أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-19
1581
التاريخ: 2023-03-07
1144
التاريخ: 15/9/2022
2191
التاريخ: 17-1-2016
2910
|
دعم واحتضان الطفل أمر ضروري، لكنه لن يكون ذا جدوى بالشكل المطلوب إن افتقر لمشاعر المحبة والحنان. فأطفالنا وكبار السن من ذوينا بحاجة للمحبة، وذلك تبعاً لحاجة الانس لدى الفرد وحاجته وضعفه وعجزه.
نحن نعرف في حياتنا أشخاصاً يتمارضون من أجل استدرار المحبة والحنان، أو انهم يدفعون أنفسهم للمرض نفسه بغية ذلك.
والمحبة أمر ضروري جداً في عملية الإصلاح والبناء التربوي للأطفال، فاذا ما نالوا المحبة من والديهم ومربيهم فإنهم سيقلعون عن بعض التصرفات المرفوضة.
وعلماء النفس يعيدون أسباب الكثير من الإنحرافات والتصرفات المعوجة الى قلة المحبة، ويعتقدون بأن هذا النقص طالما لم يتم تلافيه في الأطفال، فإن ذلك سيجعل إمكانية الإصلاح فيهم متعذرة.
بل ويمكن ان يؤدي النقص في المحبة والحنان الى الحرمان أو عدم الإحساس بوجود الأب أو الأم أو المربي ما يدفعهم فيما بعد الى عدم الاعتراف بوالديهم ومربيهم رسمياً، فاذا أوكل هؤلاء مسؤولية لهم فهم سيرفضونها، أو يبدر منهم العجز والضعف ان أرادوا إنجاز وظائفهم المدرسية وما شابهها... بعض الأطفال حينما يرون بأنهم ليسوا محظيين بالمحبة يضجرون في باطنهم، فتنهمر دموعهم في الخفاء ساعين لئلا يظهرون بذلك امامنا.
ـ دور المحبة :
الكثير من الأطفال يأسرهم الآخرون بفضل المحبة والحنان اللذين يرونهما منهم، فيجدون كل الجد للقيام بأي عمل بغية إحراز رضاهم.
فالعبارات المفعمة بالمحبة، والملاطفة، واحترام الطفل تدفعه للاصغاء لكلام الطرف المقابل، بل وحتى للغرق في المشاعر اللطيفة التي يمنحها إياه.
والمحبة ضرورية من أجل النمو والتربية الروحية بذات المقدار الذي يكون فيه الطعام واجباً من أجل السلامة والنضج، لكن يبقى الشيء المهم هو في مراعاة النوعية والكمية في هذه المحبة. فلو أردنا ان ينهل الطفل الآداب من أعماق نبعه، فلا بد أن نكون رؤوفين مع الطفل فنبرز هذه المحبة على نحو ما لهم.
واذا افهمنا أطفالنا بأن مقادير محبتنا تجاههم لم تتناقص، وأنهم لا زالوا اعزاء علينا، فإن العديد من القضايا والصعوبات المتعلقة لا سيما السلوكيات المرفوضة عند الأطفال سيجري حلها، فقد اثبتت تجارب الحياة ان نقص المحبة هو في ذاته من العوامل التي تمهد أرضية الأحقاد والعصيان، فيما يكون سبيل التغلب عليها في إشباع الطفل من المحبة والحنان.
ـ ملاحظات حول المحبة :
المحبة التي ينبغي اللجوء اليها في تربية الأطفال لا بد وأن تكون بشكل يحظى بالمتطلبات التالية:ـ
1.المحبة يجب ان تكون النتيجة الطبيعية لعمل الطفل، وبعبارة أخرى ان المحبة ينبغي ان لا تكون مجانية وبغير حساب، وطبعاً يمكن اختلاق دواعٍ ليستحق الطفل المحبة بموجبها.
2.أن يكون مقدار المحبة متناسباً مع مقدار جهود ومساعي الطفل، فبأي مقدار كان الطفل منسجماً ومواكباً لسلوك ابويه ومربيه يفترض ان يحظى بالمحبة أكثر.
3.يجب مراعاة السن عند الإعراب عن المحبة، فالمقدار الذي يحتاجه الطفل ذو الثلاث سنوات يختلف عن مقدارها للطفل ذي العشر سنوات.
4.ويختلف نوع المحبة بما يتناسب واختلاف الأعمار، فالطفل ذو الـ(4-5) أعوام يجد ان المحبة والحنان يتلخصان في الطعام والملابس واللعب، بينما في حالة الطفل ذي الأعوام العشرة فأن الوضع والصورة ستكونان شيئاً آخر.
5.الطفل بحاجة للصدق، فهو يدرك الوان المحبة والحنان الحمقاء، ينبغي التحرز عن الاعراب عن مثل هذه المحبة.
6.السعي للتعرف وادراك مشاعر واحاسيس الطفل بصورة تامة، والعمل على أساس ذلك.
ـ تنبيهات وتحذيرات في المحبة :
هناك نقطة تجدر الإشارة اليها الا وهي:ـ نحن لا نروم الافراط في الإعراب عن المحبة، فينجر الأمر الى الدلال والتملق، ذلك لأن في هذه الحالة سيتم التفريط بالصبر في المعيشة ويصبح الشخص فرداً عاجزاً. كما انه من الضروري أيضاً تحري المحبة والحنان من قبل الوالدين والمربين والقادة الدينيين والمسؤولين الكبار، لأن لهذا الأمر تأثيراً إيجابياً أكثر على الطفل ويعمل على اقتلاع جذور العديد من التصرفات الخاطئة.
والشيء المهم في التربية هو وجوب ان لا تكون المحبة والاحتضان على صورة الاطماع والرشوة، ويكون مستعداً من الآن فصاعداً لتنفيذ الأعمال أو تجنب ارتكاب الإساءات في ظل شروط معينة. فلا ينبغي ابداً القول للطفل (اذا فعلت هذا الأمر، أو لم تفعل ذلك على هذا النحو، فإنني سأحبك) فالمحبة والمودة يجب ان تكونا دائماً موجودتين، وأحياناً تحظيان بقبول اكبر وأوسع.
كما ان من بين التحذيرات المهمة في مجال الاغمار بالمحبة، هو ان تكون المحبة ولا بد في حينها ومحلها، ويجب ان لا تؤجل الإشارة الى عمل الطفل الإيجابي في هذا اليوم، الى الغد ابداً، أو في الحالة التي ينبغي اللجوء للمحبة والاحتضان والمسارعة لتقديمها، لأن هذا الأمر يشكل شكلاً من اشكال سوء التربية ويشتمل على آثار سلبية.
ومن جنبات المحبة والاحتضان للطفل أيضاً، كتمان الأسرار، فيجب على الوالدين والمربين صيانة أسرار الطفل، فلو جرى أيداع أمر ما لدينا على انه سر، فينبغي ان نجتهد من أجل عدم افشائه، حتى وان كنا – في بعض الحالات – نقوم باطلاع بعض المربين عليه، فلا بد وان نوصيهم بعدم افشائه. لان الطفل إذا فقد الثقة بنا، فانه سوف لن يحدثنا بحديث بعد ذلك، فيغلق علينا إصلاحه وتربيته في وجوهنا.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|