المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Pershing
22/10/2022
دور الإمام الثالث الحسين بن علي (عليه السلام) في التفسير
1-02-2015
q-Integral
28-8-2019
الإعفاء لأسباب دينية وخيرية وثقافية
25-2-2022
Powder of Dielectric Spheres
11-8-2016
الوضع‏
20-3-2016


هدف وفوائد الطفل من اللعب  
  
2302   11:58 صباحاً   التاريخ: 18-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص239ـ243
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

إن الطفل ينشد التسلية والترفيه وقضاء الوقت والتعرف الى العالم والهروب من الحالات المغمة والمضجرة، وهو يعمد عبر ذلك الى ملء أوقات فراغه ويخرج نفسه من الوحدة والعزلة. إن الطفل ليسعى من خلال اللعب الى استهلاك طاقاته الاحتياطية والتغلب على العقد والهموم التي حملها طوال اليوم أو الأسبوع ويأخذ لنفسه الثأر ممن ظلمه بالإضافة الى إيجاد صديق وصاحب له ولا يبقى وحده.

إنه يريد من خلال اللعب أن يظهر نفسه ويختبر قوته وقدرته وإمكاناته ويعرف شيئاً من أسرار العالم ويعرف اشباهه واقرانه ويعيش لحظات سعيدة ويفك عقده ويتعلم شيئاً وغير ذلك.

ـ فوائد اللعب :

للعب في حياة الطفل دور حيوي إذ يصل حب الطفل للعب الى الحد الذي يود ممارسته حتى لو كان تعبا من جراء أعمال متعبة وطويلة بل يعمل على إزالة تعبه من العمل باللعب.

إن اللعب يساعد على تربية الروح ويبعث السرور والبهجة في نفس الطفل، وفي ظله يمكن تعليمه الكثير من السجايا الخلقية والاجتماعية وزرع روح التعاون والصداقة والمودة والقيادة والانضباط فيه من خلال اللعب.

يمكن من خلال اللعب أن يفهم الطفل بأنه لا يستطيع أن يكون أنانياً إذا أراد النجاح، وإذا أراد أن ينجح في حياته وعمله فعليه أن يغير من اسلوبه أو القواعد الكلية الموجودة للعمل ويغض الطرف أحياناً عن مصالحه لصالح الناس ويسعى بدأب لخلق وضع أفضل.

إن اللعب بصورة جماعية يؤدي الى تربية الضمير الفردي الذي له دور كبير وأساس في حياة الطفل ويحدد حدود الحرية ويعين له النهج الذي ينبغي له اختياره في حياته.

وخلاصة القول:ـ إنه يمكن من خلال اللعب تعليم الطفل الضوابط والقرارات وإصلاح حالات التمرد وتنظيم أمره ودفعه لاتباع طريق التعقل والتفكر وقبول الانضباط.

ـ اللعب من أجل معرفة الطفل :

يمكن من خلال اللعب مع الطفل معرفة إن كان ضعيفاً أو قوياً، وما هي نقاط ضعفه وما هي نقاط قوته؟ هل قائد ام مَقود؟ تابع ام متبوع؟ هادئ ام مشاغب؟ مهاجم ام استسلامي؟

إن طريقة تعامل الطفل مع وسائل اللعب يمكن ان توقفنا على حقيقة احاسيسه إن كانت عدائية ام صديقة، أو ما هي الأمور التي تسبب له عدم الارتياح؟ أو من الذي يزعجه وما الذي يؤذيه؟ وما هي أمانيه التي يحلم بتحقيقها و..

كثيرة هي الصفات والمواهب التي يتم اكتشافها من خلال اللعب معه كالشجاعة أو الخوف، والحنان أو السخط وكذلك جوانب الأبداع والابتكار فيه وحالته إن كانت عادية أم مضطربة وهل يحب الانعزال ام الاختلاط بالآخرين و.. وهذه كلها نقاط إيجابية للمربي لكي يتخذ القرارات البناءة بشأن الطفل.

ـ اللعب من أجل تهدئة الطفل :

إن الطفل يستشعر الهدوء والسكينة أثناء اللعب، وتتلاشى عقده وآلامه وينسى همه وغمه.. وإلى جانب التسلية التي ينشدها الطفل من اللعب فإنه حينما يصيح بوجه الدمية أو يضربها بالأرض، أو يقدم على تمزيق الورق أو قطعة القماش يكون قد عمل على إخلاء عقده.

يشعر الطفل في اللعب الجماعي انه قد حظي بالترحيب بين المجموعة، وأن الآخرين يقيمون له وزناً ويحترمونه ويحسبون له حساباً وهذا بحد ذاته مدعاة للإصلاح والهدوء علماً ان كثيراً من صور حب الجاه والرغبات تتحقق في القيادة والرئاسة.

تجري لعبة القيادة على أساس الانتخاب، ولو ان الطفل لم يحصل على دور القائد في اللعبة فلن يجرحه ذلك بل سيتفهم الموقف بشكل ما وانها من حق من استلمها. وهذا خلاف الحالة التي يواجهها في البيت أو المدرسة ذلك ان الطفل يرى نفسه في البيت أو في المدرسة مداناً دوماً ويرى ان الوالدين والمعلمين يمارسون السلطة دون أن يكون له حق في التعبير عن الرأي.

ـ اللعب من أجل تعليم الطفل طريق الحياة :

إن كثيراً من اللعب المخصص للطفل يكون بناء.. وفي ظل ذلك يتعلم كيف يعيش وسط التجمعات والضوابط التي ينبغي له التمسك بها في حياته وما هو الموقف والاسلوب الذي عليه أن يتخذه في التحديات والصراعات.

تُوقف الألعاب الأطفال على ضوابط ومقررات الحياة وتخلق فيهم روح التعايش وتعلمهم فنون الحياة الجماعية. يعرف الطفل من خلال اللعب انه لا يمكنه إملاء رغباته دوماً عبر السخط والغضب ولا يمكنه أن يكون عصبياً في كل وقت أو ان يفرض رأيه أو ان  يجبر الآخرين دوماً على التسليم بمطاليبه بل من الضروري في بعض الحالات التسليم بمطاليب الآخرين خاصة إذا كانت محقة.

اللعب يعلّم الأطفال ان الحياة عبارة عن تعامل متبادل مع الآخرين وعليه تقديم الخدمات للآخرين في مقابل الحصول على المقابل، ولو اخذ شيئاً من احد فعليه أن يعطي في المقابل وإلا لما تحمل المجتمع وجودنا ولاعتبرنا طفيليين وممن يأكل بالمجان.

تخلق بعض الألعاب في نفس الطفل حب الشغل فتدفعه الى امتهان شغل ما أو ان يتعلم مقدماته ويستعد له فيدخل عالم الشغل في المستقبل وهو على بصيرة من أمره. كما انه يتعلم اثناء اللعب ما هي الأعمال المفيدة وما هي المضرة منها؟ وما هو الخطر منها وما هو الخالي من الخطر؟

هذا فضلاً عن انه يحفز الطفل على المصالحة ويعلمه انه لا يمكن في كل وقت تمرير رغباته عبر الجبر وممارسة الضغط.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.