المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الزراعة
عدد المواضيع في هذا القسم 13777 موضوعاً
الفاكهة والاشجار المثمرة
المحاصيل
نباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية
الحشرات النافعة
تقنيات زراعية
التصنيع الزراعي
الانتاج الحيواني
آفات وامراض النبات وطرق مكافحتها

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



القواعد العامة لإنتاج المحاصيل الزراعية  
  
4852   01:51 صباحاً   التاريخ: 14-3-2016
المؤلف : وصفي زكريا
الكتاب أو المصدر : زراعة المحاصيل الحقلية
الجزء والصفحة : الجزء الاول ص 26-37
القسم : الزراعة / المحاصيل / مواضيع متنوعة عن المحاصيل /

القواعد العامة لإنتاج المحاصيل الزراعية

‏يقتضي لأجل إنتاج المحاصيل الزراعية اتباع القواعد الآتية:

‏أولا: انتخاب الأرض المناسبة للمحصول حتى يأتي بغلة وافرة.

‏إن الأرض المناسبة للمحصول هي تلك التي تكون ذات موقع جغرافي قريب ووضع طبغرافي حسن، خالية من الأملاح والأوعار والأحجار والأعشاب الضارة سهلة الحرث وجيدة الصرف، زائدة الخصب، وبعبارة أخرى هي الأرض الحائزة على أفضل المزايا الجغرافية والطبغرافية .الفيزيائية والكيماوية والبيولوجية .

‏إن هذا الانتخاب للأرض هو عمل اقتصادي هام، لأن مثل هذه الأرض المناسبة ولو كانت باهظة في ثمنها أو في بدل إيجارها عن الأرض غير المناسبة لكنها تأتي بمحصول مضاعف نسبيا، على حين تكاد تكون النفقات واحدة في ‏الاثنتين.

‏مثاله: دونمان من الأرض أحدهما قوي إيجاره السنوي (20‏) ليرة سورية أنفق فيه على زراعة الشوندر السكري مثلا (40‏) ليرة فأنتج ثلاثة أطنان من هذا الشوندر بسعر (0 5) ليرة فبلغ ثمن المحصول:

‏3×50= 150 ‏ل س فيكون ربحه ١50 ‏- ( 40+20‏)=90 ‏ل.س.

‏والدونم الثاني ضعيف إيجاره السنوي عشر ليرات سورية أنفق عليه المبلغ نفسه أي 40 ‏ل س فأنتج طنين فقط ثمنهما : 2×50= 100 ‏ل.س فيكون ربحه :

‏100 ‏- ( 10+40‏) =50 ‏ل س وهو قليل إذا قورن بالربح السابق، بينما النفقات واحدة.

‏واذن يكون شراء أو استئجار الأرض القوية الجيدة ولو كانت أغلى هو افضل ‏وأربح من شراء أو استئجار الأرض الضعيفة الرديئة ولو كانت ارخص.

ثانيا : تجهيز الارض للزراعة.

‏لابد من تجهيز الأرض للزراعة قبل ميعاد زرع المحصول بعدة أشهر.

‏فالزروع الشتوية التي تزرع في الخريف تجهز أرضها منذ الربيع والصيف السابقين، والأحسن قبل ذلك.

‏والزروع الصيفية التي تزرع في الربيع تجهز أرضها في الخريف والشتاء السابقين والأحسن قبل ذلك، وهذا التجهيز يتم بالأعمال والإجراءات الآتية:

‏1- بالحراثات المتكررة مثنى وثلاث ورباع أو أكثر إن أمكن، والحراثة كما هو معلوم إما أن تكون سطحية، وهي التي يكون غورها 12- 15 سم ومتوسطة غورها ١5-25 ‏سم أو عميقة غورها 25- 40 ‏سم. ومقاصد الحراثة هي: قلب التربة الزراعية عاليها سافلها وخلط بعضها في بعض لتتم الفوائد الآتية:

‏يسهل توغل الجذور وامتدادها في التربة، ينتظم توزيع المواد الغذائية في جميع الاتجاهات التي تكثر فيها الجذور، تتفتت ذرات التربة فيسهل نفوذ ماء المطر أو ماء الري في أحشائها، يزداد السطح المعروض منها للمؤثرات الجوية ولا سيما الشمس والهواء فتحصل التفاعلات الكيماوية كالتحمض والتفحم اللازمين لتحول المواد الغذائية، يتاح للجراثيم ((البكتريا)) النافعة أن تقوم بفعل ((النترجة)) وهو حل الدبال الموجود في الزبل وقلب عنصر الآزوت العضوي الموجود فيه غير الصالح للامتصاص إلى حالة آزوت نيتريكي صالح لامتصاص جذور النباتات وتغذيها منه، هذه هي فوائد الحراثة التي تجعل التربة وسطا ملائما لنمو الجذور ورضاعها ونوالها المواد المغذية اللازمة لها.

‏وآلات الحراثة في الزراعة الكبيرة هي المحاريث التي تجرها الدواب أو الجرارات. ولهذه كلها أشكال عديدة تختلف بحسب البلاد والعادات، وقد تفنن الأوروبيون بها وأحدثوا بعد تفكير ودراسات لكل نوع من الأراضي والأعمال محاريث خاصة منها الصغير ومنها الكبير، أما نحن معاشر الشرقيين فقد بقي محراثنا البلدي على حاله منذ أجيال قديمة لم ينله أقل إصلاح، ولذلك أصبح من الضروري أن ينبذه فلاحنا ويستبدله بالمحراث الأوروبي الحديث - الصغير البسيط على الأقل - ولا يعود إلى استعماله إلا في الحراثات الخفيفة فقط، لأن محراثنا (فداننا) البلدي ذو سيئات جمة أخصها كونه لا يقلب عالي التراب سافله بل يشقه شقا.

‏ولأنه محروم من القطع المسماة مقالب (شفرات) التي تقلب التراب وتعرض ما كان مغطى منه إلى النور والهواء، ثم إن عمق خطه قليل لا يتجاوز 8 ‏- 10 ‏سم وهذا غير كاف لحاجة جذور النباتات، وعرض خطه أيضاً قليل لا يتجاوز 3‏- 4 ‏سم فيبقى قسم من الأرض بين الخطوط بورا ومغطى بالتراب مما يضطر الفلاح إلى تثنية الحرث وتثليثه.

‏كما أنه لا يحرث إلى عمق ثابت ويترجرج كثيرا في اليد ويتعب الفلاح، وعمره قصير وكسره سهل وكثيرا ما تمس الحاجة إلى إصلاحه لدى الحداد ‏والنجار مرارا. حتى إن نفقات إصلاحه قد تزيد على ثمن المحراث الأوربي.

‏أما المحراث الأوربي فذو حسنات عديدة:

‏فهو محراث له أجزاء كالسكين والقاطع والمقلب تجعله يقلب التراب قلبا حسنا وله ساعدان يقبض الفلاح عليهما ويديره ‏بهما، وله عجلة أو عجلتان تسهلان سيره بدورانهما، وله منظمات لجعل خط الحرث عريضا أو عميقا بحسب مشيئة العمل، وهو يشتغل بسهولة وسرعة وبلا ترجرج، وعمره ‏أطول لمتانته وقوة حديده ‏وفولاذه ‏، وثمنه أرخص إذا قيس بما يعتري المحراث البلدي الخشبي من التكسير وما يستلزمه من نفقات الإصلاح.

‏واذا كسر في المحراث الأوربي شيء يمكن الحصول على قطع احتياطيه من معمله.

‏هذا وبحث المحاريث مندرج في كتب الآلات الزراعية بالتفصيل.

لذلك نختصر ونقول أن المحاريث الأوربية تتقسم إلى ثلاثة:

1- المحاريث الصغيرة التي لا مسند نها.

2- ‏المحاريث الصغيرة التي تستند على عجلة واحدة.

3- المحاريث الكبيرة التي تستند على عجلتين.

‏ولكل من هذه الأقسام أشكال وأحجام وأوزان مختلفة حسب المعامل التي تصنعها في أوروبا وأمريكا.

‏فالمحاريث الصغيرة ذات المسند او العديمة المسند وتدعى في الفرنسية Araire تكون خفيفة الوزن (40 ‏- 60 ‏كغ) بسيطة التركيب، رخيصة الثمن ولا تحتاج في جرها إلى أكثر من زوج مز البقر أو الخيل وهذه هي المحاريث التي نوصي بها فلاحنا الضعيف، لأنها لا تعلو على مقدرته وقوة دوابه وامكان اعتياده عليها، بدليل انتشارها كما قلنا في مقدمة كتابنا هذا في قضاءي حماة وسلمية ولدى كثير من الزراع المستنيرين في أقضية أخرى، حتى صار بعض حدادي حماة يصنعونها ويبيعونها كما تبيعها وكالات الآلات الزراعية الموجودة في مدننا الكبرى.

‏والمحاريث الكبيرة ذات العجلات التي نوصي بها فلاحنا القوي هي أثبت في ‏الأرض من المحاريث الصغيرة بسبب العجلات التي يستند عليها محور المحراث.

 فهي تفضل عليها في الأراضي القوية وعند لزوم الحرث حرثا متوسطا وعميقا ولذلك تحتاج إلى زوج أو زوجين أو أكثر من البقر أو البغال والجرارات حسب كبرها ونقلها وعدد مقالبها. 

‏وقد ثبت لدى الجميع أن الحراثة الواحدة بالمحاريث الحديثة المذكورة التي تجرها الدواب تعادل أربع أو ثلاث حراثات بالمحراث البلدي، وأن غلة الأرض التي يحرث بها أكثر منها في الأرض التي تحرث بالمحراث البلدي. وهذه نتيجة مؤكدة مهما تنوعت أشكال الأرض وخواصها ، ومؤكدة أكثر في المحاريث الضخمة ذات المقالب (الشفرات) وذات الأقراص (الصاحبات) التي تجرها الجرارات القوية تكسر وتقلب أثقل الأراضي وأصعبها بأتقن عمل، وأسرع زمن، وأرخص نفقة تعجز عنها فدننا الهزيلة .

2 - السلف

‏عملية السلف تعمل بعد الحراثة وتتم فعلها ، فهي تحرث الأرض حرثا بسيطا لعمق لا يزيد عن 8 ‏- ١0 ‏سم ولا تقلب كتل التراب بل تثيرها وتبقيها في مكانها.

 ولذا عدت نصف حراثة على Quasi labour على حد تعبير الفرنسيين.

‏والقصد منها تفكيك أرات التربة السطحية التي لم تفككها المحاريث، وبعثرتها .زيادة نعومتها واستوائها.

‏والسلف يؤتى بآلات حديثة أيضاً تدعى (مسالف) جمع (مسلفة) ولها عد أشكال وأسماء، يرتكز كل منها على إطار بشكل المثلث أو المستطيل محمول على ثلاث عجلات أو أربع ويجر بالدواب إن كان صغيرا أو بالجرارات إن كان كبيرا أهمهما المزرع cultiuateur الذي أقسامه الفعالة سكاكين طويلة مرنة بشكل رجل البطة، وهو يشق التراب شقا خفيفا، ويكاد يشبه محاريثنا البلدية بفعله.

‏والهراس pulueriseur أو المشط القرصي الذي أقسامه الفعالة أقراص (صاحبات) ذات حوافي حادة وهو يثير التراب ويهوس التلع ويفتتها ويمهدها.

‏وهذه المسالف لاتزال بعيدة عن استعمال فلاحينا الصغار، لأنهم يعتمدون في ما يرجى منها على تكرار الحراثة بمحراثهم البلدي.

‏ولكن مزارعينا الكبار المعتمدين على الجرارات وبقية الوسائل الميكانيكية صاروا يستعملون المسالف ولا سيما المزرع ويعرفونه باسم: كولتيفاتور، والهراس ويعرفونه باسم: الديسك ولا يرون غنى عنهما عقب الحراثة بالمحاريث الضخمة ولا سيما إذا كانت كسرا جديدا لأرض معشوشبة لم يسبق أن حرثت.

‏وهذه المسالف تفعل أحسن فعل في سحق الكتل. وتفكيك ذرات التراب وتمهيده وتحضيره لزرع البذور.

‏كل ذلك في سرعة وتوفير للتعب والوقت والنقد مما تعجز عنه محاريثنا البلدية مهما كثر عددها وثقل وزنها.

‏3-  التلميس

‏عملية تعمل لغايتين:

‏الأولى: لسحق ما قد يبقى بعد الحرث والسلف من التلع القاسية.

‏والثانية: لضغط سطح التراب بعد زرع البذور، وازالة التجاويف الحاصلة بين أجزائه، وجعل البذور تلتصق بالتراب تماما فيتيقن الزراع من إنباتها وهذه العملية تسمى في الشام (الحدل والدحل أو التشويف) في مصر (الترحيف).

والآلات التي تستعمل لهذه الغاية في أوربا تسمى Rouleau في بلاد الشام ملاسه من التمليس، ومدحلة من الدحل، و في مصر زحافة وميطدة، والمداحل الإفرنجية أسطوانية الشكل وهي إما أن تكون ذات حزوز بارزة أو أضراس تسحق الكتل المذكورة وتفتتها وتدعى حينئذ ملاسة R.croskil ‏واما أن تكون ذات سطح أملس أو متماوج تضغط على ذرات التراب وتملس سطعه، وتدعى ملاسة راصة R.plombeur ‏وهذه الآلات الحديثة لم تستعمل بعد في بلاد الشام ومصر إلا نادرا لثقلها وإمكان الاستغناء عنها في أكثر الأراضي و انما تستعمل المدحلة البلدية التي تسمى في مصر (زحافة) و في أنحاء دمشق (شوافة) و في أنحاء حماة (طاشوشة) و في أنحاء حلب (طبان) وهي عبارة عن قطعة ثقيلة من الخشب (لاطة بد) طولها 3 أمتار وعرضها 20‏-0‏3 سم وسمكها ١0 ‏سم، ولها حلقتان لربط سلسلة الجر.

‏وقد تكون أكثر مما ذكرناه في الطول . العرض تبعا لطبيعة ألأرض لتؤدي نوعا ما وظيفة تمليس الأرض، ورص الطبقة السطحية حول البذور المزروعة.

‏4- التمشيط

‏عملية التمشيط  تلم الأعشاب التي اقتلعها المحراث وتجرها إلى خارج الحقل لأجل إحراقها وتنظيف سطح الأرض منها ، كما أنها تفتت التلع (1) وتثير وجه التربة وتسد الأنابيب الشعرية المسببة لضياع الرطوبة من جوف الأرض وتطمر البذور الصغيرة والأسمدة الكيماوية وتفرد أي تفسح ما بين الزروع الكثيفة (العبية) وتمشط الزروع التي خرجت من فصل الشتاء هزيلة فتقويها وتزيد فعل الإشطاء فيها.

‏والألة المستعملة لهذه الغاية تدعى في مصر والشام (مشطا) وفي العراق (خرماشة) من فعل الخرمشة وفي الفرنسية Herse.

والأمشاط ذات إطار حديدي تعلق به أسنان من الفولاذ ويتألف من 3 ‏- 4 ‏قطع كل منها يزحف ويعلو ويهبط لوحده.

‏وللأمشاط أشكال وأحجام عديدة أشيعها استعمالا ما كانت ذات أسنان مستقيمة ثابتة إطارها شبيه بحرف z فتدعى H.zigzae ‏وذات أسنان منحنية مرنة زمبركية كمشط كنادا H.canadieune او ذات سلاسل، أسنانها بشكل أهرام مزدوج يرتبط بسلسلة متشابكة او تكون دوارة لها دوائر متحدة المركز أو تكون متدحرجة .. الخ.

 5- التسكيب

 التسكيب في الشام، والتحويض في مصر، والتلويح في العراق عملية تجري في الأراضي المروية بعد إتمام حرثها ودحيها وتمشيطها ، وبها تقسم الأرض المقصود ريها إلى أقسام مربعة أو مستطيلة الشكل تدعى في بلاد الشام مساكب (جمع مسكبة) وفي مصر حياضا (جمع حوض) وفي العراق ألواحا (جمع لوح) وفي الفرنسية planche.

‏ويكون على جوانب المساكب جدران أو أعضاد من التراب تدعى في بلاد الشام كسولا جمع كسل (تسمى هذه الحواجز في غوطة دمشق كسولا (جمع كسل) وفي حماة أدوار (جمع دور) وفي مصر بتونا (جمع بتن) وفي العراق مروزا (جمع مرز) وفي نجد شاعيب، وهكذا تختلف المصطلحات الزراعية بين الأقطار العربية بل بين مدن القطر الواحد.)، والجدران التي تقام تؤلف بتقاطعها مع بعضها " المساكب"...

‏وعملية التسكيب لابد منها لضمان سقي المحاصيل سقيا منتظما بطريقة الغمر، وتختلف مساحة المسكبة تبعا لما يأتي:

‏1- نوع النباتات: فالنباتات التي تحتاج إلى دقة في السقي كالشوندر والكتان تكون مساكبها صغيرة.

2- ‏طبيعة التربة: فالأرضة الرملية تحتاج إلى مساكب صغيرة بعكس الطينية فتكون مساكبها كبيرة.

‏3- درجة استواء الأرض: ففي الأراضي التي سطحها غير مستو تماما (مزحلقة)  تكون فيها المساكب أصغر من التي سطعها مستو.

‏والمساكب تقام بآلة يدوية تدعى في بلاد الشام (مسحاة) ((كلمه المسحاة في ‏العربية القديمة هي الاداة المسماة في بلاد الشام مرا، وهي هكذا في العراق  تطلق المر فقط ، اما ما يسمى في الشام مسحاة فيسميه العراقيون مرازة)) وفي العراق (مرازة) وهي قطعة من الحديد مستطيلة مقوسة قليلاً طولها نحو 50 ‏وعرضها 12 ‏سم لها مقبض خشبي طويل وحلقتان مربوط بهما حبلان متصلان بآخرهما، يمسك العامل الأول المقبض، والعامل الثاني طرف الحبلين، فالأول يدعى التراب، والثاني يجذبه.

‏وفي مصر يستعملون لهذا الغرض آلة يدعونها (البتالة) تجرها الدواب وهي صندوق من الخشب لا قاع له ولا جانب أمامي ولا خلفي. ولكن له غطاء على شكل شبه منحرف وفتحة أمامية واسعة 35 ‏سم وخلفية ضيقة ١5 سم، ومتى سارت البتانة تجمع التراب في الفتحة الكبيرة الأمامية ثم يخرج من الخلفية الصغيرة فيتكون الجدار (البتن).

‏وفي غوطة دمشق صاروا يستعملون مسعاة إفرنجية في مكان البتانة المذكورة، لكنها من صفائح الحديد المقوسة الظهر فتقوم بعمل جدران المساكب (الكسول) بأسرع وأكمل وجه.

6-  التخطيط

‏" التثليم في الشام " بعض المحاصيل لا ينجح زرعه في المساكب بل ينجح أكثر إذا زرع  على خطوط محدبة كالقطن والشوندر والبطاطا وقصب السكر...

‏ذلك لأن هذه المحاصيل تحتاج حين الزرع إلى وضع بذورها على أبعاد متساوية، كما تحتاج خلال نموها إلى خدمات عديدة جيدة من عزق وتفريد وسقي منتظم وصيانة من الآفات وغير ذلك مع سهولة في حصاد المحصول بعد نضجه.

