المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

حكيمة بنت الامام الجواد (عليه السلام)
21-05-2015
الدورية Periodical
27/12/2022
سفيان بن عمارة الطائي الكوفي.
25-10-2017
الرصاص lead
2-1-2016
استنتاج حكم فقهي من الآية من الاية29 سورة البقرة
2023-06-30
مؤشـرات مـعـيـار الأفـراد في تـقييم أداء المؤسـسة
23/10/2022


الكون والطبيعة في النظرة الاسلامية  
  
3010   01:41 صباحاً   التاريخ: 20-1-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص87-91
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /

خلق الله تبارك وتعالى الانسان وسخر الكون والطبيعة وما فيها لخدمته ليعيش في هذه الدنيا بطمأنينة وسعادة. قال تعالى:{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}[لقمان:20]، وانطلق من مبدا اساسي وهو تحميله مسؤولية الخلافة والوصاية على هذه الارض.

وفطر الله تعالى الانسان على الخير كبيئته التي يعيش فيها جعلها سبحانه وتعالى مسخرة له، ويمكن ان نتلمس ذلك كله في سطوع الشمس وفي ضياء القمر وفي مياه البحار والانهار وفي عالم الحيوان والطير والنبات والجماد، والانسان خلقٌ من خلق الله لكن الله ميزه وكرمه وفضله على تلك المخلوقات، وقد ارتضى الانسان باختياره ان يتحمل الامانة بعد ان امتنعت السماوات والارض والجبال اشفاقا وتوجسا كما في النص القرآني الشريف، ولعل هذه الامانة هي الخلافة في هذه الارض التي تتطلب عمارتها وصلاحها كما ينبغي لمن اوتي عقلا راجحاً.

وفي القرآن الكريم اشارات صريحة ترشدنا بوضوح إلى هذا التسخير الرباني لكل ما في الكون والطبيعة ليكون في خدمة الانسان، واراد الله تعالى لهذا الانسان الالتفات إلى الحكمة من خلق الظواهر الكونية والطبيعية ومكوناتها من خلال الامور التالية :

أولا : انها مخلوقة لبني ادم ومسخرة لهم ومذللة، حيث يقول تعالى:{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[البقرة: 29] ، وقال تعالى:{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}[الملك: 15]

فالبيئة كلها بأرضها وسمائها ومائها وهوائها وجمادها ونباتها وحيواناتها، وما يلج في الارض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، كل ذلك قد خلقه الحق تبارك وتعالى مسخرا مذللا للإنسان، فهي خلقت له ومن اجله.

ثانيا : إن الكون والطبيعة وما فيها آيات دالة على قدرة الله تعالى ، يقول عز وجل:{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ * وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ * وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[الذاريات: 47 - 49] .

ثالثا : انها سبيل لعودة الانسان إلى خالقه وتذكيره بنعمه العظيمة، والتفكير في عظيم صنعه سبحانه وتعالى، والنظر الثاقب العميق إلى ما اودعه الله من التقدير والتدبير.

قال تعالى:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة:164]

وقال سبحانه وتعالى:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[ال عمران:190-191].

فالكون وما فيه، والطبيعة وما تحتوي عليه آيات من آيات الله سبحانه وتعالى، تنطق بالقدرة والعبرة لبني البشر بأن الخالق المدبر الحكيم في فعله، المتقن في صنعه قد وهبهم كل ما يحتاجون اليه في حياتهم الدنيا، وسخر لهم الاشياء ليس المطلوب منهم سوى المحافظة على النعم الالهية والتوجه اليه سبحانه وتعالى بالعبادة والشكر.

وتتمثل نظرة الاسلام إلى الكون، والطبيعة ومواردها في النقاط التالية :

اولا : ان كل ما خلق الله في الكون انما خلقه بمقدار كما وكيفا.

قال تعالى:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[القمر: 49].

وقال تعالى:{وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ}[الرعد: 8].

وقال تعالى:{وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ}[الحجر: 19].

ففي هذا الكون التنوع والاختلاف، وفي عناصره تحقيق لمصلحة بني ادم ودليل على عظمة الخالق، ويعتبر الانسان جزءا من هذا الكون الذي تكمل عناصره بعضها بعضا ولكن الانسان جزء متميز، وله موقع خاص بين اجزاء الكون.

ثانيا : ان الله لم يخلق شيئا في هذا الكون عبثا بل لحكمة او غاية، قال تعالى:{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الدخان: 38، 39]، .

فكل الاشياء مخلوقة لعبادة الله الذي يرزقها، وعبادتها لله تعالى تتم عن طريق ادائها الوظائف المقدرة لها في نفع بعضها بعضا مما يؤدي إلى تكافل كوني شامل.

ثالثا : ان الله استخلف الانسان في الارض، فبالإضافة إلى كونه جزءا من الكون، ومنفذا لأوامر الله الكونية، فهو مدين لهذه الارض لا مالك لها ومنتفع بها لا متصرف.

وقد يكون واضحا.. ان خلافة الانسان في الارض ارتبطت بتسخيرها من الله تعالى للإنسان وتمهيدها له ليعيش عليها صالحة، ويحيا فيها حياة كريمة.

رابعا : ان جميع موارد الحياة خلقها الله لنا، وبالتالي فان الانتفاع بها يعتبر في الاسلام حقا للجميع، ولذلك فانه يجب ان يراعي في استخدامها مصلحة الناس جميعا، وينبغي ان لا ينظر إلى هذه الملكية على انها منحصرة في جبل معين دون غيره، بل هي ملكية مشتركة لجميع الناس، ينتفع بها كل جبل بحسب حاجته دون اخلال بمصالح الأجيال القادمة.

خامساً : ان حق الاستثمار والانتفاع والتسخير الذي شرعه الله للإنسان يقابله واجب يقتضي المحافظة على الموارد الطبيعية كما وكيفا.

فقد خلق الله جميع اسباب الحياة للإنسان لتحقيق العديد من الاهداف كالتفكير والعبادة، والسكن والتعمير، والمتعة وتذوق الجمال اضافة إلى الانقطاع والاستثمار.

فلا يجوز للإنسان افساد البيئة بإخراجها عن طبيعتها المناسبة لحياة البشر واستقرارهم فيها، كذلك لا يجوز استثمار تلك الموارد بشكل غير رشيد يفسد مواردها او يعرضها للتشويه.

سادسا : موقف الاسلام من البيئة ومواردها هو موقف ايجابي، فكما يقوم على الحماية ومنع الفساد يقوم ايضا على البناء والتعمير والتنمية، حيث امر الاسلام بإحياء الموات وعمارة الارض، فغاية الاسلام من المحافظة على البيئة وعمارتها : تحقيق مصلحة عباد الله كافة (1).

______________

1ـ قضايا البيئة من منظور اسلامي – ص72-76-م.س.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.