المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

لا جبر في العاقبة
2-10-2014
تعريف الكذب
19/12/2022
البط المسكوفي
2024-05-05
الميرزا صادق ابن الميرزا محمد ابن المولى محمد
26-11-2017
اجزاء الحرف
15-7-2020
إدارة شركة المحاصة
7-10-2017


الحاجة الى المحبة لبناء الاطفال  
  
3589   10:19 صباحاً   التاريخ: 15-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص377ـ380
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

دعم واحتضان الطفل أمر ضروري، لكنه لن يكون ذا جدوى بالشكل المطلوب إن افتقر لمشاعر المحبة والحنان. فأطفالنا وكبار السن من ذوينا بحاجة للمحبة، وذلك تبعاً لحاجة الانس لدى الفرد وحاجته وضعفه وعجزه.

نحن نعرف في حياتنا أشخاصاً يتمارضون من أجل استدرار المحبة والحنان، أو انهم يدفعون أنفسهم للمرض نفسه بغية ذلك.

والمحبة أمر ضروري جداً في عملية الإصلاح والبناء التربوي للأطفال، فاذا ما نالوا المحبة من والديهم ومربيهم فإنهم سيقلعون عن بعض التصرفات المرفوضة.

وعلماء النفس يعيدون أسباب الكثير من الإنحرافات والتصرفات المعوجة الى قلة المحبة، ويعتقدون بأن هذا النقص طالما لم يتم تلافيه في الأطفال، فإن ذلك سيجعل إمكانية الإصلاح فيهم متعذرة.

بل ويمكن ان يؤدي النقص في المحبة والحنان الى الحرمان أو عدم الإحساس بوجود الأب أو الأم أو المربي ما يدفعهم فيما بعد الى عدم الاعتراف بوالديهم ومربيهم رسمياً، فاذا أوكل هؤلاء مسؤولية لهم فهم سيرفضونها، أو يبدر منهم العجز والضعف ان أرادوا إنجاز وظائفهم المدرسية وما شابهها... بعض الأطفال حينما يرون بأنهم ليسوا محظيين بالمحبة يضجرون في باطنهم، فتنهمر دموعهم في الخفاء ساعين لئلا يظهرون بذلك امامنا.

ـ دور المحبة :

الكثير من الأطفال يأسرهم الآخرون بفضل المحبة والحنان اللذين يرونهما منهم، فيجدون كل الجد للقيام بأي عمل بغية إحراز رضاهم.

فالعبارات المفعمة بالمحبة، والملاطفة، واحترام الطفل تدفعه للاصغاء لكلام الطرف المقابل، بل وحتى للغرق في المشاعر اللطيفة التي يمنحها إياه.

والمحبة ضرورية من أجل النمو والتربية الروحية بذات المقدار الذي يكون فيه الطعام واجباً من أجل السلامة والنضج، لكن يبقى الشيء المهم هو في مراعاة النوعية والكمية في هذه المحبة. فلو أردنا ان ينهل الطفل الآداب من أعماق نبعه، فلا بد أن نكون رؤوفين مع الطفل فنبرز هذه المحبة على نحو ما لهم.

واذا افهمنا أطفالنا بأن مقادير محبتنا تجاههم لم تتناقص، وأنهم لا زالوا اعزاء علينا، فإن العديد من القضايا والصعوبات المتعلقة لا سيما السلوكيات المرفوضة عند الأطفال سيجري حلها، فقد اثبتت تجارب الحياة ان نقص المحبة هو في ذاته من العوامل التي تمهد أرضية الأحقاد والعصيان، فيما يكون سبيل التغلب عليها في إشباع الطفل من المحبة والحنان.

ـ ملاحظات حول المحبة :

المحبة التي ينبغي اللجوء اليها في تربية الأطفال لا بد وأن تكون بشكل يحظى بالمتطلبات التالية:ـ

1.المحبة يجب ان تكون النتيجة الطبيعية لعمل الطفل، وبعبارة أخرى ان المحبة ينبغي ان لا تكون مجانية وبغير حساب، وطبعاً يمكن اختلاق دواعٍ ليستحق الطفل المحبة بموجبها.

2.أن يكون مقدار المحبة متناسباً مع مقدار جهود ومساعي الطفل، فبأي مقدار كان الطفل منسجماً ومواكباً لسلوك ابويه ومربيه يفترض ان يحظى بالمحبة أكثر.

3.يجب مراعاة السن عند الإعراب عن المحبة، فالمقدار الذي يحتاجه الطفل ذو الثلاث سنوات يختلف عن مقدارها للطفل ذي العشر سنوات.

4.ويختلف نوع المحبة بما يتناسب واختلاف الأعمار، فالطفل ذو الـ(4-5) أعوام يجد ان المحبة والحنان يتلخصان في الطعام والملابس واللعب، بينما في حالة الطفل ذي الأعوام العشرة فأن الوضع والصورة ستكونان شيئاً آخر.

5.الطفل بحاجة للصدق، فهو يدرك الوان المحبة والحنان الحمقاء، ينبغي التحرز عن الاعراب عن مثل هذه المحبة.

6.السعي للتعرف وادراك مشاعر واحاسيس الطفل بصورة تامة، والعمل على أساس ذلك.

ـ تنبيهات وتحذيرات في المحبة :

هناك نقطة تجدر الإشارة اليها الا وهي:ـ نحن لا نروم الافراط في الإعراب عن المحبة، فينجر الأمر الى الدلال والتملق، ذلك لأن في هذه الحالة سيتم التفريط بالصبر في المعيشة ويصبح الشخص فرداً عاجزاً. كما انه من الضروري أيضاً تحري المحبة والحنان من قبل الوالدين والمربين والقادة الدينيين والمسؤولين الكبار، لأن لهذا الأمر تأثيراً إيجابياً أكثر على الطفل ويعمل على اقتلاع جذور العديد من التصرفات الخاطئة.

والشيء المهم في التربية هو وجوب ان لا تكون المحبة والاحتضان على صورة الاطماع والرشوة، ويكون مستعداً من الآن فصاعداً لتنفيذ الأعمال أو تجنب ارتكاب الإساءات في ظل شروط معينة. فلا ينبغي ابداً القول للطفل (اذا فعلت هذا الأمر، أو لم تفعل ذلك على هذا النحو، فإنني سأحبك) فالمحبة والمودة يجب ان تكونا دائماً موجودتين، وأحياناً تحظيان بقبول اكبر وأوسع.

كما ان من بين التحذيرات المهمة في مجال الاغمار بالمحبة، هو ان تكون المحبة ولا بد في حينها ومحلها، ويجب ان لا تؤجل الإشارة الى عمل الطفل الإيجابي في هذا اليوم، الى الغد ابداً، أو في الحالة التي ينبغي اللجوء للمحبة والاحتضان والمسارعة لتقديمها، لأن هذا الأمر يشكل شكلاً من اشكال سوء التربية ويشتمل على آثار سلبية.

ومن جنبات المحبة والاحتضان للطفل أيضاً، كتمان الأسرار، فيجب على الوالدين والمربين صيانة أسرار الطفل، فلو جرى أيداع أمر ما لدينا على انه سر، فينبغي ان نجتهد من أجل عدم افشائه، حتى وان كنا – في بعض الحالات – نقوم باطلاع بعض المربين عليه، فلا بد وان نوصيهم بعدم افشائه. لان الطفل إذا فقد الثقة بنا، فانه سوف لن يحدثنا بحديث بعد ذلك، فيغلق علينا إصلاحه وتربيته في وجوهنا.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.