المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تزاوج هاليدات الألكيل مع المركبات العضوية المعدنية
27-11-2016
الفرق بين المفقود والغائب
15-9-2021
تصنيع الصوديوم
22-9-2016
Reflection: Defeasibility of inference versus cancellability of pragmatic meaning
13-5-2022
تفسير سورة الصف آية (4)
2024-02-16
RADIAN MEASURE
29-11-2020


التأويل عند أرباب القلوب !  
  
1931   07:33 مساءاً   التاريخ: 16-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص945-950.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير العرفاني /

للتأويل عند أرباب القلوب الواعية حديث طريف يختلف عن تأويلات الباطنية غير المبتنية على أساس معقول .

إن أهل التحقيق من أصحاب العرفان الصوفي يقرون تفسير أهل الشريعة ، في الأخذ بظاهر القرآن ويرونه الأصل في تنزيله ، سوى ان لهم في كلام الله مذاقات عرفانية رقيقة لا يمكنهم إغفالها ، لأنها بمثابة واردات أو هواتف هي سانحات ملكوتية قدسية ، تفاض على القلوب الواعية .

هذا تفسير كشف الأسرار المولى أبي الفضل رشيد الدين الميبدي تفصيلاً وتبييناً لتفسير العارف السالك الخواجا عبد الله الأنصاري ، تراه جمع بين الظاهر والباطن كلاً على حده . يفسر القرآن أولاً على نهج أهل الظاهر تفسيراً قويماً ، ثم يعرج على تفسيره وفق مذاقات أهل الباطن ، في ظرافة ولباقة كلاً في أحسن بيان ، مقراً بأن تفسير الظاهر هو الأصل ، ولولاه لما أمكن استخراج الباطن الذي هو الفرع .
نعم ، يرون من تفسير الباطن اللباب الخابئ تحت ذاك العباب .
قال سهل بن عبد الله التستري – في قوله تعالى : {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف : 106] - : يعني : شرك النفس الأمارة بالسوء .

[35/1] كما قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : " الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا " (1) .

قال : هذا باطن الآية . وأما ظاهرها فمشركو العرب يؤمنون بالله ، كما قال تعالى : {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزخرف: 87] . وهم مع ذلك مشركون يؤمنون ببعض ولا يؤمنون ببعض (2) .

إذن لم يخلط بين ظهر القرآن وبطنه وذكر كلاً على حده بأمانه . على أن الأخذ بالبطن كان مستنداً الى النبوي الشريف ، مضافاً الى كونه الأخذ بمفهوم الآية العام – حسبما نبهنا – مراعياً جانب المناسبة القريبة . فقد استجمع شرائط التأويل الصحيح .

نعم ، إن إخضاع القرآن للغة التي مقياسها الوضع المحدود ، عقال له عن الانطلاق فيما وراء الغيوب ، وإغلاق لباب الفهم الذي مقياسها العقل الرشيد مدعماً بإدراكات كان مجالها ما فوق العقل ألا وهو القلب الذي تحده الحدود ، لأنه عرش استواء تجليات الرب تعالى على مملكة الجسم .

[36/1] كما جاء في الحديث القدسي : " لم يسعني سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن " (3) وهو القلب الذي اختصه الله بالأسرار ويجب أن يستفتيه الإنسان إذا حار .

[37/1] سأل وابصة بن معبد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عن البر والإثم ؟ فقال : " يا وابصة ! استفت قلبك ؛ البر : ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب . والإثم : ما حاك في قلك وتردد في الصدر ، وإن أفتاك الناس " (4).

فذلك القلب له لغته كما أن للوضع لغته وللعقل لغته . فإذا كانت لغة الوضع تدرك بالألفاظ ويعبر عنها بالكلمات ، فلغة القلب تدرك بالذوق والإشراق ، الأمر الذي لا يحيط بالتعبير عنه الألفاظ والعبارات ، بل بالرموز والإشارات .

على أن تلك الإشارات المعبرة عن الواردات القلبية لها واقع مشروع أقره الحديث المأثور : " لكل آية ظهر وبطن وحد ومطلع " (5) .

إذن فأربابها متبعون لا مبتدعون ، وقد اختصهم الله بأسراره وأودعهم ملكوت أنواره ، ليكونوا مصابيح الهدى في غسق الدجى .

قال سعد الدين التفتازاني : " وأما ما ذهب إليه بعض المحققين من أن النصوص مصروفة على ظواهرها ، ومع ذلك فيها إشارات خفية الى دقائق تنكشف على أرباب السلوك ، يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة ، فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان " (6) .

