مواضع زعموا فيها أختلاف : وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2014
![]()
التاريخ: 17-10-2014
![]()
التاريخ: 27-04-2015
![]()
التاريخ: 18-11-2014
![]() |
سؤال :
قال تعالى : {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال : 33].
ضَمِنَ تعالى أنْ لا يُعذّب العرب على قيد أحد شرطَين : حضور النبيّ بين أظهُرهم ، أو استغفارهم هم ؛ ومِن ثَمّ قال الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( كان في الأرض أمانان مِن عذاب اللّه ، وقد رُفع أحدهما ، فدونكم الآخر فتمسّكوا به ، أمّا الأمان الذي رُفع فهو رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وأمّا الأمان الباقي فالاستغفار ) ، ثمّ تلا الآية (1) .
لكن يَتعقّب الآية ما يُنافي ذلك ظاهراً ، وقوله : {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ} [الأنفال : 34] ، فكيف التوفيق ؟
جواب :
إنّ سياق الآيتَين يَدلّنا على اتصالِهما ونزولِهما معاً إحداهما تلو الأُخرى مباشرةً ، الأمر الذي يستدعي وِئامَهما طبعاً وعدم تنافيهما ؛ حيث المتكلّم النابه ـ فضلاً عن الحكيم ـ لا يتناقض في كلامه قيد تكلّمه ، فزاعم التناقض واهمٌ في حَدسِه البتة .
على أنّه لا تهافت بين الآيتين حتّى بحسب الظاهر أيضاً ، حيث الآية الأُولى إنّما تنفي فعلية العذاب وأنّه لا يقع لوجود المانع ، أمّا الآية الثانية فناظرة إلى جهة الاقتضاء وأصل الاستحقاق ، فهم مستحقّون للعذاب لتوفّر المقتضي فيهم ، بصدّهم عن المسجد الحرام ، وليسوا بأوليائه ، وإنْ كانوا لا يُعذَّبون فعلاً مادام وجود المانع وهما الشرطان أو أحدهما ، فلا مُنافاة بين وجود المقتضي ونفي الفعلية لمكان المانع ، كما لا يخفى .
وقد ذكر الطبرسي في جواب المسألة وجوهاً ثلاثة :
أحدها : أنّ المراد بالأَوّل ( نفي التعذيب ) عذاب الاستئصال والاصطلام ، كما وقع بشأن الأُمَم الماضية ، وبالثاني ( وقوع التعذيب ) عذاب القتل بالسيف والأسر بأيدي المؤمنين ـ كما في يوم بدر وغيره وأخيراً يوم الفتح ـ ولكن بعد خروج المؤمنين من بين أظهُرهم .
ثانيها : أنّه أراد : وما لهم أنْ لا يُعذّبهم اللّه في الآخرة ، ويُريد بالأَوّل عذاب الدنيا ، قاله الجبائي .
ثالثها : أنّ الأَوّل استدعاءٌ للاستغفار ، يُريد أنّه لا يُعذّبهم بعذابٍ دُنياً ولا آخرةً إذا استغفروا وتابوا ، فإذا لم يفعلوا عُذّبوا ـ وفي ذلك ترغيبٌ لهم في التوبة والإنابة ـ ثمّ إنّه بيّن وجه استحقاقهم للعذاب بصدّ الناس عن المسجد الحرام (2) .
____________________________
(1) نهج البلاغة ، قصار الحكم ، رقم 88 ، ص483 .
(2) مجمع البيان ، ج4 ، ص540 .
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
عوائل الشهداء: العتبة العباسية المقدسة سبّاقة في استذكار شهداء العراق عبر فعالياتها وأنشطتها المختلفة
|
|
|