المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05

محزز الحيود
12-1-2016
أهـداف عمليـة اخـتبار المنتـج Product Test Process Goal
2023-06-15
Minimum Vertex Cover
26-4-2022
على مَنْ يتسلط الشيطان ؟
24-10-2014
السيد أسد الله بن عباس بن عبد الله بن الحسين الروباري
28-9-2020
عبور المغول من جيحون ومطاردة خوارزمشاه.
2023-05-24


تدوين القرآن في زمن النبيّ (صلّى الله عليه وآله)  
  
5294   03:10 مساءاً   التاريخ: 16-10-2014
المؤلف : محمد باقر الحكيم
الكتاب أو المصدر : علوم القرآن
الجزء والصفحة : ص101-107.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تاريخ القرآن / جمع وتدوين القرآن /

إنّ (طبيعة الأشياء) تدل بشكلٍ واضح على أنّ القرآن قد تمَّ تدوينه في زمن النبيّ (صلّى الله عليه وآله).

ونقصد بطبيعة الأشياء :

مجموع الظروف والخصائص الموضوعيّة والذاتية المسلَّمة واليقينيّة التي عاشها النبيُّ والمسلمون والقرآن ، أو اختصوا بها ، ممّا يجعلنا نقتنع بضرورة قيام النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بجمع القرآن في عهده؛ وهذه الظروف والخصائص هي ما يلي :

أ ـ يُعتبر القرآن الكريم الدستور الأساسي للأمّة الإسلامية ، وهو يشكِّل الزاوية الرئيسة التي يقوم عليها كيان الأُمّة العقيدي والتشريعي والثقافي ، إلى جانب المناهج الإسلامية الأُخرى عن المجتمع والأخلاق ، كما أنّه يُعتبر أتقن المصادر التأريخية لديها وأروع النصوص الأدبية.

ولم يكن المسلمون في صدر حياتهم الاجتماعية يملكون شيئاً من القدرات الفكرية والثقافية في مختلف الميادين التي يخوضها الفكر الإنساني غير القرآن الكريم ، فالقرآن بالنسبة لهم ـ بصفتهم أُمّة حديثة ـ يمثِّل المحتوى الروحي والفكري والاجتماعي لهم.

فمثلاً لم تكن الأُمّة الإسلامية حينذاك تملك من الثقافة العقيديّة ما تبني عليها إيمانها الراسخ بوحدانيّة الله سبحانه ، والكون والحياة ، أو بانحراف أصحاب الديانات الأُخرى في نظرتهم إلى المبدأ والمعاد غير الأدلّة والبراهين القرآنية.

والكلام ذاته يمكن أن يقال بالنسبة إلى المجالات الأُخرى ، فكريّةً كانت أم روحيّةً أم ثقافيّة.

كلُّ هذا يعطينا صورةً بارزةً عن الأهميّة الذاتية التي يتمتّع بها القرآن الكريم بالنسبة إلى حياة المسلمين ، ويحد النظرة التي يحملها المسلمون ـ باعتبارهم أُمّة ـ إلى القرآن الكريم.

ب ـ لقد عكف المسلمون ـ منذ البدء ـ على حفظ القرآن واستظهاره ، انطلاقاً من نظرتهم إلى القرآن الكريم ، وشعوراً بالأهميّة التي يحتلها في حياتهم الاجتماعية ومركزه من الدور الذي ينتظرهم في الحياة الإنسانية.

وقد تكوّنت نتيجة هذا الإقبال المتزايد منهم على حفظه واستظهاره جماعةٌ كبيرة ، عُرفت بحفظها القرآن الكريم ، واستظهارها لنصِّه بشكلٍ مضبوط.

ولكن السؤال عن كفاية هذه الوسيلة في جعل القرآن بمأمنٍ عن التحريف والتزوير نتيجةً للخطأ والاشتباه ، أو تعرُّضهم لظروف وعوامل أُخرى تمنعهم عن القيام بدورهم في حفظ النص القرآني من هذه الأخطار.

