أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2015
2573
التاريخ: 9-3-2016
2938
التاريخ: 10-4-2016
2709
التاريخ: 27-4-2018
1428
|
تاريخ الكيمياء
يصعب علينا ، والكيمياء تمثل جانباً من حياتنا اليومية ، أن نعتقد أنه هناك وقت لم تكن للكيمياء فيه وجود . فمنذ صعود الجنس البشري نحو المدينة كانت الكيمياء إحدى وسائله منذ أن لاحظ الإنسان البدائي عجائب النار وحاول أن يتحكم فيها وأن يستخدمها في حاجاته . لأن الاحتراق ما هو إلا تفاعل كيميائي يمر الوقود خشب أو فحم خلاله في عملية أكسدة بمساعدة الأوكسجين . ومن هذه البداية البسيطة نما سريعاً اعتماد الإنسان على الكيمياء التي تستهدف تحويل مادة أو أكثر إلى مواد أخرى . ولقد تعلم الإنسان بالصدفة أحياناً وعن قصد أحياناً أخرى كيف يمكنه أن يحول عناصر أخرى وأن يستخدمها في أشياء تساعده في حياته اليومية وتمده بالراحة بل والرفاهية وكانت الأهداف الأساسية للبحث الكيميائي تختلف قديماً عنها في علم الكيمياء الآن ففي الأزمان الغابرة كان الناس يبحثون التفاعل الكيماوي دون أن يأبهوا لماذا تفاعلت المواد وتحولت إلى واد أخرى . أما الآن أصبح العلماء شغوفين لأن يعرفوا أسباب التغييرات الكيمائية التي كانوا يقومون بها ومن هنا دخلت الكيمياء في دائرة العلوم .
وانحصرت الكيمياء العملية لدى الإنسان القديم في ميادين ثلاثة : التعدين وصناعة الزجاج وصناعة الأواني الفخارية . والى حد أقل في صناعة الأصباغ النباتية التي استخدموها في تلوين أقمشتهم لمدة تعود إلى عدة آلاف من السنين قبل الميلاد ولقد اكتشف القدماء عدداً محدوداً من الأدوية من النباتات والأعشاب لعدد متنوع من الأمراض البسيطة .
و يعتقد المؤرخون أن النحاس والأنتيمون ) حجر الكحل ( كانا من بين الخامات الأولى التي اكتشفت والتي أمكن استخدامها بسهولة ، وهم يعتقدون أن الإنسان عرف قبل ذلك ربما قبل 500 سنة قبل الميلاد كيف يمكنه أن يستخلص المعادن ويستخدمها . وبينما هم يتقدمون في أعمالهم اكتشف الكيمائيون القدماء أنه بوضع كمية قليلة من خام القصدير في أفران الصهر يمكنهم الحصول على البرونز . ومن هذا الكشف أمكنهم أن يتقدموا خطوة هامة إلى الأمام وأصبح المعدن الجديد لأنه أصلب من النحاس ذو فوائد واسعة الانتشار خاصة في عمل الأسلحة .
وبذلك انتقلت الحضارة إلى العصر البرونزي . وسرعان ما تعلم الكيمائيون أيضاً فن صهر خامات الحديد وتحويل هذه الخامات إلى معادن جليلة الفائدة وفي نفس الوقت الذي اكتشف فيه الإنسان التعدين وربما قبل ذلك اكتشف أيضاً أنه يمكنه صنع الزجاج الذي ينتج من الرمل وكربونات الصوديوم ، ومع أنه لا يمكننا الجزم بالتاريخ الذي ابتدأ فيه صنع الزجاج إلا أن علماء الآثار أثبتوا أن صناعة الزجاج وصلت إلى درجة ملحوظة من التقدم منذ4000 سنة قبل الميلاد .
