أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-05-2015
7306
التاريخ: 29-09-2015
5633
التاريخ: 27-11-2015
6230
التاريخ: 26-11-2015
5556
|
قال تعالى : {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } [فاطر : 11] .
قام المفسّرون ببحوث مختلفة بما يتناسب مع البحث الوارد في هذه الآيات حول إطالة وإقصار العمر بأمر الله ، وذلك بما يتوافق مع الروايات الواردة في هذا الخصوص .
طبيعي أنّ هناك سلسلة من العوامل الطبيعية التي تؤثّر على طول أو قصر العمر ، والتي أصبح أكثرها معروفاً عند الناس ، كالتغذية الصحيحة بعيداً عن الإفراط والتفريط ، العمل وإدامة الحركة ، تحاشي المواد المخدّرة ، والإدمانات الخطرة والمشروبات الكحولية ، الإبتعاد عن المهيّجات المستمرة ، التمسّك بإيمان قوي يساعد الإنسان على العيش باطمئنان وهدوء في الملمّات ، ويعطيه القدرة على مواجهة ذلك .
وإضافة إلى ذلك ، فإنّ هناك عوامل اُخرى غير واضحة الإرتباط ظاهراً بقضيّة طول العمر ، ولكن الروايات أكّدت عليها ، وكنموذج نورد الروايات التالية :
أ ـ عن الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال : «إنّ الصدقة وصلة الرحم تعمران الديار وتزيدان في الأعمار» (1) .
ب ـ وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال : «من سرّه أن يبسط في رزقه وينسىء له في أجله فليصل رحمه» (2) .
ج ـ وفيما يخصّ بعض المعاصي مثل الزنا وأثرها في تقصير عمر الإنسان نقرأ في الرواية المشهورة عن الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «يا معشر المسلمين إيّاكم والزنا فإنّ فيه ستّ خصال ، ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة ، أمّا التي في الدنيا فإنّه يذهب بالبهاء ، ويورث الفقر ، وينقص العمر» (3) .
د ـ عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال : «البر وصدقة السرّ ينفيان الفقر ويزيدان في العمر ، ويدفعان عن سبعين ميتة سوء» (4) .
كذلك فقد وردت الإشارة إلى المعاصي والذنوب الاُخرى كالظلم ، بل مطلق المعاصي .
بعض المفسّرين الذين لم يتمكّنوا من التفريق بين «الأجل المحتوم» و «الأجل المعلّق» اعترضوا على مثل هذه الأحاديث واعتقدوا بأنّها مخالفة لنصّ القرآن وأنّ عمر الإنسان له حدّ ثابت لا يتغيّر (5) .
توضيح المسألة : ـ لا شكّ أن للإنسان أجلا محتوماً وأجلا معلّقاً .
الأجل المحتوم الذي هو نهاية إستعداد الجسم للبقاء ، وبحلوله ينتهي كلّ شيء بأمر الله .
الأجل المعلّق أو المخروم الذي ينتفي بانتفاء شرائطه ، مثلا إنسان ينتحر فلو أنّه لم يقم بتلك الكبيرة فإنّه سيبقى لسنوات اُخرى يواصل حياته . أو أنّه نتيجة تعاطي المشروبات الكحولية والمواد المخدّرة وممارسة الشهوات بدون قيد أو شرط ، يفقد الجسم قدراته في مدّة قصيرة . في حال أنّه بالإبتعاد عن هذه الاُمور يستطيع أن يعيش لسنوات طويلة اُخرى .
هذه اُمور قابلة للإدراك والتجربة بالنسبة إلى الجميع ، ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك . كذلك فإنّه فيما يخصّ الأقدار فإنّ هناك اُموراً ترتبط بالأجل المخروم ، وهي أيضاً غير قابلة للإنكار .
وعليه فإذا ورد في الروايات أنّ الإنفاق في سبيل الله أو صلة الرحم تطيل العمر وتدفع أنواعاً من البلاء ، فهي في الحقيقة تقصد هذه العوامل .
وإذا لم نفصل بين الأجل المخروم والأجل المحتوم لا يمكننا إدراك كثير من الامور المتعلّقة بالقضاء والقدر ، وتأثير الجهاد والسعي والعمل الدائب في الحياة ، وسوف تبقى هذه الاُمور غير قابلة للحلّ .
هذا البحث يمكن توضيحه بمثال واحد بسيط وهو الآتي :
لو اشترى أحدهم سيارة جديدة بحيث يتوقّع من صناعتها أن تدوم عشرين عاماً ، بشرط المحافظة عليها وصيانتها ، وفي هذه الحالة فإنّ الأجل الحتمي لهذه السيارة هو عشرون عاماً ، ولكن لو لم تتحقّق لها الصيانة المطلوبة وقام صاحبها بتسليمها إلى أشخاص لا مبالين وغير عارفين بقيادة السيارات ، أو أن يحملها فوق طاقتها ، أو أن يقودها بعنف في طرق وعرة يومياً ، فإنّ أجلها المحتوم ذلك يمكن أن يهبط إلى النصف أو العشر ، وذلك هو الأجل المخروم ، ونحن نعجب كيف أنّ بعض المفسّرين لم يلتفتوا إلى هذه القضية الواضحة .
_______________________
1 . تفسير نور الثقلين ، ج4 ، ص354-355 .
2 . تفسير نور الثقلين ، ج4 ، ص354-355 .
3 . المصدر السابق .
4 . سفينة البحار ، ج2 ، ص23 ، مادة صدفة .
5 . تفسير روح المعاني ، ج22 ، ص164 ، ذيل الاية مورد البحث .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|