الأسس الفيزيولوجية في حلابة الأغنام

تشبه الحلابة عملية جني المحصول لذلك يوجه المربي كل اهتمامه إلى زيادة كمية ونوعية الحليب المنتج بأقل مجهود ممكن وادنى ضرر لضروع الأغنام وبأقل تكلفة.

وتتميز وظيفة الغدد الثدية بأن الحليب الذي يتمثل فيها لا يخرج تلقائياً أو عفوياً مثل مفرزات الغدد الأخرى ذات الإفراز الخارجي، بل يتم ذلك أثناء التأثير على هذه الغدد بالرضاعة أو الحلابة، وعلى ذلك يمكن تعريف الحلابة بأنها عملية سحب الحليب من الضرع وهي عملية انعكاسية عصبية هرمونية إلى حد كبير.

ويقسم الحليب الموجود في فراغات الضرع إلى حليب الحويصلات وحليب المخازن ولسحب هذين القسمين يتحتم التأثير بنوعين مختلفين من التأثيرات، ويمكن الحصول على الجزء الموجود في مخازن الحلم والغدد والمجاري والقنوات الكبيرة عند إزالة مقاومة عاصرة قناة الحلمة، ويلاحظ ذلك عند ادخال أنبوية زجاجية رفيعة عبر قناة حلمة الضرع  للنعجة فينساب الحليب تحت تأثير قوة الجاذبية، وضغط كتلة الحليب نفسه، ثم يتوقف نزول الحليب بعد فترة قصيرة، نظراً لتفريغ مخزني الحلمة، وإذا قمنا بإثارة الحلمة المجاورة وحلابتها باليد يعود الحليب لينساب بعد فترة تمهيدية بسيطة من الحلمة التي توجد فيها الانبوبة. ويفسر نزول الحليب مرة اخرى بحدوث الانعكاس العصبي المسؤول عن تفريغ الضرع من الحليب، وبعد انتهاء سيلان الحليب الناتج عن الانعكاس العصبي يبقى في كل قسم من نصفي الضرع كمية إضافية من الحليب تدعى "الحليب الإضافي" ويمكن الحصول عليه عند الاستمرار في عملية الحلابة. ومع ذلك يبقى في الحويصلات كمية من الحليب لا تخرج بعد الحلابة الطبيعية وتدعى "الحليب المتبقي" وتستخرج تجريبياً عند حقن الحيوان بهرمون الاوكسيتوكسين وتدليك الضرع.

ويجري انعكاس دفع وتفريغ الحليب على مرحلتين:

1- مرحلة عصبية:

تبدأ بإثارة المستقبلات العصبية الخارجية والداخلية في الضرع. وتولد التنبيه العصبي وانتقاله بواسطة الألياف العصبية إلى الجهاز العصبي المركزي وعودة الإشارة الجوابية بالألياف الحركية إلى العضلات العاصرة للحمة فتؤدي إلى  استرخائها أي أن هذه المرحلة تبدأ بتأثير ميكانيكي بعد مضي (2-6) ثواني وتستمر (25-30) ثانية.

2- مرحلة عصبية هرمونية:

وتعد استمراراً للأولى وتختلف عنها في أن الانعكاس يضم تفاعل عصبياً هرمونياً فالإثارة الحسية الخارجية تؤثر على مستقبلات الضرع الخارجية والداخلية وهذه بدورها تؤثر على مراكز انعكاس تفريغ الحليب في الجهاز العصبي المركزي ومنه إلى الفص الخلفي للغدة النخامية فتحث على تحرير هرمون الاوكسيتوسين (المخزن لديها) في الدم ويصل بواسطته إلى الضرع فيسبب انقباض الألياف العضلية الموجودة حول حويصلات الحليب وحول قنيات التغريق والقنيات الفرعية الأخرى مما يؤدي إلى خروج معظم الحليب الموجود فيها. أي أن هذه المرحلة تبدأ بعد مضي (25-50) ثانية من بدء التأثير ويستمر عدة  دقائق.

ودلت الأبحاث أثناء خدمة الحلابة الآلية على الأغنام أن عاصره الحلمة تكون في حالة تقلص في الفترة بين الحلابات، ويتحتم تسليط ضغط سلبي قدره (300 مم) زئبقي لإخراج الحليب منها.

المصدر: المرستاني, محمد ربيع موفق, وباسم مسلم اللحام (2007-2008). انتاج الاغنام (الجزء العملي).