أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2016
4008
التاريخ: 13-4-2016
7915
التاريخ: 2-4-2016
3792
التاريخ: 20-10-2015
4160
|
سلوك الإمام زين العابدين (عليه السلام) مع أبنائه قد تميز بالتربية الإسلامية الرفيعة لهم فغرس في نفوسهم نزعاته الخيرة و اتجاهاته الإصلاحية العظيمة و قد صاروا بحكم تربيته لهم من المع رجال الفكر و العلم و النضال في الإسلام فكان ولده الإمام محمد الباقر (عليه السلام) من أشهر ائمة المسلمين و من أكثرهم عطاء للعلم و هو صاحب المدرسة الفقهية الكبرى التي تخرج منها كبار الفقهاء و العلماء أمثال ابان بن تغلب و زرارة بن أعين و غيرهما ممن اضاءوا الحياة الفكرية في الإسلام عبد الله الباهر فقد كان من أبرز علماء المسلمين في فضله و سمو منزلته العلمية و قد روى عن أبيه علوما شتى و كتب الناس عنه ذلك أما ولده زيد فقد كان من أجلّ علماء المسلمين و قد تخصص في علوم كثيرة كعلم الفقه و الحديث و التفسير و علم الكلام و غيرها و هو الذي تبنى حقوق المظلومين و المضطهدين و قاد سيرتهم النضالية في ثورته الخالدة التي نشرت الوعي السياسي في المجتمع الإسلامي و ساهمت مساهمة ايجابية و فعالة في الإطاحة بالحكم الأموي .
و زود الإمام زين العابدين (عليه السلام) أبناءه ببعض الوصايا التربوية التي هي خلاصة تجاربه في هذه الحياة لتكون منهجا يسيرون عليها و فيما يلي بعض وصاياه.
1- أوصى (عليه السلام) بعض ابنائه بهذه الوصية القيمة التي القت الأضواء على الأصدقاء و الأصحاب و الزمت بالاجتناب عمن يتصف منهم بالنزعات الشريرة خوفا من سريان العدوى و التلوث إلى من يصادقهم و هذا نص وصيته:
يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم و لا تحادثهم و لا ترافقهم في طريق فقال له ولده: من هم؟ قال (عليه السلام) إياك و مصاحبة الكذاب فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد و يبعد لك القريب و إياك و مصاحبة الفاسق فإنه بايعك بأكلة أو أقل من ذلك و إياك و مصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله و أنت أحوج ما تكون إليه و إياك و مصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك و إياك و مصاحبة القاطع لرحمة فإني وجدته ملعونا في كتاب اللّه .
إن مزاملة هؤلاء الأصناف تجر الويل و الخسران و تعود بالأضرار البالغة على من يصادقهم و ما أكثر هؤلاء الأصناف في المجتمع قديما و حديثا و ما اندر الأزكياء و الأصفياء الذين ينتفع بمصاحبتهم.
2- و من جملة وصاياه الرفيعة لأبنائه هذه الوصية الحافلة بالنصائح الجليلة و هذا نصها: يا بني اصبر على النائبة و لا تتعرض للحقوق و لا تجب أخاك إلى شيء مضرته عليك اعظم من منفعته لك .
لقد أوصى الإمام الحكيم ولده بالصبر على النوائب و الأحداث التي تداهمه و عدم الانهيار أمامها فإن ذلك مما يؤدي إلى تماسك الشخصية و صلابتها كما أوصى (عليه السلام) بعدم التعرض و التعدي على حقوق الناس فإن ذلك اضمن لسلامة الشخص من الاعتداء عليه و مقابلته بالمثل كما أوصاه بعدم اجابة الصديق إلى أمر يعود عليه بالضرر و الخسران.
3- و من وصاياه لبعض أولاده هذه الوصية الرائعة و هي: يا بني إن اللّه لم يرضك لي فأوصاك بي و رضيني لك فحذرني منك و اعلم أن خير الآباء للأبناء من لم تدعه المودة إلى التفريط فيه و خير الأبناء للآباء من لم يدعه التقصير إلى العقوق له .
و حفلت هذه الوصية بالنقاط التالية:
أ- إن الأبناء لا يكنون في أعماق نفوسهم لآبائهم من المودة و العطف مثل ما يكنه الآباء لهم و لذلك أكد تعالى في غير آية من كتابه المجيد بلزوم رعايتهم و طاعتهم.
ب- إن اللّه تعالى حذر الآباء من أبنائهم من مصادر الفتنة و الشقاء لهم.
ج- إن التربية الناجحة للأبناء هي أن لا يفرط الآباء بالمودة و الحنان لهم فإن ذلك مما يؤدي إلى ضعف شخصية الطفل و عدم استطاعته على الصمود أمام الأحداث و قد أكد هذه الظاهرة علماء التربية و النفس.
د- إن أفضل الأبناء هم الذين يقومون بخدمة آبائهم و الإحسان إليهم و بذلك يخرجون من حدود التقصير و العقوق لهم.
4- و من وصاياه القيمة هذه الوصية التي خص بها ولده الإمام الباقر (عليه السلام) و قد حذره فيها من مصاحبة الأحمق و قد جاء فيها: يا بني إياك من مصاحبة الأحمق أو تخالطه و اهجره و لا تحادثه فإن الأحمق هجنة عياب غائبا كان أو حاضرا إن تكلم فضحه حمقه و إن سكت قصر به عيه و إن عمل أفسد و إن استرعى اضاع لا علمه من نفسه يغنيه و لا علم غيره ينفعه و لا يطيع ناصحه و لا يستريح مقارنه تود أمه أنها ثكلته و امرأته انها فقدته و جاره بعد داره و جليسه الوحدة من مجالسته إن كان اصغر من في المجلس أعنى من فوقه و إن كان أكبرهم أفسد من دونه .
لقد عرض الإمام (عليه السلام) إلى لزوم الابتعاد عن الأحمق و ذلك لما في الاتصال به من المضاعفات السيئة التي تجر الويل و العطب و قد أدلى (عليه السلام) بعيوب الأحمق و نقائصه.
5- و من وصاياه الرائعة التي نصح بها ابناءه هذه الوصية: جالسوا أهل الدين و المعرفة فإن لم تقدروا عليهم فالوحدة آنس و اسلم فإن ابيتم إلا مجالسة الناس فجالسوا أهل المروءات فإنهم لا يزمتون في مجالسهم .
هذه بعض وصاياه التربوية لأبنائه و قد وضع فيها المناهج السليمة لسلوكهم و مسيرتهم في هذه الحياة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|