وتدعى أسطورة إغريقية قديمة أن اكتشاف الزجاج كان بالصدفة المحضة . فتقول الأسطورة أن أسطولاً تجارياً صغير اً محملاً بالصودا رسا على شاطئ رملي أثناء إحدى رحلاته في البحر الأبيض المتوسط ونزل البحارة إلى الشاطئ واستعدوا لتحضير غذائهم فأشعلوا ناراً على الشاطئ ، غير أنهم لاحظوا عدم وجود حجارة يضعون أوانيهم عليها فوق النار لطبخ الطعام . فعاد عدد منهم إلى السفن وأحضروا كتلاً من الصودا استخدموها بدل الحجارة . وما أن ازدادت الحرارة حتى لاحظوا باستغراب شديد سائلاً رائقاً شفافاً ينساب من بين النيران وعندما برد هذا السائل أصبح مادة صلبة وأمكنهم الرؤية من خلاله .
وتدل كثير من العينات الجميلة للأدوات الزجاجية التي بقيت من قديم الزمان ، على المهارة الكبيرة في تلك الصناعة . وبمضي الوقت تقدم فن صناعة الزجاج وتعلم المصريون القدماء كيف يخلطون السليكا والصودا ببعض المعادن ليحصلوا على زجاج جميل ومتعدد الألوان . وصنعوا منه كثيرا من المنتجات الجذابة مثل : الخرز والعقود والفسيفساء والزهريات .
ويختفي أيضاً أصل وصناعة الفخار والخزف وفن الصباغة في غياهب التاريخ . ولكن في هذين المجالين بقيت بعض الآثار التي تدل على مواهب مذهلة حقاً في الحضارات الأولى في الصين والهند ومصر القديمة وبلاد الرافدين ، في تصميم الأدوات الفخارية بطلاءات زجاجية جميلة الألوان وخاصة الكتان والحرير .
ومن التحليل السابق للكيمياء العملية للإنسان في الزمن القديم يمكننا بسهولة أن نرى أن مصر وبلاد الشام واليمن والرافدين كانت إحدى المراكز الرئيسية لتقدم الكيمياء . وكان تعليم الكيمياء يتم بطريقة التلمذة المهنية وكانت تنتقل المعرفة المتراكمة من جيل إلى جيل مشافهة . ووجدت قليل من التعليمات المكتوبة معظمها من عمل الإغريق الذين احتكوا بالحضارة القديمة البالغة التقدم والذين دونوا الكثير من الأشياء التي رأوها أو سمعوا عنها .
وهناك مصدر آخر هام لمعلوماتنا يتمثل في أوراق البردي التي وجدت في مدينة طيبة داخل أحد القبور التي يعتقد علماء الآثار أنه قبر لكيميائي مصري والذي احتوى على الكثير من التعليمات المطولة أو الوصفات إذ كان يفضل الكيمائيون القدماء هذه التسمية لمخاليط المواد واختزالها .
وهناك تعليمات أخرى وجدت مكتوبة على جدران المقابر أو على الفخار تخبرنا كيف أمكنهم الحصول على نوع نقي من القصدير وكيف صهروا الذهب بإضافة مواد أخرى إليه حتى يمكنهم أن يزيدوا كمية ذلك المعدن النفيس ، ومع كثير من الوصفات ثم جاءت الحضارة الإغريقية القديمة ، وشعر فلاسفتهم بفضول جارف نحو معرفة المواد والعناصر المكونة لعالمهم الطبيعي . وفي تطوير معتقداتهم العلمية قصر الفلاسفة الإغريق أنفسهم إلى حد كبير على دراسة خواص ومميزات المادة الأساسية : جوهر الأرض والبحر والسماء . ولم يبذلوا مجهوداً كبيراً ليبحثوا بعمق في التفاعلات الكيمائية الغامضة .ورغم تقدمهم العلمي الكبير لم تكن للكيمياء كعلم شأن كبير كما كان للطب أو علم الفلك . وبالرغم من ذلك كان لكثير من نظرياتهم وخاصة النظريات التي كانت تتصل بالطبيعة الأساسية للمواد تأثير كبير على تفكير الباحثين في علوم الكيمياء لعدة قرون .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
مركز الثقافة الأسرية ينظم برنامج (ربيع الثقافة المعرفي) لطالبات ثانوية الزهراء في بغداد
|
|
|