إنّ الصحابة الذين عُرفوا بحفظ القران مهما بلغو من الورع والتقوى والأمانة والإخلاص ، فهم لا يخرجون عن كونهم أشخاصاً عاديين يعتورهم الخطأ والنسيان ، كما أنّ ظرفهم التاريخي ، وطبيعة المسؤولية الملقاة على عاتقهم ، كانت تعرضهم للاستشهاد والقتل ، والانتشار في الأقطار الإسلامية بُغية الدعوة لله سبحانه؛ وكل هذه الأمور التي كانت متوقّعة تصبح خطراً على النص القرآني ، إذا تُرك مرتبطاً في حفظه بهذه الوسيلة ، ومرتَهناً بهذا الأُسلوب.

ويكفينا في تحقيق هذا الخطر على النص القرآني أن يقع بعض الصحابة البعيدين عن المدينة المنوّرة في اشتباه معيّن في النص القرآني ، ليقع الاختلاف بعد ذلك حينما يفقد المسلمون المرجع الأصيل لضبط النص.

ونحن هنا لا نريد أن نقول :

إنّ هذا الشيء قد تحقّق فعلاً ، وأنّ المسلمين قد وقعوا في هذا الاختلاف والخطأ ، ولكن لا نريد أن نؤكِّد أنّ هذا الأمر كان خطراً ماثلاً يمكن أن يقع فيه المسلمون في بعض الظروف.

ج ـ وقد كان الرسول (صلّى الله عليه وآله) يعيش مع الأُمّة في آمالها وآلامها ، مُدركاً لحاجاتها ، وواعياً للمسؤوليّة العظيمة التي تفرضها طبيعة الظروف المحيطة بتكوينها و(الأخطار) التي تهددها.

وهذا الإدراك والوعي يكشف عنه الدور العظيم الذي قام به النبي منذ البعثة حتّى وفاته (عليه الصلاة والسلام)؛ فقد عاش حياة الاضطهاد والضغط اللذين كانا وليدي قيامه بالدعوة إلى الله ـ سبحانه ـ وعمله على تغيير الأُمّة ، وقلب واقعها الفكري والسياسي والاجتماعي؛ ومثل هذا الدور يحتاج إلى مهارةٍ عظيمة وإدراكٍ دقيقٍ لواقع المجتمع ، وتقديرٍ للآثار والنتائج مع فهم للنفس البشرية وما تنطوي عليه من خيرٍ وشر.

ثُمَّ عاش حياة القيادة ، وسياسة الأُمّة ، وإدارة شؤونها في أصعب الظروف التاريخية ، حيث إنشاء الدولة وتوطيد التشريع والنظام في مجتمع كان لا يعرف ـ إلاّ لوناً باهتاً ـ عن كلِّ ما يمتّ إلى المجتمعات البشرية المنظّمة بصلة ، كما كان يؤمن بمفاهيم وأفكار بعيدة عن المفاهيم والأفكار الجديدة التي جاء بها الإسلام فمارس الحرب والجهاد ، وبلى المكر والخداع والنفاق والارتداد ، إلى غير ذلك من الأساليب والظروف المختلفة في أبعادها وآثارها.

وكان النبيُّ (صلّى الله عليه وآله) أيضاً على معرفة بتأريخ الرسالات الإلهيّة ونهايتها على يد المزوّرين والمحرِّفين وتجّار الدين ، كما يُصرِّح بذلك القرآن الكريم ، وينعى على أهل الكتاب هذا التحريف والتزوير.

فالإنسان الذي يكون قد خبر الحياة الإنسانية بهذا الشكل ، وحمل أعباء الرسالة والدعوة وقاد الإنسان في مجاهل الظلام ، حتّى أورده مناهل النور والحق لا يمكن أن نشك في إدراكه لمدى ما يمكن أن يتعرّض له النص القرآني من (خطر) حينما يربط مصيره بالحفظ والاستظهار في صدور الرجال.

د ـ إن إمكانات التدوين والتسجيل كانت متوفرةً لدى الرسول (صلّى الله عليه وآله) حيث لا تعني هذه الإمكانات حينئذ إلاّ وجود أشخاص قادرين على الكتابة ، يتوفّر فيهم الإخلاص في العمل إلى جانب توفُّر أدوات الكتابة ، وليس هنا من يشك تاريخيّاً في تمكُّن المسلمين من كلِّ ذلك.

