أن الرصيف القاري في جنوب المحيط الأطلسي يكاد يكون مختفيا، ونلاحظ أن البحار الهامشي في هذا الجزء لا وجود لها أيضا، أما سواحل أوروبا فأجزاء كثيرة منها غاطسة، وقد نتج عن ذلك وجود كثير من البحار المتعمقة في أجزاء من سواحل القارة، وأهم هذه البحار بحر بلطيق Baltic وبحر الشمال والبحر المتوسط وفروعها المختلفة، والاثنان الأولان يتميزان بالضحالة، حيث لا يزيد العمق على ١٠٠ قامة، والمضايق التي تفصل بين الجزر الدنمركية في بحر بلطيق يصل عمقها إلى ١١ قامة فقط , ويمثل البحر المتوسط بشعبِه المختلفة أشباه الجزر الممتدة فيه والجزر المبعثرة في أنحائه المختلفة تكوينا معقدا للغاية ينتمي للحركة الالتوائية الألبية التي حدثت في الزمن الثالث الجيولوجي.

ويصل العمق في مضيق جبل طارق إلى ٢٠٠ قامة، ويصل العمق في بعض أجزاء البحر المتوسط إلى ٢٠٠٠ قامة وأكثر أجزائه عمقا يصل إلى ٢٥٣٣ قامة، ويوجد بين جزيرة كريت واليونان, وفي البحر الأسود يصل العمق إلى ١٢٢٧ قامة، ويفصل بينه وبين البحر المتوسط عدد من المضايق والبحار الصغيرة مثل بحر مرمرة Marmara ومضيقي البوسفور Bosphorus والدردنيل Dardanelles.

ويزداد العمق في البحر الأدرياتي Adriatic sea وهو أحد فروع البحر المتوسط، فهو يتكون من انخفاض طولي ضيق يقع محصورا بين جبال أبنين Apennines الإيطالية وجبال الألب الدينارية Dinaric Alps في يوغوسلافيا واليونان من الناحية الأخرى, وتكوين هذه المنطقة على هذه الصورة نتج عن التواءات كبرى تمت في الزمن الثالث الجيولوجي، وقد أثرت تلك الحركة في كل شبه جزيرة البلقان وكذلك منطقة في بحر إيجة والبحر الأسود.

وفي المحيط الأطلسي توجد بعض البحار الهامشية في منطقة السواحل الأمريكية، فخليج هدسن Haudson Bay وخليج بافن Baffin Bay لا يزيد عمقها عن 100 قامة. كما يكون مضيق ديفنز Davis strait بين جزيرة جرينلندة وجزيرة بافن جزءا ضحلا يصل بين المحيط الأطلسي ومحيط القطب الشمالي. ومتوسط العمق في هذا الجزء ١١٢ قامة، أما في خليج المكسيك فالعمق يصل إلى ٢٠٨٠ قامة وفي منطقة البحر الكاريبي يوجد عدد من السلاسل البحرية والأحواض والمنخفضات العميقة التي منها منخفض بارتلت Bartlett ويصل عمقه الى 3937 قامة.