المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



القرآن والاهتمام بعالم الحيوان  
  
1811   01:22 صباحاً   التاريخ: 20-1-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص409-413
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /

قبل ان يهتم العلم الحديث بالحيوان ويخصص له الدراسات المستقلة والمعاهد الخاصة بدراسته نجد ان القرآن يسبقه بأربعة عشر قرنا من الزمان واثنتي عشرة سنة، بالدعوة إلى دراسة الحيوان وتوجيه النظر إلى ملاحظته ومتابعته ومراقبته للوقوف على بعض أسرار معيشته، وما يمكن للإنسان الوقوف على بدائع حياته. وقد اكد التنزيل اهتمامه بالحيوان، بان اطلق اسماء بعض اصنافه على بعض سوره الشريفة ..... ، وقد ورد ذكر الدابة والدواب ثمانية عشر مرة، في آيات التنزيل بينما افرد القرآن ذكر اصناف من الحيوان مرة واحدة في بعض سوره، مثل البعوضة، وفي سورة البقرة، فقال عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}[البقرة: 26].

ومثل الجمل، فقد ذكر مرة واحدة في سورة الأعراف بقوله سبحانه:{حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}[الأعراف: 40].

وقد أورد القرآن العظيم، ذكر الغراب مرتين لا ثالث لهما في سورة المائدة:{فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ}[المائدة: 31].

والثانية:{قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ}[المائدة: 31].

وقد جاء ذكر الهدهد مرة واحدة في سورة النمل قوله عز شأنه:{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ}[النمل: 20].

كما جاء ذكر الفيل مرة واحدة ايضا بقوله سبحانه:{الَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ}[الفيل: 1].

وجاء ذكر الضأن والمعز مرة واحدة ايضا، في سورة الانعام في قوله تعالى:{مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ}[الأنعام: 143].

وكذا السبع ذكر مرة واحدة بقوله تعالى : في سورة المائدة:{وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} [المائدة: 3].

بينما جاء ذكر النمل ثلاث مرات، مرة بالأفراد، وهي قوله سبحانه:{قَالَتْ نَمْلَةٌ}[النمل: 18].

واثنتان بالجمع، بقوله تعالى:{حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ}[النمل: 18].

والثانية:{يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ}[النمل: 18].

والثالثة في الآية رقم (18) من سورة النمل. والنمل حشرة ضمن عالم الحيوان الذي عنى به القرآن.

كما جاء ذكر الابل مرتين واحدة بالإنعام، قال تعالى:{وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ}[الأنعام: 144] ، والثانية بالغاشية:{أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}[الغاشية: 17].

اما لفظ الانعام، وهي الاغنام، والابل والبقر، فكلما ذكر فهو يعني هذه الاصناف الثلاثة، وقد تكرر في اثنتين وثلاثين مرة من مواضع التنزيل، في مثل قوله سبحانه:{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً}[النحل: 66].

بينما ذكر لفظ بهيمة الانعام ثلاث مرات، في مواضع التنزيل في مثل قوله تعالى:{أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ}[المائدة: 1].

كما جاء ذكر حيوانات بأسماء اصنافها مثل العجل، فقد تكرر عشر مرات في مواضع التنزيل مثل قوله تعالى:{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ}[البقرة: 54].

وذكر لفظ البقر تسع مرات في مواضع التنزيل مثل قوله تعالى:{إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا}[البقرة: 70] .

وذكرت الناقة سبع مرات في مواضع التنزيل مثل قوله سبحانه:{فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا}[الشمس: 13].

كما ذكر لفظ الخنزير خمس مرات في مجمل آيات التنزيل مثل قوله عز ذكره:{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ}[البقرة: 173].

وتكرر لفظ الحمير خمس مرات ايضا، في مثل قوله عز وجل:{إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}[لقمان: 19].

وكذلك الكلب تكرر ذكره خمس مرات في مثل قوله عز وجل:{وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} [الكهف: 18].

واما الخيل فتكرر لفظه خمس مرات في مثل قوله تعالى:{وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ}[آل عمران: 14].

وجاء ذكر لفظ النعجة اربع مرات في آيات التنزيل مثل قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً}[ص: 23].

اما لفظ الغنم فورد ثلاث مرات في مواضع التنزيل مثل قوله سبحانه:{وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي} [طه: 18].

كما ورد لفظ البغال مرة واحدة في القرآن جميعه:{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً} [النحل: 8].

وورد ذكر القردة ثلاث مرات:{فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}[البقرة: 65]. وكذلك ذكر الذئب ثلاث مرات في قوله تعالى:{وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ}[يوسف: 13].

وما ذكر الطير فقد ورد عشرين مرة في آيات التنزيل في مثل قوله عز وجل:{يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ}[سبأ: 10].  

الله الذي اتقن كل شيء، ولقد كرم الحق تعالى النحل ورفع ذكره وخلده في الدستور الخالد القرآن العظيم بان سمى سورة من سوره بسورة النحل.

ثم خصه بميزة اخراج الشراب من بطونه وخصه بميزة اسمى بان جعل فيه شفاء للناس، كل الناس وليس المؤمنون خاصة بل للناس مؤمن وكافر وغيره.

هذا جملة ما جاء ذكره في القرآن الكريم، من اسماء وانواع الحيوان.. ولم يكتف القرآن في اهتمامه بالحيوان على دعوة الانسان للنظر اليه بتعدد ذكر اصنافه وانواعه فقط، بل سبق العلم في ايراد ابراز حقائق علمية عنه، تمكن الانسان من الوقوف على اصول علم الحيوان ومعرفة اسراره فدعاه للنظر والمشاهدة، ومن خلال متابعتها للوصف الظاهري يمكن التوصل إلى معرفة مدى سلامته وقوة بدنه وصحته، أو معرفة درجة اصابته، وذلك بدقة المشاهدة أي الرؤيا بالبصر، وقد تحدث القرآن عن ذلك وأورد الوصف العلمي التفصيلي لمشاهدة بصر الانسان للحيوان، وذلك بوصف وتشخيص بقرة بني اسرائيل حال جدالهم لموسى الكليم (عليه السلام)، فجاء القرآن بأوصاف مميزة لها عن غيرها من سائر ابناء جنسها من بني اسرائيل آن ذاك، واستمر الجدال منهم وتوالت آيات التنزيل بالوصف، في ذلك الحوار القرآني الرائع (1)، وغير ذلك من الامور....

أما الحشرات فبالإضافة إلى ذكر النمل – كما تقدم – فقد ورد ذكر الذباب مرتين، كما في سورة الحج:{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا}[الحج: 73].

وكذلك حشرة الجراد ذكرت مرتين في مثل قوله تعالى:{يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ}[القمر: 7].

وجاء ذكر العنكبوت مرتين كما في قوله تعالى:{كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}[العنكبوت: 41].

 وجاء ذكر القمل والضفادع مرة واحدة لكل منهما في قوله تعالى:{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ}[الأعراف: 133].

 كما جاء ذلك الحية وهي من الافاعي مرة واحدة في التنزيل في قوله تعالى:{فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى}[طه: 20].

وجاء لفظ الثعبان وهو جملة من الافاعي ايضا مرتين في آيات التنزيل مثل قوله عز وجل : {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ}[الأعراف: 107].

وذكر القرآن الكريم الاسماك على اختلاف الوانها وانواعها بلفظ اللحم الطري، فجاء ذكر السمك {لَحْمًا طَرِيًّا}[النحل: 14].

في افراد تعدد النعم على الانسان سواء في البر او في البحر، وورد لفظه مرتين في مثل قوله عز وجل:{وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا}[فاطر: 12].

والنحل هو الحيوان الوحيد الذي اوحى الله تعالى اليه، وتمثل الوحي في بيان مكان اقامته وانشاء مساكنه وكيفية بناءها ودرجة التفاضل فيها وهي الجبال ثم الشجر ثم ما يعرشه الانسان ترتيب دقيق الصنع.

____________________

1ـ عبدالله، محمد محمود، القرآن والاهتمام بعالم الحيوان، ص7 – 10، دار ابن زيدون، ط1، بيروت، 1421 هـ 2000م.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.