هـ ـ ولا بُدّ أن نعترف بوجود عنصر الإخلاص للقرآن الكريم وأهدافه ، إذ لا يمكن أن نجد من يشك في توفّر ذلك لدى النبي (صلّى الله عليه وآله) مهما بلغ ذلك الشخص من التطرّف في الشك والتفكير؛ لأنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) حتّى على أسوأ التقادير والفروض التي يفرضها الكافرون برسالته والمنكرون لنبوّته ، لا يمكن إلاّ أن يكون مخلصاً للقرآن الكريم؛ لأنّه يؤمن بأنّ القرآن معجزته وبرهان دعوته الذي به تحدّى المشركين وهو على هذا الإيمان بالقرآن لا بُدّ وأن يحرص على حفظه وصيانته ، ويكون مخلصاً في ذلك أبعد الإخلاص.

وهذه العناصر الخمسة :

(أهمّيّة القرآن الكريم ، والخطر في تعرّضه للتحريف بدون التدوين وإدراك النبي (صلّى الله عليه وآله) لهذا الخطر ، ووجود إمكانات التدوين ، وحرص النبي (صلّى الله عليه وآله) على القرآن والإخلاص له) هي التي تكوِّن اليقين بأنّ القرآن الكريم قد تمّ جمعه وتدوينه في زمن الرسول (صلّى الله عليه وآله)؛ لأنّ أهميّة القرآن ، الذاتية ، مع وجود الخطر عليه ، والشعور بهذا الخطر ، وتوفّر أدوات التدوين والكتابة ، ثمّ الإخلاص للقرآن حين تجتمع لا يبقى مجال للشك بتدوين القرآن في عهد رسول الله وكتابته في زمانه.

الشبهة حول طبيعة الأشياء :

وليس عندنا في مقابل دلالة طبيعة الأشياء على هذه الحقيقة ، غير الروايات التي جاءت تذكِّر أنّ القرآن الكريم قد جُمع في عهد أبي بكر ، حيث جمع القرآن من العسب والرقاق واللخاف ومن صدور الناس بشرط أن يشهد شاهدان على أنّه من القرآن ، كما جاء ذلك في قصّة جمع القرآن المرويّة عن زيد بن ثابت (1) أو غيرها من النصوص التي تتحدّث عن هذا الأمر بطريقة أُخرى.

والواقع أن النصوص والروايات التي جاءت تتحدّث عن قصّة الجمع ليست متفقةً على صيغةٍ واحدة ولا على مضمونٍ واحد ، فهي تنسب الجمع إلى أشخاص مختلفين ، كما أنّها تختلف في زمان الجمع وطريقته والعهد الذي تمّ فيه (2).

وهي من أجل ذلك كلِّه لا يمكن الأخذ بمضمونها الفعلي للتّعارض الذي يسقطها عن الاعتبار والحجيّة ـ كما ذكر علماء الأُصول ـ وإنّما يمكن أن نفسِّر وجودها بأحد تفسيرين :

الأوّل :

أنّ هذه الروايات جاءت بصدد الحديث عن جمع القرآن بشكل (مصحف) منتَظَم الأوراق والصفحات ، الأمر الذي تمّ في عهد الصحابة ، وليست بصدد الحديث عن عمليّة أصل تدوين وجمع القرآن بمعنى كتابته عن بعض الأوراق المتفرِّقة أو صدور الرجال كما تشير إليه بعض هذه الأحاديث.

وهذا التفسير يقوم على أساس فرض الالتزام بصحّة المضمون الإجمالي الذي تؤكِّده الروايات بأكملها وهو حدوث عمليّة جمع للقرآن الكريم بعد النبي (صلّى الله عليه وآله).

الثاني :

أنّ هذه الروايات إنّما هي قصص وُضعت في عهودٍ متأخِّرة عن عهد الصحابة لإشباع رغبة عامّة لدى المسلمين في معرفة كيفيّة جمع القرآن.

ونحن نعرف من دراستنا للتأريخ الإسلامي أنّ حركةً أدبيّة واسعة ظهرت في التاريخ الإسلامي لتفسير الوقائع والأحداث التي عاشها المسلمون في الصدر الأوّل على شكل قصّة تتّسم بالحيوية والبراعة والإثارة ، بل امتدّ ذلك إلى الأحداث الجاهلية ، والقصّة حين بدأت فإنّما بدأت تعيش الإطار الديني ، وكان ذلك في أواخر عهد الصحابة ، وتطوّرت في عهد التابعين ونمت في عصور متأخِّرة ، واعتمدت بشكلٍ رئيس على الإسرائيليّات ، وعلى الوضع والخيال الذي يحاول أن يحقِّق أغراضاً اجتماعية أو سياسية أو نفسية أو ثقافية معينّة.

