اعادة نمو (تجديد Regeneration) اعضاء السمك

تتمتع الاسماك بقدرتها على اعادة انماء بعض الاعضاء الخارجية والداخلية بأجسامها. فقد وجد Sonnemann 1975 انتشار معلومات منذ زمن بعيد عن قدرة السمك في اعادة نمو الطرف السفلي لخط الظهر، كما وجد Wunder & Schimke 1935 ان المبروك يعيد نمو الخياشيم والقشور والذقن والزعانف وذلك اذا ما ترك جزء ولو بسيط منها على الجسم عند الجراحة لتكون نقطة بداية (منبت) للتكاثر الجديد، الا انه لو ازيلت على سبيل المثال الزعنفة كلية فأنها لا تتجدد بل يلتئم الجرح ببساطة وفي عام 1953 درس Wunder امكانية اعادة نمو الاعضاء الداخلية (مبايض، خصى، كبد، طحال، كلى) في المبروك ووجد من اجمالي الدراسات في هذا الموضوع ان:

1- بالنسبة للخصى: فان ازالة احدى الخصيتين كلية لا ينتج عنه أي نمو جديد فيها بينما ازالة الخصيتين معا ادت الى تكاثرهما من جديد على الجانبين. وازالة نصف خصية فقط ادى الى زيادة حجم الخصية الاخرى وعدم نمو الاولى. وعلية فإعادة النمو تتوقف على ما اذا كان قد استبقى جزء من النسيج المسئول عن التكاثر ثانية في الجسم, واذا ازيل نسيج الخصية والنسيج المحيط بها كلية فانه لن يعاد فيها نمو، وقد يحدث نمو جنسي مخالف في الاسماك ثنائية الجنس, واذا ازيل ربع الخصة فقط فأنها لا تتكاثر جديدا بل تزيد في الحجم فقط..

2- اما المبايض: ففي المبروك ادت ازالة كلى المبيضين الى عدم اعادة نموهما، كما انه قد ينشا تكاثر خصى مكانهما فيما يسمى بإعادة نمو جنسي مخالف Counter- Sexual Regeneration كما ان ازالة احد المبيضين بالنسيج المحيط لا تؤدي الى اعادة نموه، بينما اذا تمت ازالة المبيض بحوص مع ترك النسيج المحيط فانه يعيد نموه ثانية ويؤدي عدم ازالة المبيض كلية الى زيادة اتساع الجزء المتبقي كما يزيد امتداد الكلى على نفس الجانب المزال منه المبيض ليشغل الحيز الناشئ من ازالة المبيض.

3- الكبد: لم يتمكن أي من Wunder 1961 وكذا Sonnemann 1975 من اكشاف أي نمو جديد في الكبد بعد ازالة اجزائه، وعند ازالة اجزاء صغيرة من الكبد ادت الى نمو الطحال مكانها وتم التئام جرح الكبد.

4- الطحال: رغم ان Topf 1955 لم يحصل على أي نمو جديد في الطحال الا ان كل من Wunder 1953 و Sonnemann 1975 تمكنا من تحقيق اعادة نمو طحال المبروك, وعلية فيجب معرفة ان طحال المبروك متباين التركيب جدا، ففي كثير من الحالات يتكوم من جزء اساسي وسلسلة من العقد الصغيرة موضوعة بين نسيج الكبد، وعموما فان العضو لو ازيل كاملا مع كل العقد والاطراف الخلفية فقد لا ينمو ثانية.

5- الكلى: اجريت دراسات على كلى المبروك فوجد انه اذا ازيل منها الفص المركزي لم يحدث أي اعادة نمو، الا انه قد يحدث تضخم تعويضي في الجهة المقابلة او في الميتانفرونات Metanephron، واذا زاد او نقص حجم الاعضاء المجاورة فان الفص المركزي الكلوي اما ان يعاق نموه او ان يزيد نموه، فمثلا عند ازالة جزء من الخصى يحدث تشوية في شكل الكلى وعدم تناسقها, اذ ان نمو الخصية الملاصقة بشدة يثبط من تكوين الفص المركزي الكلوي المجاور للخصية المزال جزء منها.

6- المثانة الهوائية: وجد ان ازالتها كاملة من المبروك لا تعيد نموها بل يمتد مكانها اعضاء اخرى في الحيز الذي فرغ, واذا ازيل الجزء الخلفي منها فان الجرح يلتئم وتعود المثانة الهوائية لوظائفها ثانية بسرعة. فالمثانة الهوائية ليس لديها استعداد لإعادة نموها، لكن لها قدرة فائقة على الاستشفاء واعادة وظائفها بعد جرحها.

7- تداخل الاعضاء عقب العمليات: يشغل تجويف الجسم اعضاء عدة تتنافس فيها بينها على المساحة المتاحة، فاذا تضخم عضو فانه يكون على حساب عضو اخر، فإزالة عضو كامل او جزء من عضو يجعل العضو المجاور يمتد في الفراغ الناشئ، فمثلا قد يحدث امتداد للفص الرئيسي للكلى في الفراغ الناشئ من ازالة مبيض او خصية, ويمتد الطحال كذلك في الفراغ الناتج من ازالة جزء من الكبد, واذا ازيلت المثانة الهوائية امتدت مكانها الامعاء.

ومما سبق يتضح ان للمبروك قدرة على اعادة نمو بعض اعضائه الداخلية (خصى، مبيض، طحال) دون البعض الاخر (كبد، كلى، مثانة هوائية).