أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-2-2016
1171
التاريخ: 7-2-2016
946
التاريخ: 7-2-2016
704
التاريخ: 7-2-2016
2853
|
انتقال النطاف في الاقنية التناسلية للأنثى عند الثدييات
توضع النطاف في الجزء العلوي من المهبل عند أغلب الثدييات وفي عدادها الإنسان , ولا يصل كثير منها الى الجزء العلوي حيث يحصل الإخصاب , ويحالف الحظ عددا قليلا من النطاف بالوصول الى البيضة , وفي الواقع فإن المسافة التي يتوجب على النطاف اجتيازها تعد ضخمة بالمقارنة مع حجم النطفة , وبالإضافة الى ذلك تعترض النطاف أثناء سيرها عقبات مختلفة , منها كيمائية , كالمفرزات الحامضية , ومنها ميكانيكية , كالتواءات وتضيقات عنق الرحم , وغير ذلك , وبفضل العدد الكبير من النطاف المطروح في الحادثة الجنسية الواحدة (في الإنسان يبلغ 200 – 300 مليون نطفة) , هناك احتمال كبير ان يصل بعض هذه النطاف في الشروط الطبيعية الى الأنبوب الرحمي , وهي محتفظة بالقدرة على اخترق البيضة وإخصابها .
إن الحموضة الطبيعية للجزء العلوي من المهبل هي العائق الأول الذي يعترض النطاف , إلا أن السائل المنوي يملك المقدرة على تعديل هذه الحموضة , وهكذا ترتفع درجة PH المهبل بعد ثمان ثوان من 4.3 الى درجة تقارب 7.2 .
إن بعض النطاف تستطيع أن تنتقل بسرعة عبر الأقنية التناسلية للأنثى , حتى إنها عند كثير من الثدييات ومنها الإنسان تستطيع أن تقطع المسافة من الجزء العلوي للمهبل ,لتبلغ الأنبوب الرحمي للمهبل ,بأقل من 30 ثانية , وهذا الانتقال اسرع بكثير من السرعة المعهودة لحركة النطاف (تبلغ سرعتها 4.2 ملم في الدقيقة) ولذلك يمكن القول إن طبيعة هذا الانتقال السريع تبقى غير مفهومة , ولقد أوضحت نتائج بعض البحوث انه في هذه التي تتميز بسرعة انتقال النطاف تستطيع النطاف المجردة من المقدرة على الحركة ان تنتقل بسرعة أيضا , شأنها في ذلك شأن النطفة المتحركة .
وهناك مرحلة بطيئة في انتقال النطاف , تلك هي التي تقطع النطاف خلالها عنق الرحم ,فقناة عنق الرحم تكون ممتلئة بسائل لزج , ولكن التغيرات الهرمونية التي تحدث وقت الإباضة تؤدي الى الإقلال من الزوجة هذا السائل , وتيسر بالتالي رحلة النطاف , ومن عنق الرحم تخرج النطاف ببطء الى جوف الرحم .
أما فيما يتعلق بحركة النطاف داخل الرحم , فإن التقلصات الرحمية التي يمكن أن تترافق مع الحادثة الجنسية تلعب دورا في تسريع حركة النطاف داخل الرحم , غير أن هذه ليست ضرورية , فلقد لوحظ أن حادثة الإخصاب يمكن أن تتم بدونها , وهنا لا بد للنطفة من أن تعتمد على نشاطها الحركي الخاص , يعد مدخل الأنابيب الرحمية حاجزا آخر في طريق النطاف , وفي حالة الأنواع التي تنضج عندها بيضة واحدة في وقت واحد فإن دخول النطاف الى الأنبوب الرحمي المجرد من البيضة يؤدي لفشل وقوع الإخصاب , ولقد لوحظ ان مكان اتصال الرحم مع الأنبوب الرحمي يمكن أن يعمل كصمام يسمح للنطاف بالعبور أو يعيق هذه الحركة , وهذا الأمر يبدو جليا في بعض الأنواع أكثر منه في أنواع أخرى , والنطف التي أصبحت في الانبوب الرحمي تتابع الآن رحلتها الى أعلى , بمساعدة تقلصات عضلات الأنبوب الرحمية وتيار السائل المتشكل , نتيجة حركة أهداب الخلايا المبطنة للأنبوب بالإضافة الى الحركة الذاتية للنطاف , وتشير المعطيات المتوفرة الى أن النطاف تتحرك بعكس
التيار الضعيف لحرك السائل المتجهة نحو الأسفل , وقد يكون هذا التيار عاملا موجها لحركة النطاف . إن حركة النطاف الذاتية لها أهمية في تقدم النطاف في النهاية العلوية فقط للأنبوب الرحمي .
وتتعرض النطاف أثناء تحركها لتأثيرات نسج الأقنية التناسلية الأنثوية . إن طبيعة هذه التأثيرات غير واضحة تماما , غير أنها تجعل النطاف مهيأة لاختراق أغشية البيضة , ولا يحدث الإخصاب في أنواع حيوانية كثيرة بدونها , وقد أظهرت تجارب إخصاب بيوض الثدييات في الزجاج In vitro أن النطاف المفرزة حديثا غالبا ما تكون ضعيفة المقدرة على الإخصاب , أما إذا تم حضن النطاف مع نسج جنسية أنثوية لعدة ساعات فإن مقدرة هذه النطاف على الإخصاب ترتفع بشكل ملحوظ , إن الزمن اللازم لتهيئة النطاف للإخصاب , من خلال هذه التأثيرات يستغرق حوالي ساعة عند الفأر , 5 – 6 ساعات عند الإنسان .
إن طبيعة التغيرات التي تنتاب النطاف نتيجة هذه التأثيرات تبقى غير واضحة تماما , غير أن بعض الأبحاث بينت أن هذه التغيرات مقرونة مع إزالة البروتينات التي تغطي رؤوس النطاف , وهذا البروتينات مصدرها الأقنية التناسلية للذكور , وتفيد في إعطاء رأس النطفة بعض الصلابة , وتحمى النواة من تأثير الدي أوكي ريبونو كلياز التي توجد في السائل الرحمي , ومن جهة أخرى فإن النطاف المأخوذة مباشرة من خصية الثدييات , دون المرور بالأقنية التناسلية للذكر , لا تكون قادرة على الإلقاح , لعدم وجود هذا النهد ولان انزيمات السائل الرحمي (دي أوكي ريبونو كلياز) تحل نواة النطفة , وبالإضافة الى ما سبق فهناك إشارات الى تغيرات معينة تحدث في الغشاء البلازما للنطفة , اثناء مرورها في الاقنية التناسلي للذكر .
إن النطاف التي لم تشارك في علمية الإخصاب يتم إبعادها من القناة التناسلية الأنثوية , فالموجودة منها في جوف الرحم تحمل عبر عنق الرحم الى المهبل , أما النطاف المتبقية في الأقنية الرحمية فتهضمها الخلايا البلعمية Phagocytic .
المصدر
الدين ، حسن ناصر . مقدمة في علم الجنين .جامعة ناصر – كلية العلوم – قسم علوم الحياة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|