وهذه الحركة القصصيّة ليست بدعاً في التاريخ الإسلامي فحسب بل هي رغبة عامّة عاشت في مختلف العصور التاريخية القديمة منها والحديثة ، وما زلنا نشاهد القصّة التي تعتمد على أحداث ووقائع حقيقيّة وتختلط بصور وتفاصيل خياليّة وتستمد مقوماتها واتجاهاتها وأغراضها من الواقع الاجتماعي المعاش.

ونحن وإن كنّا نرغب أن نتّجه في تفسير هذه الأحاديث إلى الطريقة الأُولى ، ولكن لا نجد مانعاً من طرح هذا التفسير الآخر كأساسٍ للدراسة الموضوعيّة المفصّلة لهذه الأحاديث وغيرها.

وإضافةً إلى ذلك كلِّه نجد نصوصاً أُخرى تُصرِّح بأنّ القرآن الكريم قد تمّ جمعه في زمن الرسول (صلّى الله عليه وآله) بحيث تصلح أن تقف في مواجهة هذه النصوص (3).

ومن هذه النصوص ما رواه جماعةٌ من المحدّثين والحفّاظ منهم : ابن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل ، والترمذي ، والنسائي ، وابن حبان ، والحاكم ، والبيهقي ، والضياء المقدسي ، عن ابن عبّاس ، قال :

(قلت لعثمان بن عفّان : ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني ، وإلى براءة وهي من المئين ، فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)؟

ووضعتموهما في السبع الطوال ، ما حملكم على ذلك؟

فقال عثمان : إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان ممّا يأتي عليه الزمان ينزل عليه السورة ذات العدد ، وكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول : ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، وكانت الأنفال من أوّل ما أُنزل بالمدينة ، وكانت براءة من آخر القرآن نزولاً وكانت قصّتها شبيهة بقصّتها ، فظننت أنّها منها ، وقُبض رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ولم يبيِّن لنا أنّها منها ، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ، ولم أكتب بينهما سطر (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ووضعتها في السبع الطوال) (4).

وروى الطبري ، وابن عساكر عن الشعبي ، قال :

(جمع القرآن على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ستّة نفرٍ من الأنصار :

أُبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، ومعاذ بن جبل ، وأبو الدرداء ، وسعيد بين عبيد ، وأبو زيد ، وكان مجمع ابن جارية قد أخذه إلاّ سورتين أو ثلاثاً) (5).

وروى قتادة قال :

(سألت أنس بن مالك : من جمع القرآن على عهد النبي (صلّى الله عليه وآله)؟

قال : أربعة كلّهم من الأنصار : أُبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد) (6).

وروى مسروق :

ذكر عبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود ، فقال :

(لا أزال أُحبه ، سمعت النبي (صلّى الله عليه وآله) يقول : خذوا القرآن من أربعة : من عبد الله بن مسعود ، وسالم ، ومعاذ ، وأُبي بن كعب) (7).

وأخرج النسائي بسندٍ صحيح ، عن عبد الله بن عمر ، قال :

(جمعت القرآن فقرأت به كلّ ليلة ، فبلغ النبي (صلّى الله عليه وآله) فقال : اقرأه من شهر...) (8) .

ولابُدّ أن يكون المراد من (الجمع) في هذه الروايات (التدوين) وإلاّ فلا يعقل أن يكون عدد الحفاظ هذا العدد المحدود.

إذاً فمن الضروري أن نلتزم بأن القرآن الكريم قد تمّ جمعه وتدوينه زمن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بشكلٍ كامل متْقَن ، يمنع من تسرُّب التشويه والتزوير إليه.

_____________________
(1) البخاري ، باب جمع القرآن 6 : 89.

(2)  السيّد الخوئي ، البيان في تفسير القرآن : 247 ـ 249.

(3) راجع البيان : 250 ـ 252.

(4) منتخب كنز العمّال 2 : 48.

(5)  كنز العمّال 2 : 589.

(6)  صحيح البخاري ـ باب القرّاء من أصحاب النبي (صلّى الله عليه وآله) 6 : 202.

(7)  المصدر السابق.

(8) الإتقان ، النوع 20 / 1 : 124.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .