المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



العلاقة بين التربية والوراثة  
  
3272   01:54 مساءً   التاريخ: 25-1-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص100-102
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-27 627
التاريخ: 2023-12-08 1015
التاريخ: 2024-09-25 229
التاريخ: 8-1-2016 2177

ادرك الانسان منذ أمد بعيد ان الابناء يشبهون الاباء او الاجداد في اغلب الصفات والحركات والمميزات وكذلك الكائنات الحية الاخرى من نبات او حيوان فهي تحمل نفس صفات وخصائص ومميزات الكائنات الحية التي انحدرت منها.

وكان العلماء آنذاك يعلمون ان في بذرة الزهرة، ونواة الشجرة ونطفة الانسان والحيوان ذخائر تنقل ملامح وصفات ومميزات الاجيال السالفة للأجيال اللاحقة فهم يعرفون اشياء عن الوراثة وقانونها، الا انهم يجهلون كثير من خصوصياتها.

وحتى ان الجينات الموجودة في الكروموسومات والتي تنتقل الصفات الوراثية ليست امراً جديدا كل الجدة كما يزعم علماء الوراثة اليوم، لان المتتبع و المتفحص في الاخبار الواردة عن النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه واله) والائمة الاطهار سلام الله عليهم اجمعين يجد ان كلمة (عرق) الواردة في بعض الاخبار الشريفة، لا تختلف من حيث المعنى عن كلمة (الجينة) المكتشفة حديثا من قبل علماء الوراثة في العصر الحديث.

فقد جاء عن النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) انه قال:

(انظر في أي شيء تضع ولدك فان العرق دساس)(1).

والحقيقة ان هذا الحديث الشريف يشير اشارة واضحة وصريحة إلى علم الوراثة حيث يعبر عن العامل فيها (بالعرق) والعرق دساس، والعرق لغة كما جاء في المنجد (مادة دس) : أن اخلاق الآباء تنتقل إلى الابناء لذلك يوصي رسول الله (صلى الله عليه واله) المسلمين ان يفحصوا عن الزوجة الجميلة الصالحة في المنبت الحسن ، لكي يرث الابناء الصفات الحسنة، والفضائل الكثيرة.

ويحذر (صلى الله عليه واله) من المرأة الحسناء في منبت السوء، بقوله (صلى الله عليه واله) :

(اياكم وخضراء الدمن، قيل : يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ !

قال : المرأة الحسناء في منبت السوء)(2).

وجاء عن امير المؤمنين (عليه السلام) قوله الشريف:

(حُسن الأخلاق برهان كرم الأعراق)(3).

وفي هذا الحديث الشريف دلالة واضحة على ان حسن الخلق الذي يتصف به الفرد، ينم عن اصالة العائلة وطهارة منبتها وكماله وشرافة طباع وكرم نفوس افرادها.

وأثر عن النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) قوله الشريف:

(اختاروا لنطفكم ارحاما طاهرة فان الخال احد الضجيعين)(4).

وعنه (صلى الله عليه واله) ايضاً:

(تخيروا لنطفكم فان العرق دساس)

فالرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) واهل بيته الاطهار سلام الله عليهم اجمعين، كانوا يكشفون هذه الحقائق الوراثية بنور الوحي والالهام، لذا فهم (عليهم السلام) لم يغفلوا هذا القانون الدقيق للوراثة، الذي لم تعرف اوروبا عنه شيئاً الا في عصرنا الحاضر، وهو من القوانين المهمة في حياة الكائنات الحية، لأنه يكفل لهذه الموجودات بقاء صورها النوعية الخاصة بها ، وعلى ضوئه يكتسب الابناء صفات الآباء من دون ان يبذلوا أي نشاط ارادي منهم.

________________

1- المستطرف في كل فن مستظرف: ج2 ، ص218.

2- وسائل الشيعة ج14، ص79.

3- غرر الحكم ودرر الكلم: ص167.

4- وسائل الشيعة: ج14، ص79.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.