أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-10-2014
5055
التاريخ: 20-3-2016
1776
التاريخ: 20-3-2016
2107
التاريخ: 15-10-2014
1926
|
قد سبق الحديث في أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) كان بنص القرآن الكريم هو المتكفّل ببيان القرآن للناس ، قال تعالى : . . . {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل : 44] . كما سبق أن علمنا أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) كان يعلّم أصحابه العشر آيات فلا يتجاوزونها حتّى يعلموا ما فيهنّ من العلم والعمل «1» .
إلّا أنّنا ومع هذا الدور الرائد لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله) في بيان القرآن الكريم وتفسيره نجد أنّ الأحاديث التفسيرية عن الرسول (صلى الله عليه وآله) محدودة لا تتجاوز المائتين والخمسين حديثا والّتي أوردها السيوطي في خاتمة الإتقان . كما نجد أنّ بعض كبار الصحابة قد وردت عنهم روايات يتوقّفون فيها في تفسير بعض الآيات ، بل بعض المفردات اللّغوية للآيات القرآنية .
والروايات في هذا الأمر كثيرة ، منها :
1- ما روي عن الحاكم في المستدرك أن أنس قال : بينا عمر جالس في أصحابه إذ تلا هذه الآيات : {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا } [عبس : 27 - 31] . ثمّ قال : هذا كلّه عرفناه فما الأبّ ؟ قال : وفي يده عصية يضرب بها الأرض . فقال : هذا لعمر اللّه التكلّف ، فخذوا أيّها الناس بما بيّن لكم فاعملوا به ، وما لم تعرفوه فكلوه إلى اللّه .
2- وروي أيضا أنّ عمر كان على المنبر فقرأ : { أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ } [النحل : 47] .
فسأل عن معنى التخوّف فقال له رجل من هذيل : التخوّف عندنا التنقص .
3- وجاء عن ابن عباس أنّه قال : كنت لا أدري ما فاطر السماوات حتّى أتاني إعرابيان في بئر فقال أحدهما : أنا فطرتها ، يقول أنا ابتدأتها .
4- وجاء في تفسير الطبري أن عمر سأل الناس عن هذه الآية { أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} [البقرة : 266] ، فما وجد أحد يشفيه ، حتّى قال ابن عباس وهو خلفه : يا أمير المؤمنين ! إنّي أجد في نفسي منها شيئا ، فتلفت إليه فقال : تحول هاهنا لم تحقّر نفسك ؟ قال : هذا مثل ضربه اللّه عزّ وجلّ فقال : أيودّ أحدكم أن يعمل عمره بعمل أهل الخير وأهل السعادة حتّى إذا كان أحوج ما يكون إلى أن يختمه بخير حين فني عمره واقترب أجله ختم ذلك بعمل من عمل أهل الشقاء فأفسده فحرقه ، وهو أحوج ما يكون إليه .
5- وروي أن عمر استعمل قدامة بن مظعون على البحرين ، فقدم الجارود على عمر فقال : إن قدامة شرب فسكر ، فقال عمر : من يشهد على ما تقول ؟ قال الجارود : أبو هريرة يشهد على ما أقول . فقال عمر : يا قدامة ! إنّي جالدك .
قال : واللّه لو شربت كما يقولون ما كان لك أن تجلدني ، قال عمر : ولم ؟ قال : لأنّ اللّه يقول : {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا } [المائدة : 93] . فأنا من الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات ثمّ اتّقوا وآمنوا وأحسنوا ، شهدت مع رسول اللّه بدرا وأحدا والخندق والمشاهد .
فقال عمر : ألا تردّون عليه قوله ؟
فقال ابن عباس : إنّ هذه الآيات أنزلت عذرا للماضين وحجّة على الباقين ، لأنّ اللّه يقول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} [المائدة : 90] .
فقال عمر : صدقت .
والشواهد في كتب الحديث والتفسير على هذا الأمر كثيرة ، وهي تدل على أن بعض الصحابة كثيرا ما كانوا لا يفهمون القرآن بصورة تلقائية ويحتاجون في فهمه إلى السؤال والبحث ، إمّا لعدم الاطّلاع على المدلول اللّغوي للكلمة كما في القسم الأوّل ، أو لعدم الارتفاع فكريا إلى مستوى أغراض القرآن ومعانيه كما في القسم الثاني ، أو للنظرة التجزيئية الّتي ورطت قدامة بن مظعون في فهم خاطئ للآية الكريمة كما في القسم الثالث «2» .
من جهة ثانية فإنّ الدور العظيم للقرآن الكريم في بناء الامّة على مستوى الفرد والاسرة والمجتمع لا يمكن أن يؤدّى بصورة كاملة شاملة ما لم يفهم فهما كاملا شاملا ، ممّا يتطلب أن يكون النبيّ (صلى الله عليه وآله) قد قام ببيانه وتفسيره بما يضمن مستقبل الرسالة واستمرارية النهج القرآني في الامّة .
وهذا يدل على أن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يفسّر القرآن بمستويين :
1- مستوى عام في حدود الحاجة .
2- مستوى خاص بقصد إيجاد من يحمل تراث القرآن ويكون مرجعا بعد ذلك في فهم الامّة للقرآن «3» .
وكان أهل البيت (عليه السلام) هم موضع عناية النبيّ (صلى الله عليه وآله) بهذا الشأن ، كما سيأتي .
وهناك روايات تدلّ من جهة اخرى على أنّ الصحابة أنفسهم لم يكونوا جميعا على مستوى واحد من الاهتمام بمصادر الفكر الاسلامي كتابا وسنّة ، فلقد كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بالمدينة وأصحابه كما يقول ابن حزم «مشاغيل في المعاش ، وتعذّر القوت عليهم لجهد العيش بالحجاز ، وأنّه كان يفتي الفتوى ويحكم بالحكم بحضرة من حضره من أصحابه فقط ، وأنّه إنّما قامت الحجّة على سائر من لم يحضره (صلى الله عليه وآله) بنقل من حضره ، وهم واحد أو اثنان» «4» .
وقال عليّ (عليه السلام) : «وليس كل أصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) كان يسأله فيفهم ، وكان منهم من يسأله ولا يستفهم . . .» «5» .
فهم ، كما قال مسروق بن الأجدع : «جالست أصحاب محمّد (صلى الله عليه وآله) فوجدتهم كإخاذ- يعني الغدير- ، فالإخاذ يروي الرجل ، والإخاذ يروي الرجلين ، والإخاذ يروي العشرة ، والإخاذ يروي المائة ، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم» «6» .
____________________
(1)- الإتقان/ ج 2/ ص 1199 .
(2)- علوم القرآن/ الموضوع : ممّا كتبه الشهيد الصدر/ ط 3/ ص 254 .
(3)- بتصرّف عن نفس المصدر .
(4)- تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلاميّة : ص 123 . راجع : سنّة أهل البيت (عليهم السلام)/ السيّد محمّد تقي الحكيم/ ص 32 .
(5)- كتاب سليم/ ص 106 .
(6)- التفسير والمفسّرون للذهبي/ ج 1/ ص 39 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|