المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

Homotopy Axiom
12-5-2021
حكم غسل المرأة تموت وليس هناك إلّا الاجنبي
22-12-2015
فن التربية بالمواقف والأحداث
14-11-2017
Acronyms
18-2-2022
التشريح الداخلي للحشرات
17-1-2016
مأساة المسلمين  بعد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) وتبلور علوم القرآن
8-11-2020


[من كلام السجاد]  
  
3559   03:13 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص95-96.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2016 5298
التاريخ: 13-4-2016 4402
التاريخ: 13-4-2016 4547
التاريخ: 15-04-2015 2993

أدلى الإمام (عليه السلام) بما ينجي المؤمن قال: ثلاث منجيات للمؤمن كف لسانه عن الناس و عن اغتيابهم و شغله بما ينفعه لدنياه و آخرته و طول بكائه على خطيئته .

و قصّ الإمام (عليه السلام) على أصحابه مجموعة من سنن الأنبياء و حكمهم و قضاياهم ليهتدوا بسيرتهم و يستنيروا بسلوكهم و في ما يلي بعض ما أثر عنه , روى الزهري أن الإمام زين العابدين (عليه السلام) قال: كان آخر ما أوصى به الخضر لموسى بن عمران أنه قال: لا تعيرن أحدا بذنب و إن أحب الأمور إلى اللّه عز و جل ثلاثة: القصد في الجدة و العفو في المقدرة و الرفق بعباد اللّه و ما رفق أحد بأحد في الدنيا إلّا رفق اللّه عز و جل به يوم القيامة و رأس الحكمة مخافة اللّه .

ما أروع معاني هذه الحكمة!! و ما اسمى مقاصدها فقد أوصت بكل ما يسعد به الانسان و يشرفه على كل كائن حي.

و حكى الإمام (عليه السلام) لأصحابه إحدى مناجاة اللّه تعالى مع نبيه موسى (عليه السلام) قال: أوحى اللّه إلى موسى: حببني إلى خلقي و حبب خلقي إلي فقال موسى: يا رب كيف أفعل؟ قال: ذكرهم آلائي و نعمائي ليحبوني فلا ترد آبقا عن بابي أو ضالا عن فنائي. إن ذلك أفضل لك من عبادة مائة سنة يصام نهارها و يقام ليلها قال موسى: من هذا العبد الآبق منك؟ قال اللّه: المتمرد قال: فمن الضال عن فنائك؟ قال: الجاهل بإمام زمانه و الغائب عنه بعد ما عرفه الجاهل بشريعة دينه تعرفه شريعته و ما يعبد به ربه تعالى و يتوصل به إلى مرضاته‏ .

لقد حث الإمام (عليه السلام) بهذا الحديث الدعاة إلى اللّه تعالى على بذل المزيد من الجهود لأنقاذ الناس من معاصي اللّه و ترغيبهم في طاعته و أن لا ينفروهم من ذلك و إن عملهم في هذا السبيل من أفضل الطاعات و أحبها للّه.

و نقل الإمام لأصحابه حكمة مشرقة من حكم الانجيل قال: مكتوب في الانجيل لا تطلبوا علم ما لا تعملون و لما تعملوا بما علمتم فإن العلم إذا لم يعمل به لم يزد صاحبه إلا كفرا و لم يزدد من اللّه إلا بعدا .

لقد دعا الإمام (عليه السلام) إلى العمل بالعلم و أنه ليس من الحق في شي‏ء أن يعلم الانسان شيئا و لا يعمل به فإن ذلك لا يزيده إلا بعدا من اللّه‏

و حكى الإمام (عليه السلام) لأصحابه قصة موسى مع عابد قال: مر موسى برجل رافع يده إلى السماء يدعو اللّه تعالى فغاب سبعة أيام ثم رجع إليه فرآه رافعا يده إلى السماء فقال موسى: يا رب هذا عبدك رافع يده إليك يسألك المغفرة منذ سبعة أيام لا تستجيب له؟ فأوحى اللّه إليه: يا موسى لو دعاني حتى تسقط يداه و ينقطع لسانه ما استجبت له حتى يأتيني من الباب الذي أمرته به‏  .

أما هذا الحديث فيدعو كل انسان يتوجه بعبادته إلى اللّه أن يسلك في طاعته من الأبواب التي عينها و لا يتعثر في سلوكه و طريقه.

قال الإمام (عليه السلام): سأل موسى بن عمران ربه تعالى: من أهلك الذين تظلهم بظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك؟ فأوحى إليه سبحانه و تعالى: الطاهرة قلوبهم و التربة أيديهم الذين يذكرون جلالي و الذين يكتفون بطاعتي كما يكتفي الصغير باللبن و الذين يأوون إلى مساجدي كما تأوي النسور إلى أوكارها و الذين يغضبون لمحارمي إذا استحلت مثل النمر إذا حرد .

إن هذه الجماعة المؤمنة بربها من خيرة البشر في طهارة قلوبها و في سلامة ضمائرها و نياتها فقد اتجهت بقلوبها و عواطفها نحو اللّه لا ترى غيره و لا تؤمن إلا به و اللّه يجازيهم على ذلك فيظلهم بظله و يشملهم بلطفه و يخصهم بفضله .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.