المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
احكام الاسارى
2024-11-24
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24

الانسان والبيئة علاقة تأثير وتأثر- تأثير الانسان في البيئة- تأثير الانسان على البيئة المشيدة
30-8-2022
أنواع مواقع المدن وقيامها - المواقع البؤرية
3-1-2023
الشعور بالشكر والامتنان
24-11-2019
GPS satellites
18-7-2020
مفهوم التنظيم
5-5-2016
Disulfides
27-10-2019


مرتكزات التربية الاخلاقية للبيئة في الاسلام  
  
2907   09:38 صباحاً   التاريخ: 21-1-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص114-118
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /

للدين ... أثر وأهمية كبيرة في حياة البشر، ومن المفيد الربط بين تعاليم الدين ومختلف جوانب النشاط الذي يقوم به الانسان في بيئته بما يخدم الانسان ومصالحه والحفاظ على الموارد الطبيعية. ومن الاهمية بمكان تزويد الباحث والدارس بجوانب التعليم الاساسية الخاصة بدور الدين في عملية حماية البيئة وحسن استثمارها، وحضّ البشر على تطبيق تعاليم الدين إلى انماط سلوكية سليمة.

وعلى كل باحث ان يعي من خلال تعاليم الدين الاسلامي وما جاء القرآن الكريم والاحاديث الشريفة ما يلي :

أ‌- ان كل ما خلقه الله خلقه بمقدار كما ونوعا.

ب‌- للإنسان دور خاص في هذا الكون الذي هو جزء منه.

جـ- من حق الاجيال القادمة الانتفاع بموارد المياه التي خلقها الله تعالى. وهذا يعني وجوب المحافظة على الموارد الطبيعية وعدم الاسراف في استهلاكها لحاجة الاجيال القادمة اليها.

د- ان للإسلام موقفا ايجابيا من البيئة بما يحقق مصالح الانسان.

هـ- ان الماء والهواء والنبات والحيوان مسخرة لخدمة الانسان، لذلك يجب عليه المحافظة عليها وحمايتها وتنميتها.

و- ان الاسلام يمنع الضرر بكل اشكاله، وان منعه قبل حدوثه اولى من معالجته.

ز- ان اتباع الانسان للتعاليم الاسلامية التي وردت في القرآن الكريم والاحاديث النبوية كفيلة بالحفاظ على البيئة وحمايتها(1).

ويمكن الاستفادة من التربية الاسلامية في بناء شخصية الفرد وتعزيز قيم العمل واتقانه وتوجيه الناشئة للتمسك بالمثل والقيم العليا والاستفادة من كل ما خلق الله في هذا الكون المسخر للإنسان ودون الاخلال بالتوازن البيئي.

وان كان الشعار المطروح اليوم هو سلامة البشرية بسلامة البيئة، فانه يجب العمل على جميع الاصعدة وفي مختلف الاتجاهات التي تقع ضمن دائرة البيئة بمفهومها الواسع وتعامل الانسان مع مختلف مكونات البيئة من نبات وحيوان وهواء وماء وغير ذلك على الشكل الموجودة عليه منذ ان خلقها الله تعالى.

واذا استطاع الانسان ان يتعامل مع البيئة وفق المفهوم الاسلامي فهذا يعني انه يتجه إلى بر الامان ودون حدوث ازمات او اضطرابات بيئية.

وان فشل السياسات الهادفة إلى حل المشكلات البيئية ، وعدم فاعلية القوانين وبعض التشريعات، وضعف الاجراءات العملية والتعليمية في صيانة البيئة، دعا بعض العلماء في الدول الغربية إلى اتهام الفكر الديني انه وراء الازمات البيئية المتلاحقة. اذ ان الديانات التوحيدية الثلاث تبالغ في مركز الانسان وسيطرته وتدعو إلى تحقير الطبيعة حسب زعمهم.

ويتهم (لين وايت) الاسلام بانه مسؤول عن تدني الطبيعة الناجم عن مفهوم التوحيد مثله في ذلك مثل المسيحية واليهودية. وهذا الاتهام للإسلام ربما يمكن تفسيره بانه نابع من جهل المفكرين الغربيين في الاسلام، وهذا يستدعي من علماء المسلمين توضيح الرؤية الاسلامية تجاه البيئة، وحمايتها، وصيانتها بأسلوب يتناسب وطبيعة المناقشات والحوارات العالمية، الدائرة حول الاوضاع البيئية المعاصرة (2).

ولتوضيح الاسس والمرتكزات التي يقوم عليها الفكر الديني دور اساسي في بيان معالجة الاسلام لكل القضايا والمشاكل التي تواجه الانسان في أي مكان او زمان . وقد قام الاسلام على مجموعة من الاركان والاصول. وهي بمثابة التعبير الحقيقي عن التزام الانسان بتعاليمه، ومع انتفائها او انتفاء بعضها لا يمكن ان يعتبر الانسان مسلما . وهذه الاركان تشكل في الحقيقة المرتكزات الاساسية للتربية الاخلاقية للبيئة من وجهة نظر الدين الاسلامي وهي :

1ـ التوحيد :

فالإسلام يقر بالتوحيد والوحدانية لله تعالى. والتوحيد هو مصدر الفكر والعمل الانساني. وبذلك يصبح التوحيد المبدأ الهادي في الدين والاخلاق والسلوك الاجتماعي. كما يعد مفهوم الصالح العام في الاسلام مدلولا هاما لمفهوم التوحيد. والايمان بالله هو ايمان بالرقابة الدائمة على الانسان وعلى تصرفاته، وهذه الرقابة تحفز الانسان الالتزام والمسؤولية.

2- الخلافة :

قال الله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ}[الأنعام: 165].

والغاية من الاستخلاف هو الاختبار وفقا لكلام النبي (صلى الله عليه واله) حيث قال : (الدنيا حلوة خضرة، وان الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون فاتقوا الله...).

فالإنسان وصي ومسؤول عن رعاية كل مخلوقات الله، واذا كان يستطيع استخدام هذه الامانة لمنفعته، الا انه لا يملك السيادة المطلقة، وسيدفع الانسان الثمن في الدنيا والاخرة في حال اساء استخدام هذه الامانة.

إن الاسلام يهتم بمفهومها الشامل ويتجاوز كل الحدود الدينية والقومية والجغرافية. وان البيئة والاخلاق البيئية موجودة في صميم النظرة الاخلاقية في القرآن الكريم تجاه العالم وهذا ما تهدف اليه التربية البيئية المعاصرة.

3- الحياة الاخرة :

قال الله تعالى:{وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}[القصص:77].

ان الايمان بالآخرة احد اركان الايمان، وهذا له اثره في علاقة الانسان بالبيئة، وتفكيره في الوجود ككل، والاسلام يدعو إلى التمتع بها والانتفاع بما فيها، ولكن دون افسادها.

ان الالتزام بتحقيق الاستخلاف شرط للنجاة من العذاب في الاخرة، قال تعالى:{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[الكهف: 110].

ان مبدا الثواب والعقاب موجود في الاسلام وهذا دافع قوي للإنسان لينطلق في عمله من مبدا الحلال والحرام والعدل والاصلاح، والحياة الاخرى لا تعد هي المحددة والموجه لطبيعة الحياة على الارض فحسب، بل ان الحياة الاخرى تعطي معنى للحياة الدنيا.

قال الله تعالى:{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ}[المؤمنون: 115].

ومن خلال قراءة نصوص آيات القرآن الكريم يمكن تكوين الفهم الصحيح للأسس التي وجه الاسلام الانسان من خلالها لتنمية الوعي البيئي والتربية السليمة في هذا الاتجاه(3).

________________

1ـ وهبي، د. صالح والعجمي، د. ابتسام درويش، التربية البيئية وافاقها المستقبلية ص 183، دار الفكر، دمشق، ط1، 2003م.

2ـ صبارين، محمد سعيد، تأملات في منطلقات التربية البيئية، ص38، جمعية حماية البيئة، الكويت، 1996م.

3ـ التربية البيئية وافاقها المستقبلية، م.س، ص185 – 186.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.