‏ولهذا فإن مثل هذه المحاصيل لا تزرع في المساكب على أرض منبسطة لا تتيسر فيها تلك العمليات بل تقام لها الخطوط المحدبة (وتسمى حسب البلاد العربية مصاطب ومروز ومتون وظهور وقبرات .. الخ).

‏وتعرف هذه العملية بالتخطيط أو التثليم من كلمة ثلم وهو الثغرة التي تفتح في جدار، وتعمل بالمحراث البلدي الذي يضاف إليه وقت التخطيط قطعة خشبية مثلثة تسمى في شمالي الشام " كشافا " وفي مصر " ‏طرادا " أو تعمل بمحراث أفرنجي خاص تجره الدواب أو الجرارات يسمى "محراث التخطيط".

وتختلف الخطوط في العرض باختلاف طبيعة الأرض ونوع المحصول.

‏وهي لا بد أن تعمل متساوية متوازية مستقيمة تماما لتؤدي وظيفتها التي عملت من اجلها على الوجه الأكمل.

‏وبهذه الأعمال كلها أو أكثرها تصبح الأرض جاهزة لزرع البذور وهي كلما نقصت قل المحصول آو ساء حاله .. وكلما زادت وجودت كثر المحصول وجاد.

‏7- الزراعة في الموعد المناسب

‏لكل محصول في كل بلد او إقليم زمن للزرع خاص به تتوفر فيه درجات الحرارة التي توافق النبات وترعرعه ونضجه وحصاده يجب ألا يتقدم عنه ولا يتأخر فالقطن مثلا إذا زرع في بلاد الشام مبكرا قبل نيسان يضره برد الربيع ويتلف.

‏واذا زرع متأخرا في أواخر أيار أو أوائل حزيران يبطؤ نموه وادراكه ويداهمه برد الخريف فلا تنضج لوزاته ولا تتفتح.

‏والقمح إذا زرع في أول الخريف وهطل المطر المعروف بالهر في (الخريفي) وانتش ثم انقطع هذا المطر عن التهطال تعطش أشطاؤه وتتلف .

‏واذا زرع متأخرا في كانون الثاني أو شباط ونما يداهمه حر الربيع في آذار ونيسان وهو بعد غض فلا يغل جيدا .

‏وهكذا بقية المحاصيل لكل منها في كل بلد واقليم زمن زرع يجب التقيد به مما سوف نذكره في الأبحاث الغاصة بكل محصول.

8- زراعة  الأصناف الجيدة من البدار

‏لابد من زرع أحسن البذارات (وتسمى في مصر تقاوى) المحسنة المنتخبة المناسبة لإقليم المحل وتربته، والموافقة لحاجات المنطقة واستهلاكها .

‏وهذا من أهم الأسس التي يتوقف عليها جودة المحصول ونقاوته وسيأتي الكلام على ذلك بالتفصيل.

9- كمية البذور وبذرها

‏يزرع في مساحة كل دونم الكمية الضرورية من كل محصول بدون زيادة ولا نقصان، على شريطة أن توزع هذه البذور في الأرض توزيعا منتظما كي لا تكون متقاربة (كثيفة - عبية) فتزدحم النباتات في بقعة منها ، ويضعف بعضها بعضا ويحصل بينها (تنازع بقاء) وألا تكون متباعدة (خفيفة، فرقة، دليلة) أكثر من اللازم في بقعة أخرى فتخلو مساحات دون جدوى، وتكون النتيجة ضعف الغلة في الحالتين.

 ولذلك تعد زراعة البذور على سطوح لقطا وراء المحراث أو بمكنات البذر (المباذر) أو على متون الخطوط (المصاطب) داخل :نقر (جمع نقرة)  أو الجباب (جمع جب) وهو ما يدعونه (طريقة التقبيع أو التجبيب) وعلى مسافات منتظمة متساوية أنفع وأوفر من زرعها بطريقة النثر (التي تدعى الطش) على غير اتساق وانتظام وبعجة السرعة والتوفير.

10- اتباع أفضل طرق الزراعة

تتبع في زراعة كل محصول الطريقة التي ثبت تفوقها بالاختبار على باقي الطرق، شريطة ألا يصعب تنفيذها ولا تبهظ نفقاتها.

‏وسيأتي بحث هذ ه ‏الطرق عند الكلام على كل محصول.

11- التسميد

‏يستعمل السماد المناسب عضويا كان أو كيماويا بالمقادير الاقتصادية التي ثبت بنتيجة التحليل الكيماوي نقصها في التربة، وثبت نفعها للمحصول بالتجارب دون إفراط أو تفريط وحسب إرشاد أهل الفن والغبرة ٠ ‏حاجة التربة في ذلك المكان.

‏12- اتباع الدورة الزراعية الموافقة

وذلك ضمن القواعد الاتية:

‏أولا: يجب عدم تكرار زرع المحصول الواحد في الأرض نفسها قبل مرور سنتين على الأقل لئلا تستنفذ قوتها.

ثانيا: عدم تتابع المحاصيل التي من فصيلة واحدة، أو التي جذورها من شكل واحد وتتشابه في طريقة تناول الغذاء ومقدار ما يلزمها من عناصره.

‏ثالثا: تعقيب النباتات الملوثة اي التي تترك وراءها و بينها أعشاب وأدغال غريبة بالنباتات المنظفة أي التي توجب قلع تلك الاعشاب و الادغال، وعزق سطح التربة، و تفكيك ذراتها فتظهر الارض بعدها نظيفة.

‏رابعا: إدخال زراعة المحاصيل القرنية (القطاني) في ترتيب الدورة لأجل تزييد خصب الأرض من بكتريا (جراثيم) العقد التي تكون في جذورها وتقوم بفعل التأزت (النترجة) الذي يثبت آزوت الهواء .

‏خامسا: ملاحظة حاجة كل نبات إلى الماء والسماد والخدمة، فما كان مجهدا أي متطلبا السماد والخدمة أكثر يوضع في رأس الدورة، وما كان قنوعا يوضع بعده لينتفع مما وضع وعمل لسلفة.

‏سادسا: ملاحظة بعد الموقع عن المنفذ التجاري وقربه وامكان نقل المحصول وتصريفه، فما لا يمكن نقله أو ما ينقل بنفقات تربو على وارداته وما لا يوجد من لا يشتريه أو وجد ولكن بأثمان بخسة لا تفي، إن مثل هذا المحصول لا يدخل في الدورة ولا يزرع.

13- الري (السقي) في المواعيد المناسبة

‏يجب مراعاة الري واتباع المواعيد ((العدادين = جمع عدان = العدان في نجد قلد)) المناسبة لحاجة النبات، وهذه الحاجة تخضع كما هو معلوم- لعوامل متعددة منها : نوع التربة، واختلاف درجة الجو وجفافه، وظروفه الطبيعية الأخرى كهطول الأمطار، وهبوب الرياح، وحدوث الصقيع وما الى ذلك.

‏ومن هنا كان لا يتيسر إيراد مواعيد ثابتة للري لكل مكان وزمان.

‏ومع هذا فقد بينا لكل محصول في بحثه ما يتطلبه من عدد الريات للاسترشاد فقط عن حاجة النبات للماء تاركين ظروف البيئة لفطنة الزارع نفسه اذ يجب عليه أن يكون دقيق الملاحظة .

‏وتدل الخضرة الداكنة للأوراق على قلة حاجة النباتات للري، كما يدل ضعف الأوراق وذبولها على العطش الذي يعقبه الإسراع بالنمو الثمري أو الضعف ثم الموت، بينما يؤدي الافراط في الراي الى سرعة النمو الخضري فيشحب لون الأوراق وتفقد نضرتها.

‏فالري ينبغي أن يكون معتدلا، لأن العطش والغرق متساويان في أثرهما الضار على نمو النباتات، كما أن طول فترة العطش ثم الري بعدها وتكرار هذه الحالة يضعف النباتات ويقلل مدى مقاومتها.

14- العزق

‏تعزق الأرض لأجل حفظ رطوبة التراب في احشائه، وعدم تبخرها وضياعها من الأنابيب الشعرية اي الشقوق :الرفيعة التي تظهر على وجهه عقب الجفاف، وتعزق لأجل إبادة الأعشاب الضارة التي تزاحم المحصول المزروع وتتطفل على غذائه.

‏15- مكافحة الأمراض بالحشرات

‏ودفع اصرارها بالتدابير الواقية والأدوية الشافية التي سيأتي بحثها عند الكلام على كل محصول.

16- حصاد المحصول بعد النضج الطبيعي

لينتج غلالا بذورها أو ثمارها قوية ومتينة وذات قيمة تجارية حسنة.

‏17- اعداد الغلال للبيع

‏بالغربلة والتنظيف والتقسيم على درجات مختلفة ليزداد الإقبال على شرائها فتباع بأسعار غالية.

‏فطن القمح مثلا الذي فيه 02/0 ‏فقط من الأجرام يزيد سعره عن الذي فيه 05/0 ‏منها، و الذي حبوبه من صنف وشكل ولون واحد يكون أغلى ثمنا من المختلف بأحجامه وأشكاله وأوصافه. و هكذا الامر في بقية المحاصيل.

 




الإنتاج الحيواني هو عبارة عن استغلال الحيوانات الزراعية ورعايتها من جميع الجوانب رعاية علمية صحيحة وذلك بهدف الحصول على أعلى إنتاجية يمكن الوصول إليها وذلك بأقل التكاليف, والانتاج الحيواني يشمل كل ما نحصل عليه من الحيوانات المزرعية من ( لحم ، لبن ، صوف ، جلد ، شعر ، وبر ، سماد) بالإضافة إلى استخدام بعض الحيوانات في العمل.ويشمل مجال الإنتاج الحيواني كل من الحيوانات التالية: الأبقـار Cattle والجاموس و غيرها .



الاستزراع السمكي هو تربية الأسماك بأنواعها المختلفة سواء أسماك المياه المالحة أو العذبة والتي تستخدم كغذاء للإنسان تحت ظروف محكمة وتحت سيطرة الإنسان، وفي مساحات معينة سواء أحواض تربية أو أقفاص، بقصد تطوير الإنتاج وتثبيت ملكية المزارع للمنتجات. يعتبر مجال الاستزراع السمكي من أنشطة القطاعات المنتجة للغذاء في العالم خلال العقدين الأخيرين، ولذا فإن الاستزراع السمكي يعتبر أحد أهم الحلول لمواجهة مشكلة نقص الغذاء التي تهدد العالم خاصة الدول النامية ذات الموارد المحدودة حيث يوفر مصدراً بروتينياً ذا قيمة غذائية عالية ورخيص نسبياً مقارنة مع مصادر بروتينية أخرى.



الحشرات النافعة هي الحشرات التي تقدم خدمات قيمة للإنسان ولبقية الاحياء كإنتاج المواد الغذائية والتجارية والصناعية ومنها ما يقوم بتلقيح النباتات وكذلك القضاء على الكائنات والمواد الضارة. وتشمل الحشرات النافعة النحل والزنابير والذباب والفراشات والعثّات وما يلحق بها من ملقِّحات النباتات.ومن اهم الحشرات النافعة نحل العسل التي تنتج المواد الغذائية وكذلك تعتبر من احسن الحشرات الملقحة للنباتات, حيث تعتمد العديد من اشجار الفاكهة والخضروات على الحشرات الملقِّحة لإنتاج الثمار. وكذلك دودة الحريري التي تقوم بإنتاج الحرير الطبيعي.