أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-1-2016
10012
التاريخ: 20-1-2016
1743
التاريخ: 21-1-2016
2493
التاريخ: 20-1-2016
1624
|
خلق الله تبارك وتعالى الانسان وسخر الكون والطبيعة وما فيها لخدمته ليعيش في هذه الدنيا بطمأنينة وسعادة. قال تعالى:{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}[لقمان:20]، وانطلق من مبدا اساسي وهو تحميله مسؤولية الخلافة والوصاية على هذه الارض.
وفطر الله تعالى الانسان على الخير كبيئته التي يعيش فيها جعلها سبحانه وتعالى مسخرة له، ويمكن ان نتلمس ذلك كله في سطوع الشمس وفي ضياء القمر وفي مياه البحار والانهار وفي عالم الحيوان والطير والنبات والجماد، والانسان خلقٌ من خلق الله لكن الله ميزه وكرمه وفضله على تلك المخلوقات، وقد ارتضى الانسان باختياره ان يتحمل الامانة بعد ان امتنعت السماوات والارض والجبال اشفاقا وتوجسا كما في النص القرآني الشريف، ولعل هذه الامانة هي الخلافة في هذه الارض التي تتطلب عمارتها وصلاحها كما ينبغي لمن اوتي عقلا راجحاً.
وفي القرآن الكريم اشارات صريحة ترشدنا بوضوح إلى هذا التسخير الرباني لكل ما في الكون والطبيعة ليكون في خدمة الانسان، واراد الله تعالى لهذا الانسان الالتفات إلى الحكمة من خلق الظواهر الكونية والطبيعية ومكوناتها من خلال الامور التالية :
أولا : انها مخلوقة لبني ادم ومسخرة لهم ومذللة، حيث يقول تعالى:{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[البقرة: 29] ، وقال تعالى:{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}[الملك: 15]
فالبيئة كلها بأرضها وسمائها ومائها وهوائها وجمادها ونباتها وحيواناتها، وما يلج في الارض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، كل ذلك قد خلقه الحق تبارك وتعالى مسخرا مذللا للإنسان، فهي خلقت له ومن اجله.
ثانيا : إن الكون والطبيعة وما فيها آيات دالة على قدرة الله تعالى ، يقول عز وجل:{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ * وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ * وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[الذاريات: 47 - 49] .
ثالثا : انها سبيل لعودة الانسان إلى خالقه وتذكيره بنعمه العظيمة، والتفكير في عظيم صنعه سبحانه وتعالى، والنظر الثاقب العميق إلى ما اودعه الله من التقدير والتدبير.
قال تعالى:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة:164]
وقال سبحانه وتعالى:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[ال عمران:190-191].
فالكون وما فيه، والطبيعة وما تحتوي عليه آيات من آيات الله سبحانه وتعالى، تنطق بالقدرة والعبرة لبني البشر بأن الخالق المدبر الحكيم في فعله، المتقن في صنعه قد وهبهم كل ما يحتاجون اليه في حياتهم الدنيا، وسخر لهم الاشياء ليس المطلوب منهم سوى المحافظة على النعم الالهية والتوجه اليه سبحانه وتعالى بالعبادة والشكر.
وتتمثل نظرة الاسلام إلى الكون، والطبيعة ومواردها في النقاط التالية :
اولا : ان كل ما خلق الله في الكون انما خلقه بمقدار كما وكيفا.
قال تعالى:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[القمر: 49].
وقال تعالى:{وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ}[الرعد: 8].
وقال تعالى:{وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ}[الحجر: 19].
ففي هذا الكون التنوع والاختلاف، وفي عناصره تحقيق لمصلحة بني ادم ودليل على عظمة الخالق، ويعتبر الانسان جزءا من هذا الكون الذي تكمل عناصره بعضها بعضا ولكن الانسان جزء متميز، وله موقع خاص بين اجزاء الكون.
ثانيا : ان الله لم يخلق شيئا في هذا الكون عبثا بل لحكمة او غاية، قال تعالى:{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الدخان: 38، 39]، .
فكل الاشياء مخلوقة لعبادة الله الذي يرزقها، وعبادتها لله تعالى تتم عن طريق ادائها الوظائف المقدرة لها في نفع بعضها بعضا مما يؤدي إلى تكافل كوني شامل.
ثالثا : ان الله استخلف الانسان في الارض، فبالإضافة إلى كونه جزءا من الكون، ومنفذا لأوامر الله الكونية، فهو مدين لهذه الارض لا مالك لها ومنتفع بها لا متصرف.
وقد يكون واضحا.. ان خلافة الانسان في الارض ارتبطت بتسخيرها من الله تعالى للإنسان وتمهيدها له ليعيش عليها صالحة، ويحيا فيها حياة كريمة.
رابعا : ان جميع موارد الحياة خلقها الله لنا، وبالتالي فان الانتفاع بها يعتبر في الاسلام حقا للجميع، ولذلك فانه يجب ان يراعي في استخدامها مصلحة الناس جميعا، وينبغي ان لا ينظر إلى هذه الملكية على انها منحصرة في جبل معين دون غيره، بل هي ملكية مشتركة لجميع الناس، ينتفع بها كل جبل بحسب حاجته دون اخلال بمصالح الأجيال القادمة.
خامساً : ان حق الاستثمار والانتفاع والتسخير الذي شرعه الله للإنسان يقابله واجب يقتضي المحافظة على الموارد الطبيعية كما وكيفا.
فقد خلق الله جميع اسباب الحياة للإنسان لتحقيق العديد من الاهداف كالتفكير والعبادة، والسكن والتعمير، والمتعة وتذوق الجمال اضافة إلى الانقطاع والاستثمار.
فلا يجوز للإنسان افساد البيئة بإخراجها عن طبيعتها المناسبة لحياة البشر واستقرارهم فيها، كذلك لا يجوز استثمار تلك الموارد بشكل غير رشيد يفسد مواردها او يعرضها للتشويه.
سادسا : موقف الاسلام من البيئة ومواردها هو موقف ايجابي، فكما يقوم على الحماية ومنع الفساد يقوم ايضا على البناء والتعمير والتنمية، حيث امر الاسلام بإحياء الموات وعمارة الارض، فغاية الاسلام من المحافظة على البيئة وعمارتها : تحقيق مصلحة عباد الله كافة (1).
______________
1ـ قضايا البيئة من منظور اسلامي – ص72-76-م.س.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|