وما كانت من القصد في شيء إنما المقصود بالبيان ان معاوية وأبا سفيان لما بهرهما الاسلام وقهرهما على الدخول فيه حفظا لحوبائهما من التلف أظهرا الاسلام صورة واضمرا الكيد والفتك به سريرة وبقيا يتربصان فكلما سنحت فرصة لذلك ظهرت ركيزتهم في اقوالهم وفي اعمالهم .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.