المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



متارك حكومة عثمان  
  
4012   01:42 صباحاً   التاريخ: 25-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص391-394.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

[قال باقر شريف القرشي : ] تركت حكومة عثمان كثيراً من المضاعفات السيّئة التي امتحن بها المسلمون أشدّ الامتحان فقد أشعلت نار الفتن في جميع أنحاء البلاد وجرّت للمسلمين الويلات والخطوب ونتحدّث بإيجاز عن الأحداث الكبرى التي مُني بها العالم الإسلامي من جرّاء حكومته وهي :

1 ـ إنّ حكومة عثمان قد عمدت إلى التهاون في احترام القانون وتجميد السلطة القضائية فإنّ أفراد الاُسرة الاُموية قد جافوا في كثير من تصرّفاتهم وسلوكهم الأحكام الدستورية وكان موقف عثمان معهم يتّسم بالميوعة والتسامح فلم يتخذ معهم أيّ إجراء حاسم وإنما كان مسدّداً لهم ومتأوّلاً لأخطائهم كما ألمعنا إلى ذلك في البحوث السابقة وكان من النتائج المباشرة لذلك شيوع الفوضى في السلوك وفساد الأخلاق والتمرّد على القانون.

2 ـ إنّ حكومة عثمان لم تتخذ الحكم وسيلة من وسائل الإصلاح الاجتماعي وإنما اتخذته وسيلة للإثراء والاستغلال والسيطرة على الشعوب مما أهاب بكثير من الفئات أن ينظروا إلى الحكم بأنه مغنم وسبب للتمتع بنِعَم الدنيا وخيراتها وقد أدّى ذلك إلى تهالك الجماعات والأفراد نحو الملك والسلطان فطلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص وغيرهم لم يكونوا ينشدون أيّ هدف إنساني أو اجتماعي في تمرّدهم على حكومة الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وإنما كانوا هائمين في طلب الإمرة والخلافة وأعقب عصيانهم بلبلة الروح الدينية وزعزعة الإيمان في النفوس وانتشار الأحزاب النفعية التي حالت بين المجتمع الإسلامي وبين حكومة القرآن.

3 ـ خلقت حكومة عثمان طبقة ارستقراطية أشاعت الترف والبذخ وتهالكت على اللذّة والمجون وكان من بينها الاُسر القرشية التي غرقت بالأموال وحارت في صرفها في حين أنّ الأوساط الاجتماعية كانت تعاني الضيق والحرمان ؛ ممّا أدّى إلى ثورة المصلح الكبير أبي ذر صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على الرأسمالية القرشية التي جُمعت بغير وجه مشروع ومطالبته بتأميمها وإرجاعها إلى الخزينة المركزية ؛ لتنفق على تطوير الحياة الاقتصادية وتنمية الدخل الفردي وإذابة الفقر والحاجة في جميع القطاعات الشعبية حسب ما يريده الإسلام.

4 ـ عملت حكومة عثمان على إحياء العصبية القبلية التي حاربها الإسلام فقد جهد عثمان على تقوية اُسرته وبسط نفوذها وحمايتها من القانون ومنحها جميع أسباب القوة ؛ مما أدّى إلى تكتّل الاُسر العربية وشيوع النعرات الجاهليّة من الافتخار بأمجاد الآباء والاعتزاز بالأنساب .

5 ـ تطلّع النفعيِّين إلى الوصول إلى الحكم والاعتماد على قوّة السيف من دون أن يعنى بإرادة الاُمّة.

يقول يوليوس فلهوزن : فمنذ ذلك الحين صار للسيف القول الفصل في أمر رئاسة الحكومة التيوقراطية وفتح باب الفتنة ولم ينسد بعد ذلك أبداً سدّاً تامّاً ولم يمكن ذلك الحين المحافظة على وحدة ممثلة في شخص إمام على رأس الجماعة إلاّ في الظاهر على الأكثر وبالقوة والقهر؛ فالحقيقة أنّ الجماعة قد انشقّت وتفرّقت شيعاً وأحزاباً كل منها يحاول أن يفرض سلطانه السياسي وأن يلجأ للسيف تأييداً لإمامه على الإمام الحاكم بالفعل ؛ لقد انتشرت الأطماع السياسية وتهالك النفعيّون على الوصول إلى كرسي الحكم مما أدّى إلى إشاعة الفتن والفوضى في جميع أنحاء البلاد.

6 ـ التطبيل بدم عثمان واتخاذه شعاراً للفتنة وإراقة الدماء والتمرّد على القانون لا من قِبَل الاُمويِّين فقط وإنما من قِبَل جميع الفئات الطامعة في الحكم ؛ كطلحة والزبير وعائشة وغيرهم من الذين ساهموا مساهمة إيجابية في الثورة على عثمان وقد أطلت في سبيل هذه الأطماع الرخيصة أنهار من الدماء الزكيّة وشاع الثكل والحداد في ربوع الوطن الإسلامي.

هذه بعض المتارك التي خلّفتها حكومة عثمان وهي من دون شك قد أثّرت تأثيراً عميقاً في تطوّر الأحداث واتجاه المجتمع نحو الأطماع السياسية وانتشار الانتهازية والوصولية بشكل فظيع مما أدّى إلى الصراع العنيف على الحكم وتحوّل الحكومة الدينية إلى الملكية التي لا تعنى بأيّ حال باُمور الإسلام وتطبيق أهدافه , كما باعدت ما بين المسلمين وبين أهل البيت (عليهم السّلام) الذين نصّ الرسول (صلّى الله عليه وآله) على إمامتهم وأوصى الاُمّة باتّباعهم فقد تحطّمت بشكل سافر تلك القدسية التي أحاطهم بها واتّجهت السلطات التي تلت حكومة الخلفاء إلى تمزيق أوصالهم والتنكيل بهم ولم ترعَ فيهم قرابة الرسول (صلّى الله عليه وآله) التي هي أحقّ بالرعاية من كل شيء.

بقي هنا شيء وهو أنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) كان في عهد عثمان في شرخ الشباب ويقول المؤرّخون : إنه انضمّ إلى الجيش الإسلامي الذي اتّجه إلى فتح طبرستان سنة 30هـ وكان على قيادته سعيد بن العاص فأبلى الجيش بلاءً حسناً وفتح الله على يده ورجع ضافراً ؛ ولم تظهر لنا بادرة اُخرى عن الإمام الحسين في تلك الفترة ولعلّ السبب يعود ـ فيما نحسب ـ إلى أنّ الاُسرة النبوية كانت من الجبهة المعارضة لحكومة عثمان وقد قامت بدور إيجابي في التنديد بسياسته وقد صبّ عثمان جامّ غضبه على أصحاب الإمام أمير المؤمنين كأبي ذر وعمار وابن مسعود فأمعن في ظلمهم وإرهاقهم وقد شاهد الإمام الحسين (عليه السّلام) تلك الأحداث المفزعة فأضافت إلى نفسه آلاماً وعرّفته بواقع المجتمع واتّجاهاته.

وزعم بعض المؤرّخين أنّ الإمام الحسن والحسين (عليهما السّلام) دافعا عن عثمان حينما أحاط به الثوار وقد دلّلنا على عدم صحة ذلك بصورة موضوعية في كتابنا (حياة الإمام الحسن) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.