أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-01
199
التاريخ: 16-10-2014
1751
التاريخ: 2024-09-01
201
التاريخ: 18-11-2014
1436
|
(أ) القرآن قبل الرحلة :
كان القرآن الكريم ينزل آية آية وسورة سورة ، ولما كان يتمتع بالفصاحة الخارقة والبلاغة الفائقة كان ينتشر بسرعة هائلة وكان العرب عشاق الفصاحة والبلاغة ينجذبون اليه فيأتون من بلاد بعيدة لاستماع بعض آياته من شفة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وعظماء مكة وأهل النفوذ من قريش كانوا عباد الأوثان وألد أعداء الدعوة الاسلامية ، وكانت محاولاتهم شديدة في ابعاد الناس عن النبي وعدم اعطاء الفرصة لاستماع القرآن بحجة أنه سحر يلقى عليهم.
ومع هذا كله كانوا يأتون في الليالي الظلماء خفية إلى قرب بيت النبي ويستمعون إلى الآيات التي كان يقرأها صلى الله عليه وآله وسلم.
وجدّ المسلمون أيضا في حفظ القرآن وضبطه ، لأن النبي أمر تعليم القرآن اياهم (1) ، ولأنهم كانوا يعتقدون أنه كلام الله تعالى ، وهو السند الأول لعقائدهم الدينية ، ويفرض عليهم في الصلاة قراءة سورة الفاتحة ومقدار آخر من القرآن.
ولما هاجر النبي إلى المدينة وانتظمت أمور المسلمين أمر الرسول جماعة من أصحابه بالاهتمام في شأن القرآن وتعليمه وتعلمه ونشر الأحكام الدينية وما ينزل عليه من الوحي ، فكانت تسجل هذه يوما فيوما حتى لا تضيع ، وأعفي هؤلاء عن الحضور في جبهات الجهاد كما هو صريح القرآن الكريم (2).
ونظرا إلى ان الصحابة المهاجرين من مكة إلى المدينة كان اكثرهم استفاد الرسول من الأسراء اليهود وأمر كل أسير أن يعلم عددا من أصحابه ، وبهذه الطريقة وجد في الصحابة جماعة متعلمين يعرفون الكتابة والقراءة.
ومن هؤلاء الجماعة اشتغل أناس بقراءة القرآن وحفظه وضبط سوره وآياته ، وهم الذين عرفوا فيما بعد بـ«القراء» ومنهم استشهد في واقعة بئر معونة أربعون أو سبعون شخصا.
وكان كلما نزل من القرآن أو ينزل تدريجا ، يكتب في الألواح او اكتاف الشاة أو جريد النخل ويحفظ.
والذي لا يقبل الشك ولا يمكن انكاره هو أن اكثر السور القرآنية كانت منتشرة دائرة على السنة الصحابة قبل رحلة الرسول ، وقد وردت اسماء كثير من السور في أحاديث جمة منقولة من طرق الشيعة والسنة تصف كيفية تبليغ النبي الدعوة الاسلامية و الصلوات التي كان يصليها وسيرته في قراءة القرآن.
وهكذا نجد في الأحاديث أسماء خاصة قبل رحلة الرسول لطائفة طائفة من السور كالطول والمئين والمثاني والمفصلات.
بعد رحلة الرسول :
بعدما ارتحل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى جلس علي عليه السلام الذي كان بنص من النبي أعلم الناس بالقرآن في بيته حتى جمع القرآن في مصحف على ترتيب النزول ، ولم يمض ستة أشهر من وفاة الرسول الا كان علي قد فرغ من عمل الجمع وحمله للناس على بعير (3).
وبعد الرحلة بسنة واحدة (4) حدثت حرب اليمامة التي قتل فيها سبعون من القراء ، ففكرت الخلافة في جمع السور والآيات في مصحف خوفا من حدوث حرب أخرى وفناء القراء وذهاب القرآن على أثر موتهم.
أمرت الخلافة جماعة من قراء الصحابة تحت قيادة زيد بن ثابت الصحابي بالجمع ، فجمعوا القرآن من الالواح وجريد النخل والاكتاف التي كانت في بيت النبي بخطوط كتاب الوحي والتي كانت عند بقية الصحابة. وعندما كملت عملية الجمع استنسخوا عدة من النسخ وأرسلت إلى الأقطار الاسلامية.
وبعد مدة علم الخليفة الثالث (5) أن القرآن مهدد بالتحريف والتبديل على اثر المساهلة في أمر الاستنساخ والضبط ، فأمر بأخذ مصحف حفصة وهي اول نسخة من نسخ الخليفة الأول وأمر خمسة من الصحابة منهم زيد بن ثابت أن يستنسخوا من ذلك المصحف ، كما أمر أن تجمع كل النسخ الموجودة في الامصار وترسل إلى المدينة ، وكانت تحرق عندما تصل نسخة من تلك النسخ.
كتبوا خمس نسخ من القرآن ، فجعلوا نسخة منها في المدينة وأرسلوا نسخة إلى مكة ونسخة إلى الشام ونسخة إلى الكوفة ونسخة إلى البصرة. ويقال ان غير هذه النسخ الخمس أرسلت نسخة أيضا إلى اليمين ونسخة إلى البحرين. وهذه النسخة هي التي تعرف بـ«مصحف الامام» ، وجميع نسخ القرآن مكتوبة على احدى هذه النسخ.
الاختلاف الموجود (6) بين هذه النسخ والمصحف الأول أن في المصحف الأول كانت سورة البراءة بين المئين وسورة الأنفال في المثاني ، وفي مصحف الامام وضعت سورة الأنفال والبراءة في مكان واحد بين سورة الأعراف وسورة يونس.
_______________________
(1) سورة النحل : 44 ، وآيات كثيرة أخرى.
(2) سورة التوبة : 122.
(3) المصحف للسجستاني.
(4) الاتقان1/ 59 ، 60.
(5) المصدر السابق1/61.
(6) الاتقان 1 /62.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|