فالإشارة ترجمان لما يقع في القلوب من تجليات ومشاهدات ، وتلويح لما يفيض به الله على صفوته من خلقه من أسرار وغوامض في كلامه وكلام رسوله .

قال الشيخ تاج الدين ابن عطاء الله الإسكندري (7) – في كتابه لطائف المنن - : اعلم أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله وكلام رسوله بالمعاني الغربية ليس إحالة للظاهر عن ظاهرة ؛ ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جلبت الآية له ، ودلت عليه في عرف اللسان . وثم أفهام باطنه تفهم عند الآية والحديث لمن فتح الله قلبه ، وقد جاء في الحديث : " لكل آية ظهر وبطن " ، فلا يصدنك عن تلقي هذه المعاني منهم أن يقول لك ذو جدل ومعارضة : هذا إحالة لكلام الله وكلام رسوله ، فليس ذلك إحالة ، وإنما يكون إحالة لو قالوا : لا معنى للآية إلا هذا ، وهم لم يقولوا ذلك ، بل يقرون الظواهر على ظواهرها مراداً بها موضوعاتها ، ويفهمون عن الله ما أفهمهم (8) .

نعم ، هناك ما يبرر موقف الصوفية من هذه التأويلات ، بأنها من تفسير الباطن للقرآن وراء تفسيره الظاهري ، مع العلم أن للقرآن ظهراً وبطناً ، ولا يعني التفسير الباطني نفي التفسير الظاهري ، بل هما معاً ثابتان جميعاً ، ومعه لا موضع للإنكار عليهم .

قال الأستاذ حسن عباس زكي (9) بصدد الدفاع عن مواضع الصوفية في تأويل القرآن : فالمفسرون من علماء الشريعة يقفون عند ظاهر اللفظ وما دل عليه الكلام من الأمر والنهي والقصص والأخبار والتوحيد ، وغير ذلك ، وأهل التحقيق أو الصوفية يقرون تفسيرهم هذا ، ويرونه الأصل الذي نزل فيه القرآن . ولكن لهم في كلام الله مع الأخذ بهذا التفسير الظاهري مذاقات لا يمكنهم إغفالها ؛ لأنها بمثابة واردات أو هواتف من الحق لهم .

فلا ينبغي أن نقف القرآن على تفسير معين على أنه المراد ، فلا نقول كما يقول البعض : إن التفسير الظاهري وحده هو المقصود ، كما لا يرى أهل التحقيق أن تفسيرهم وحده هو المراد ؛ لأن القول بالتفسير الظاهري وحسب ، تحديد لكلام الله غير المحدود ، وإخضاع القرآن للغة التي مقياسها العقل المحدود ، والوقوف في تفسير كلام الله عند العقل المحدود ، عقال عن الانطلاق فيما وراء الغيوب ، وإغلاق الباب لمذاقات ليس العقل مجالها ؛ لأنها لا تخضع لمقاييسه وإنما تخضع لشيء آخر فوقه ، وتدرك بلطيفة أخرى سواه ، إذن فهناك ما فوق العقل ألا وهو القلب ؛ فإن للقلب لغته كما أن للعقل لغته . وإذا كانت لغة العقل تدرك بالألفاظ ، ويعبر عنها بالكلمات ، فلغة القلب تدرك بالذوق ؛ لأنه لا يحيط بالتعبير عنها اللفظ .

ولنقرب الى الفهم ، فلغة القلب مثل التفاحة ، فلن يستطيع من أكلها وأحس حلاوتها أن يترجم باللفظ أو يعبر بالوصف – لمن لم يأكلها قبل – عن طعمها ومذاقها ، وهكذا لا تدرك لغة القلب العبارة ، وإنما يعبر عنها بالإشارة .

فالإشارة ترجمان لما يقع في القلوب من تجليات ومشاهدات ، وتلويح لما يفيض به الله على صفوته وأحبابه من أسرار في كلام الله وكلام رسوله .

ومن هنا كانت مذاقات الصوفية وأهل التحقيق في القرآن الكريم ، وهم لا يرون أن تلك المذاقات وحدها هي المرادة ، وإنما يأخذونها إشارات من الله  لهم بعد إقرار ما قاله أهل الظاهر من تفسير ، باعتباره أصل التشريع .
وجلي بعد ذلك أنه لا مجال المتعرض ممن ينكر عليهم مذاقاتهم ، ويراها ميلاً بكلام الله عن مجراها ، ما داموا لا يأخذون بمذاقاتهم وحدها ، وإنما يأخذون بهما مع إقرارهم لتفسير أهل الشرع . فلا يعنينا من ذي جدل أن يقول عن هذه الإشارات : إنها إحالة لكلام الله وتغيير لسياقه  ومجراه ؛ لأن ذلك يصدق لو قالوا : إنه لا معنى للآية إلا هذا ، وهم لا يقولون ذلك ، بل يقرون الظواهر على ظواهرها ، ويفهمون عن الله ما أفهمهم .

وذلك مصداق الحديث الشريف : " لكل آية ظهر وبطن وحد ومطلع " فالباطن لا يعارض الظاهر ، والظاهر لا يعارض الباطن .

وذلك النهج بعيد كل البعد عما نادى به " الباطنية " من الأخذ بباطن القرآن لا ظاهره ، وقصرهم معاني القرآن على ما ادعوه من تفسيراتهم دون غيره ؛ لأنهم بذلك لا يقرون الشريعة ويبطلون العمل بها ، وهم لا يخضعون دعواهم للنص القرآني ، بل يخضعون النص القرآني لدعواهم .

وهنا يزول ما التبس على البعض من أن مذاقات الصوفية في القرآن الكريم ، نزعة باطنية فبينهم وبينها آماد وأبعاد ، بل أنهم لبريئون منها ، ولينكرونها كل الإنكار ، وواضح ذلك من أنهم يأخذون بالباطن بعد الأخذ بالظاهر ، ويقرون الحقيقة بعد الأخذ بالشريعة ، ويرون أن الحقيقة نفسها أساسها الشريعة ، فالفرق ثمة كبير ، والبون شاسع وعظيم .
ولا مجال بعد هذا الإيضاح لإنكار من ينكر على الصوفية مذهبهم في الإشارات وما يختصهم الله به في كلامه وكلام رسوله (صلى الله عليه واله وسلم) من الأسرار والفيوضات .

على أن تلك الإشارات أمر مشروع أقره الحديث المذكور آنفاً : " لكل آية ظاهر وباطن وحد ومطلع " فأربابها متبعون لا مبتدعون ، اختصهم الله بأسراره في آياته ، ليكونوا مصابيح الهدى في غسق الدجى ، كما أقره عمد الدين وذوو العلم من المؤلفين :

وقد تقدم كلام سعد الدين التفتازاني بشأن ما ذهب اليه أهل التحقيق من صرف النصوص على ظواهرها ، ومع ذلك فيها إشارات خفية الى حقائق تنكشف على أرباب السلوك ، مما يمكن تطبيقها مع الظواهر ، فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان (10) .

وقال الشيخ زروق : " نظر الصوفي اخص من نظر المفسر وصاحب فقه الحديث ؛ لأن كلاً منهما يعتبر الحكم والمعنى ليس إلا ، وهو يزيد بطلب الإشارة بعد إثبات ما أثبتاه " .

فإذا دار المفسر في حدود اللفظ القرآني ، واستنبط منه الفقهاء ما استنبطوا من أحكام ، فلأوي الألباب وذوي البصائر فيه بعد ذلك من الأسرار والحقائق ما لا ينكشف لسواهم ولا يدركه غيرهم ، وذلك لتجدد واردات الحق عليهم ، ودوام تنزل الفيوضات على قلوبهم ؛ لأنهم أهله ومحبوه (11) .
________________________

1- المستدرك للحاكم ، ج2 ، ص291 ؛ الكامل ، ج7 ، ص240 .
2- راجع : تفسير التستري ، ص83 .
3- بحار الأنوار ، ج55 ، ص39 .
4- مسند أحمد ، ص 228 .
5- راجع : الموافقات للشاطبي ، ج3 ، ص382 .
6- شرح العقائد النسفية للتفتازاني ، ص120 ( ط كابل) .
7- هو احمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله ، أحد العلماء الجامعين لعلوم الدين من التفسير والحديث والأصول والتصوف . استوطن القاهرة للوعظ ، ثم رحل الى الإسكندرية ومات بها سنة 709 ، وكتابه لطائف المنن في مناقب شيخه أبي العباس المرسي . طبع بتونس سنة 1304 .
8- نقلاً عن الإتقان ، ج4 ، ص 197 .
9- وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية بمصر ، له تعريف بتفسير القشيري أثبته في مقدمة الكتاب .
10.  شرح العقائد النسفية ، ص120 (ط كابل) .
11.  تفسير القشيري (المقدمة) ، ج1 ، ص4-6 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .