أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-10-2020
1510
التاريخ: 30-3-2022
2279
التاريخ: 5-2-2016
10234
التاريخ: 30-3-2022
2018
|
ان الخريطة تعتبر وسيلة هامة من وسائل التعبير ، وهي لغة الجغرافيا ، فعن طريقها يتم عرض الأفكار الجغرافية وتتضح الظواهر الطبيعية والبشرية ، وأيضا يتم تحويل القوائم الإحصائية إلى أشكال مرئية.
هناك شبه إجماع على ان فن صناعة وإخراج الخرائط له ثلاثة عناصر أساسية هي : التخطيط والفن والقياس ، ولعل هذا يعني ضمنياً أن علم الخراط يتضمن التصميم الكرتوجغرافي والعرض البياني للإحصائيات المختلفة ــ فقط دون ما جمع المعلومات اللازمة لأنشاء هذه الخرائط ، وهذا ما يجعل علم الخرائط يختلف عن علم المساحة (1) وعلمي التصوير الجوي وتحليل الصور الجوية (2).
ومن جهة أخرى فإن طرق جمع المعلومات كموضوع بخرج عن إطار علم الخرائط قد مر بمراحل عديدة ، ويمكن أن يقال : إن جمع المعلومات فديم قدم الإنسان نفسه حيث كان الإنسان يقوم بكشف مناطق جديدة وارتياد ما حوله عله يعرف شخصية هذه المناطق ويحدد ضروبها ومسالكها والتعرف على الإمكانات الاقتصادية التي يمكن ان يستفاد منها ، وهو بذلك كان يحقق غريزته الطبيعية في حب الاستطلاع والمعرفة ، ولعل من المناسب هنا ان نقرر أن جمع المعلومات لم يكن فقط في شكل مواد جغرافية متنوعة بل كان أكثر من هذا ، وتمثل في رسم الخرائط والمصورات.
وبعد مشوار طويل تأكد فيه دور الميدان في جمع المعلومات الممثلة على الخرائط باختلاف أنواعها ليس مجال البحث هنا تفحص الوضع عن أحدث طرق جمع المعلومات الجغرافية وتمثيلها على الخرائط ــ وهذا ما يتمثل في الاستشعار عن بعد (3) حيث يتم الحصول على الصور بواسطة جهاز استشعار ثم تعالج وتحلل باستخدام طرق خاصة من اجل الحصول على خراط وإعداد مسوحات للموارد وغير ذلك من عمران وغابات وزراعة.
وعمل الخرائط يمر بعدة مراحل أساسية هي : الإعداد والتصميم والتقييم ، وعلى الرغم من كون هذه المراحل واضحة السمات والمعالم ولكل منها خصائصه إلا أنه يمكن القول أن الخرائط باختلاف أنواعها لها ثلاث وظائف أساسية هي :
1ـ تسجيل المعلومات الجغرافية سواء كانت من الحقل أو من المكتبة.
2- دراسة نماذج التوزيع المكاني بهدف التعرف على العلاقات بين الظواهر الجغرافية الموزعة على الخريطة.
3- نقل نتائج البحث الجغرافي بغض النظر عن نوعية ومجال تخصصه بشكل شمولي.
وعلى الرغم من أن الخريطة تمر كما أسفلنا بثلاث مراحل أساسية فإن مرحلة التصميم ذات أهمية خاصة في الدراسة الكرتوجرافية ، وقد استحوذت هذه الدراسة على جل اهتمام الباحثين فظهرت البحوث التي تناولت هذه المرحلة بالدراسة التفصيلية ، وقد أطلع المؤلف على العديد من هذه الدراسات واتضح أنه يمكن تصنيفها إلى ثلاث مجموعات تمثل اتجاهات واضحة هي كالتالي:
1ـ المجموعة الاولى :
وتركز هذه المجموعة من الدراسات على تنمية المعرفة الكرتوجرافية لدى الجغرافيين ليس فقط في مجال قراءة الخريطة بل وأيضاً في التصميم والإنتاج ، ومن الدراسات التي أكدت هذا الاتجاه دراسة جرين واندرسون 1956م وتناولت التقييم الزمني لقياس الوقت المستغرق في البحث عن المعلومة من الخريطة. ودراسة كلارك 1959م عن تقييم كل من طريقة الأعمدة والدوائر والمربعات والكور والمكعبات ، ودراسة ديكنسون 1963م وتناولت تقييم كل من طريقة الدوائر النسبية والنقط والكوروبلث ، ودراسة ربنسون 1975م وتناولت دور الخريطة في عملية الاتصال الخرائطي بين المصمم والمستخدمة. ودراسة جيتكس 1976م وتناولت الاتصال الخرائطي عبر الخرائط الإحصائية.
2- المجموعة الثانية :
وتركز هذه المجموعة على تنمية المعرفة الكرتوجرافية لدى الكرتوجرافيين بتمثيل المعلومات والبيانات بواسطة الرموز على الخرائط ، ومن الدراسات الرائدة في هذا المجال دراسة لبيرتن Bertin عن فن رسم رموز ودراسة بورد Board عن الخرائط كنماذج مترجمة من الروسية والتي ظهرت في كتاب شورلي وهاجيت (4) وأيضاً دراسة بيلي Baily 1974م وتناول بالدراسة اهم صعوبات فهم الخرائط ، ورأى أن أهمها اختلاط تفسير الرموز ، وقد اتفقت هذه الدراسة مع دراسة جريفز Graves 1980م في نفس النتائج.
3- المجموعة الثالثة :
وتركز هذه المجموعة على تنمية المعرفة الكرتوجرافية لدى الجغرافيين والكرتوجرافيين معا في اكتساب المهارات في رسم وتصميم الخرائط. وقد أكدت معظم الدراسات هنا على أن معظم رسامي الخرائط ليسوا على إدراك تام بالدور الأساسي لوظيفة الخريطة وكيفية تحليلها ، وتعد دراسة أولسن(Olson (5 رائدة في هذا المجال وأيضاً دراسة ربنسون بعنوان مظهر الخريطة ، هذا بالإضافة إلى أن اللبنات الاولى في هذا المجال تكلم عنها كل من بينج Bunge 1962 م وإمهوف Imohof 1963م وراتاجسكي Ratajski 197-م ، كما تعتبر أفكار كولانى Kolany التي نشرها عام 1969م إسهاما رئيسياً في مجال طرق رسم الخرائط حديثا ، وهو يرى أن انتاج الخرائط واستعمالاتها ذو وجهين لعملة واحدة لا غنى لاحدهما من الأخر، وبهذا أضاف مفاهيم جديدة إلى المفهوم الغالب لفن رسم الخرائط في عصرنا الحديث، وقد كان هو نفسه الذي اقترح في المؤتمر العالمي الرابع لفن رسم الخرائط الذى عقد في نيودلهى بالهند 1968م بتكوين جماعة من الرسامين يتخصصون في رسم الخرائط الخاصة بالمعلومات.
_______________
(1) علم المساحة : هو العلم الذي يبحث في فن تحديد مواقع النقط على سطح الأرض بالنسبة لبعضهما البعض ، والهدف من ذلك تحضير خرائط توضح مواقع هذه النقط بشكل مطابق لما هو موجود في الطبيعة، كما يتضمن هذا العلم أيضاً نقل معلومات من الخرائط المساحية الدقيقة إلى الأرض.
(2) حتى عام 1960 كان هناك ما يعرف بعلم تحليل ودراسة الصور الجوية Aerial photo Interpretation وكان يقصد بهذا العلم النقاط الصور الفوتوغرافية بواسطة الطائرات باستخدام الأفلام التقليدية ، ومنذ مطلع الستينيات انقسمت دراسة الصورة الجوية إلى قسمين هما : تحليل الصور الجوية والمساحة الجوية photo – grammetry وهنا اهتم بالقياس من الصور الجوية وإعداد الخرائط.
(3) الاستشعار عن بعد : هو قياس أو الحصول على معلومات لبعض خصائص الظاهرات في جهاز تسجيل لا يحتك مباشرة بالظاهرة الجغرافية. وهو عملية جمع البيانات في الموجات ما بين فوق البنفسجية إلى نطاق الراديو.
راجع:
Reeves , Rechert , Manial of Romoto sensing. Fallschurch, va : Americam society of photogrammetry , 19 1975 . p. 5.
(4) ظهر بالاتحاد السوفيتي دراسة فن المعلومات عام 1974 وعلى الرغم من أهمية هذه الدراسة إلا أن أثرها كان ضعيفاً في قارتي آسيا وأوروبا بسبب عدم الإلمام باللغة الروسية ولذلك أهمل الفصل الذي كتبه بورد Board عن الخرائط كنماذج من الترجمة الروسية والتي ظهرت في كتاب شورلي وهاجيت.
(5) Olson, J., Cartography and Geography , California 197.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|