المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



التفسير في عصر الرسول  
  
7562   04:45 مساءاً   التاريخ: 27-2-2016
المؤلف : السيد محمد علي ايازي
الكتاب أو المصدر : المفسرون حياتهم ومنهجهم
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 94- 98.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفسير / مفهوم التفسير /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2014 1793
التاريخ: 24-04-2015 7842
التاريخ: 14-11-2014 4978
التاريخ: 14-11-2014 6548

بالرغم من أن القرآن الكريم تميز بأسلوب فريد في اللغة العربية ، وصل به الى مستوى الإعجاز ، ولكنه جاء وفقاً للنظام العام للغة العربية ، ومتفقاً مع الذوق العربي العام في فنون الحديث ، وعلى هذا الأساس كان يحظى بفهم إجمالي من معاصري الوحي على وجه العموم ، ولأجل ذلك كان البيان القرآني يأخذ بألباب المشركين ويفتح قلوبهم للنور ، وكثيراً ما اتفق للشخص أن يشرح الله صدره للإسلام بمجرد أن يسمع عدة آيات من القرآن ، فلولا وجود فهم إجمالي عام للقرآن ، لم يكن بالإمكان أن يحقق القرآن هذا التأثير العظيم السريع في نفوس الأفراد الذين عاشوا البيئة الجاهلية وظلامها.

ولكن هذا لا يعني أن معاصري الوحي وقتئذ كانوا يفهمون القرآن كله فهماً كاملاً شاملاً من ناحية المفردات والتراكيب بنحو يتيح لهم أن يحدّدوا المدلول اللفظي لسائر الكلمات والجمل والمقاطع التي اشتمل عليها القرآن الكريم ، لأن كون الشخص من أبناء لغة معينة لا يعني إطّلاعه عليها اطّلاعاً شاملاً ، واستيعابه لمفرداتها وأساليبها في التعبير ، وفنونها في القول ، وإنّما يعني فهمه للغة بقدر الذي يدخل في حياته الاعتيادية.

ومن ناحية أخرى ، لا يتوقف فهم الكلام واستيعابه على المعلومات اللغوية فحسب ، بل يتوقف إضافة الى ذلك على استعداد فكري خاص ، وتمرن عقلي يتناسب مع مستوى الكلام ، ونوع المعاني التي سيق لبيانها ، وإذا كان العرب وقتئذ يعيشون حياة جاهلية من القاعدة الى القمة ، فمن الطبيعي ألا يتيسر لهم حين الدخول في الإسلام – بصورة تلقائية – الارتفاع ذهنياً وروحياً الى المستوى الذي يتيح لهم استيعاب مدلولات اللفظ القرآني ، ومعاني الكتاب الكريم الذي جاء ليهدم الحياة الجاهلية ، ويقوّض أسسها ، ويبني الانسان من جديد.

ومن ناحية ثالثة ، نحن نعرف أن عملية فهم القرآن الكريم لا يكفي فيها النظر الى جملة قرآنية ، أو مقطع قرآني ، بل كثيراً ما يحتاج فهم هذا المقطع أو تلك الجملة الى مقارنة بغيره مما جاء في الكتاب الكريم ، أو الى تحديد الظروف والملابسات ، وهذه الدراسة المقارنة لها قريحتها ، وشروطها الفكرية الخاصة ، وراء الفهم اللغوي الساذج.

وهكذا نعرف أن طبيعة الأشياء تدل على أن الصحابة كانوا يفهمون القرآن فهماً اجمالياً ، وأنهم لم يكونوا على وجه العموم يفهمونه بصورة تلقائية فهماً تفصيلياً يستوعب مفرداته وتراكيبه.

وهذا الذي تدل عليه طبيعة الأشياء أكدته أحاديث ووقائع كثيرة دلت على أن الصحابة كانوا كثيراً ما لا يستوعبون النص القرآني ولا يفهمون معناه ، إما لعدم إطّلاعهم على مدلول الكلمة القرآنية المفردة من ناحية لغوية ، أو لعدم وجود استعداد فكري يتيح لهم فهم المدلول الكامل ، أو لفصل الجملة أو المقطع القرآني عن الملابسات والأمور التي يجب أن يقرن المقطع القرآني بها لدى فهمه (1).

وهكذا نستنتج أن المسلمين في عصر الرسول صلى الله عليه واله  لم يكن الفهم التفصيلي للقرآن ميسراً لهم على وجه العموم ، بل كانوا في كثير من الأحيان بحاجة الى السؤال والبحث والاستيضاح لفهم النص القرآني.

دور الرسول الأعظم في التفسير

وكان من الطبيعي أن يقوم الرسول الأعظم بدور رائد في التفسير ، فكان هو المفسر الأول ، يشرح النص القرآني ، ويكشف عن أهدافه ، ويقرّب الناس الى مستواه ، كلاً حسب قابلياته واستعداده الخاص.

ولكن السؤال الذي يطرح بهذا الصدد عادة هو السؤال عن حدود التفسير الذي مارسه الرسول الأعظم صلى الله عليه واله ، ومداه ، فهل شمل القرآن كله ، بأن كان يفسر الآيات تفسيراً شاملاً؟ أو اقتصر على جزء منه؟ أو كان يتناول الآيات التي يستشكل الصحابة في فهمها ويسألون عن معناها فحسب؟ وللإجابة على تلك الأسئلة نقول :

1- فهناك من يعتقد أن النبي لم يفسر إلا آيات من القرآن ، ويستند في ذلك أصحاب هذا القول الى روايات تنفي أن يكون رسول الله قد فسر القرآن كله تفسيراً شاملاً (2).

وأهم ما يعزز هذا القول ندرة ما صحّ عن الصحابة من تفسير المأثور عن النبي صلى الله عليه واله .

2- ولكن توجد في مقابل ذلك أدلة وشواهد من القرآن الكريم وغيره تشير الى أن النبي كان يقوم بعملية تفسير شامل للقرآن كله ، ولعل في طليعة ذلك قوله تعالى : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل : 44].

وبما أن الفهم الإجمالي للقرآن لم يكن كافياً ، والقرآن لم يكن في حياة المسلمين مجرد نص أدبي أو عبادي ، وإذا ترك القرآن بدون تفسير موجّه توجيهاً رسالياً فسوف يفهم من قبل المسلمين ضمن إطاراتهم الفكرية ، وعلى المستوى الثقافي والذهني الذي كانوا يعيشونه وقتئذ ، وتتحكم في تفسير كل الرواسب والمسبقات الذهنية التي كانت لا تزال تتحكم في كثير من الأذهان.

والجمع بين القولين جمعاً أقرب الى القبول هو: إن النبي صلى الله عليه واله  فسر القرآن الكريم على مستويين : عام وخاص ، فقد كان يفسره على المستوى العام في حدود الحاجة ومتطلبات الموقف العقلي ، ولهذا لم يستوعب القرآن كله ، وكان يفسره على مستوى خاص تفسيراً شاملاً كاملاً بقصد إيجاد من يحمل تراث القرآن ويكون مرجعاً بعد ذلك في فهم الأمة للقرآن ، وضماناً لعدم تأثر الأمة في فهمها بإطارات فكرية خاصة ومسبقات ذهنية أو رواسب جاهلية.

ومسؤولية النبي في ضمان فهم الأمة للقرآن وصيانته من الانحراف يعبّر عنها المستوى الخص الذي مارسه من التفسير ، فقد كان لابد من وجود هذا الضمان لهذا المستوى الخاص ، ولا يكفي المستوى العام لحصول هذا الضمان حتى ولو جاء التفسير مستوعباً ، لأنه يجئ عندئذ متفرقاً ولا يحص الاندماج المطلق الذي هو شرط ضروري لحمل أمانة القرآن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- ذكرنا وجود شواهد كثيرة على هذه الحقيقة وردت في كتب الحديث والتفسير مثل الطبرسي في مجمع البيان وصحيح البخاري والمستدرك للحاكم وغيرها.

2- على رأس هؤلاء السيوطي ، فمن تلك الروايات ما أخرجه البزار عن عائشة : (من أن رسول الله ما كان يفسر إلا ما كان يفسر إلا آياً بعدد). أنظر تفصيل البحث وأقوال المسألة وأدلة الطرفين : التفسير والمفسرون ، 1/ 45-53 ؛ الاتقان ، 4/ 299 ، وتفسير جامع البيان الطبري ، 1/ 30 ، بولاق/ 58 ، دار الفكر.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .